إبراهيم عثمان يكتب : أسئلة للناطق باسم قحت

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

أسئلة للناطق باسم قحت

بالأمس في منتدى “كباية شاي” بجريدة التيار بدأ الأستاذ جعفر حسن المتحدث الرسمي باسم ( مجموعة الأربعة) حديثه بالتعريف بنفسه ومراحل دراسته . اللافت أن الرجل سيَّس سيرته الذاتية بطريقة بالغة الفجاجة، وكذَّب، وناقض نفسه عدة مرات. وكان هذا أسوأ استهلال ممكن لحديثه، ويؤذن بماسورة أكاذيب ستنفتح وتشكل لحمة حديثه وسداته، وقد حدث ذلك بطريقة تجعله خير ممثل لمجموعة الأربعة، ويعير بدقة وصدق عن مستوى الخفة وضيق الأفق والكذب والانتهازية وكل قائمة النقائص لدى هذه المجموعة ..

يقول الأستاذ جعفر :
– إن أسرته غادرت الشمالية إلى الخرطوم، لأنه : ( طبعاً لما اشتد عود الإنقاذ ضربت الريف طبعاً ضرب مبرح في التعليم، وأصبحت المدارس طاردة لأنه لا يوجد مدرسو فيزياء وكيمياء ورياضيات ) ..
– إنه قد عاد مرة أخرى ليمتحن الشهادة الثانوية في الشمالية ليستفيد من فرص الولايات الأقل نمواً ( كنا فاهمنها غلط كنا قايلنها درجة كبيرة تدخل الزول الطب )
– إنه عندما حضر إلى الخرطوم انبهر ( كعادة أهل الريف بالمدينة وكهاربا و”باسطتا” وشوارع زلطها، وأنا أول مرة أشوف شارع الزلط كان في الخرطوم ) .
– إن عدد سكان الشمالية بولايتيها نقص كثيراً في عهد الإنقاذ ( ودا المؤشر البأشر إنو الحصل شنو في الريف السوداني) ..
– إنه ( زي كل أولاد الريف المابعرفوا يقدموا للجامعات بشهاداتهم بشكل صحيح، يعني ما بعرفوا يختاروا الكليات بشكل صاح لدرجة كبيرة درست في جامعتين أهليتين واحدة أم درمان الأهلية وواحدة شرق النيل وأنا سعيد بدا يعني وبدأ النشاط السياسي هناك .. ) ..

هذه الإفادات تفتح الباب أمام أسئلة كثيرة :-
– هل فعلاً ضربت الإنقاذ “عندما اشتد عودها” التعليم في الريف ضرباً مبرحاً؟ كم عدد الخريجين من ( الأراك وجرا وكورتي ) قبل الإنقاذ وكم عددهم الآن؟ وكم منهم قدموا للكليات بطريقة صحيحة ؟ كم عدد المدارس والجامعات في الأرياف قبل الإنقاذ والآن ؟
– هل فعلاً غادرت أسرتك الشمالية بسبب دراستك؟ وكيف تقرر الأسرة العكس، أي أن تعود للشمالية “المضروب تعليمها ضرباً مبرحاً” ؟ هل كانت قبل الهجرة تجهل بوجود شئ اسمه الولايات الأقل نمواً ؟ وما هي الجامعات التي كانت تعطي فرصاً خاصة لأبناء الولايات، أهي الجامعات التي أقامتها الإنقاذ في تلك الولايات أم غيرها؟ هل كان يهمكم التحصيل الجيد في مدارس الخرطوم أم اقتناص الفرص ولو على حساب التحصيل ؟ وكيف تتخذ الأسرة قراراً كهذا وهي لا تعلم بالضبط ما الذي يمكن أن بضيفه لك الامتحان من ولاية أقل نمواً وما يعطيه لك من أفضلية في جامعات تلك الولاية ؟ .. إلى آخر الأسئلة .

– متى عرفت الأرياف، ومنها ريفك، شوارع الزلط، والكباري، و”والباسطا “، والكهرباء، والثلاجات والمكيفات والتلفزيونات ، والمياه، والاتصالات، والجامعات بحيث يختفي انبهار أبناء الريف عندما يحضرون إلى الخرطوم أو يكاد ؟ هل حدث ذلك في زمن “الضرب المبرح للأرباف” أم في زمنٍ آخر ؟!
– لماذا تركز على سذاجة وجهل أهل الريف، وتارةً تتحدث عن انبهارهم بالمدينة، وأخرى عن جهلهم بما تعطيه لهم فرصة الولايات الأقل نمواً، وثالثة عن جهلهم بطرق التقديم للجامعات ؟ وكيف تجمع بين الزعم بأنك كنت تستحق أن تدرس في جامعة أفضل، وأداءك لامتحان الشهادة في مدرسة مضروبة ضرباً مبرحاً، وعدم استفادتك من فرصة الولايات الأقل نمواً، وجهلك “الريفي” الذي منعك من التقديم إلى الكليات الأفضل وبين الحديث عن سعادتك بالدراسة في جامعتين أهليتين أوصلك لهما جهلك وفرصك الضائعة؟

من حسن حظ السودانيين أنك لم تدرس الطب لتؤذي مرضاك، ومن سوء حظهم أنك أصبحت عنواناً لجماعة تؤذيهم في صحتهم وتعليمهم وأمنهم وسائر شؤونهم ..

إبراهيم عثمان

اترك رد