حسام عثمان يكتب : هل صحيح أن تولي أحد المدنيين رئاسة المجلس السيادي الانتقالي هي قضية الشعب السوداني؟
السودان
رصد : الرآية نيوز
حسام عثمان محجوب يكتب :
من ناحية أخرى، هل صحيح أن تولي أحد المدنيين رئاسة المجلس السيادي الانتقالي هي قضية الشعب السوداني؟
هي قضية الأعضاء المدنيين الحاليين في المجلس بكل تأكيد (وربما من ورائهم أحزاب بعضهم أو مناصري بعضهم الآخر)، ولكن هل منصب الرئاسة الذي ليس له ميزة إلا إدارة الاجتماعات كما قال العضو المدني محمد الفكي يستحق تهديد الفترة الانتقالية؟
هل هناك أي صدقية في السنتين الماضيتين لأن البرهان ليس له أي ميزة غير إدارة الاجتماعات؟ هل يمكن تصديق أن صلاحيات برهان وحميدتي مستمدة من عضوية متساوية في المجلس مع حسن شيخ إدريس مثلاً؟
لماذا في كل العربي المصروف في الأيام الماضية من قادتنا المدنيين لم يوضحوا لنا من اخترع منصب النائب الأول لرئيس المجلس؟ ولماذا لم يذكروا الأستاذة عائشة واستقالتها بتفاصيلها الكارثية؟
كيف لا يطرف لمحمد حسن التعايشي جفن وهو يقول إن: “الصيغة السياسية التي افرزتها تداعيات الاتفاق السياسي لم تكن مقبولة للغالبية العظمى من السودانيين الذين صنعوا الثورة ولم تكن محل إعجاب لمعظم من هم على رأس هذه الحكومة نفسها وانا واحد منهم. ظروف سياسية معلومة إقتضتها هذه الشراكة أدت إلى قبول معظم من إعترض عليها إبتداءً”؟
كيف قيمت أن معظم من اعترض عليها ابتداءاً قبلوها؟ ولنفرض أنهم قبلوها فعلاً، هل قبلوها لتنفذوها بهذا الشكل؟
هل تعتقدون فعلاً أن الشعب الذي تجاهلتموه واعتبرتموه كلبة ميتة لا يستحق حتى مخاطبته باحترام وشفافية، وشاركتم في تقسيم قواه الثورية، سينتظركم لتقودوا معركته مع شركائكم الذين سيلقون بكم إلى السجون أو السفارات (لا فرق) بعد أن قدمتم لهم كل ما كانوا يحلمون به للسيطرة المطلقة على الدولة بعد تشتيت القوى الجماهيرية الثائرة التي أسقطت البشير؟
هل يراجع الوزير خالد عمر يوسف تصريحاته ومواقفه في تسلسلها التاريخي ليعلم حجم الخداع الذي ظل يمارسه على جماهير الشعب السوداني التي ظل هو لا يعترف بوجودها أو بقدراتها ؟
هل لاحظ لأحاديثه المتكررة عن أن الأمور تمام مع بعض التحديات حتى خرج حمدوك بمبادرته التي اعترف فيها بأن الأمور مش تمام؟
هل لاحظ لحديثه هو والمستشار ياسر عرمان عن إنه لن يكون هناك انقلاب قبل أيام قليلة من حدوث الانقلاب المذاع الذي نراه الآن في مواقف برهان وحميدتي؟
ألم يلاحظ محمد الفكي تناقض قوله عن إن الاقتصاد ماشي في الطريق الصحيح مع اعترافه باعتماده في المعيشة على مساعدات أخيه من الخارج وطلبه على الهواء بزيادة هذه المساعدات، وهو الذي لا يدفع إيجاراً للسكن ولا مواصلات؟
ألم يلاحظ المفارقة في أنهم تأخروا في تنفيذ برنامج (الإصلاح) الاقتصادي تخوفاً من “غضب الشارع وانهيار أحلام السودانيين في واقعهم الأفضل” ثم أنهم نفذوا الإجراءات لارتباطها بالتزامات دولية؟
هل برنامج الإصلاح برنامج وطني أم التزامات دولية؟ ومن الأحق بالقيام بالتزاماته، الشارع السوداني أم الأطراف الدولية؟ وهل نستطيع تصديق حمدوك وهو يقول إن البرنامج الاقتصادي برنامج وطني لم يفرضه علينا أحد؟
ألا يحس الدكتور أمجد فريد بأي مسؤولية عن دماء المواطنين التي سالت في كسلا العام الماضي وهو من صناع القرار في ملف الشرق وملف والي كسلا المقال صالح عمار كما وضح صالح نفسه في أكتوبر من العام الماضي؟
إذا لم يحس أمجد بمسؤوليته عن تلك الدماء، هل من الطبيعي التعامل مع كتاباته اليوم عن الأزمة في الشرق باعتباراتها تحليلات سياسية كغيرها من التحليلات؟
تنحوا ياخي، تنحوا واعتذروا للشعب السوداني واعترفوا له بما اقترفتم في حقه وكيف أضعتم ثورة رواها ملايين السودانيين بدمائهم ودموعهم وعرقهم. وبالنسبة للمتنحين أصلاً، تجاوزوا بسرعة مرحلة محاولات غسيل مواقفكم في فترة وجودكم في السلطة، فهي محكوم عليها بالفشل.