حسن إسماعيل يكتب : (الميديوقراطية) ..(حكم التافهين) !!

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

حسن إسماعيل يكتب :

(الميديوقراطية) ..(حكم التافهين) !!

(1)
ـ مدخل :- ( التفاهة صارت تقنية من تقنيات الأنظمة السياسية وهى لاتأتى دون أقطاب يحملون منظومات وأفكار قابلة للتطبيق ، الفارق أنه إذا كان البلهاء تافهين حتى النخاع فالسلطة تعطيهم نظاما خاصا لإضفاء الجدية والمشروعية على فعلهم ) ( آلان دونو)
ـ أقيم ماوصلنى من هدايا فى الفترة الماضية كتابان من أقيم الكتب …الكتاب الثانى أهدانيه الأستاذ المسلمى الكباشى مدير قناة الجزيرة بالخرطوم للدكتور المرحوم حسن الترابى بعنوان ( السياسة والحكم ) ويقع فى حوالى الخمسمائة صفحة عبارة عن موسوعة فى (الكيمياء السياسية) استمتع هذه الأيام بفك معادلاته …أما الكتاب الأول فقد وصلنى عبر البريد منذ شهور من أحد الأصدقاء المغاربة الذى زاملنا فى جامعة الخرطوم وهو كتاب للدكتورة مشاعل عبدالعزيز الهاجرى وهو ترجمة لكتاب الفيلسوف الكندى (آلان دونو) ( الميديوقراطية ..سلطة التفاهة ) !!
ـ ميديوقراطية مفردة لاتينية تتشكل من مقطع أول ( Mediocris) وتعنى متوسط الذكاء ، أو سيئ القدرات ، أو قليل الموهبة ، أو ضعيف المهارة ، أو الردئ ، والدنئ كما تصلح توصيفا لصغار العقول …بماذا تذكركم هذه المترادفات فى هذه الأيام ؟؟
ـ يقول الباحث سامى عبد العال :- الميديوقراطية هى شعار يستهدف تمكين الأقل كفاءة فى مراكز الحكم ومواقع المسؤولية ومواقع إتخاذ القرارات ورسم الخطط والإستراتيجيات ، ثم يضيف ..المجتمعات المحكومة بالميديوقراطية لاتختلف عن بعضها البعض إلا فى حيل التافهين وأساليبهم وتسللهم إلى فضاء السلطة !!
ـ قبل أيام كنت أستمع الى ( ميديوقراطى ) من عينة سودانية قحطية خالصة إسمه جعفر حسن ( الاسم سالم ) …قيل أنه الناطق الرسمى بإسم عصابة الأربعة التى أدخلت رأسها فى ( قلة ) ( بضم القاف) العسكريين وتركت بقية جسدها عاريا رخوا تتزلف به للثوار والشهداء والمفقودين ..تلكم المتلازمة الممجوجة . ..كان ذلك الغر يتحدث فى أكثر من منبر يوزع جهالته وسوء كيله من المعرفة والعلم وسط عدد من الغربان تصفق (ببغاوية) مغيظة …
ـ قال ذاك الجهلول يحدث الناس عن تعريف الحزب السياسي بأنه مجموعة من الناس بينهم تواصل ولديهم برنامج سياسي وبهذا فإن العساكر الخمسة فى مجلس السيادة هم عبارة عن حزب سياسي وإنهم فى قحط سيتعاملون معهم على هذا الأساس ..وقتها كان علم السياسة يتلوى من هذا الملوث المعوى والفيروس المتعدى، لو كان هذا ( الميديوقراطى الردئ القدرات ) يقرأ بتمعن وبحد أدنى من الحصافة لعرف أن أهم ركن من أركان توصيف الحزب السياسي أنه مؤسسة مدنية تسعى للوصول للسلطة ببرنامجها عبر الإنتخابات أو الإستفتاء … ولكن … ألا يورط هذا الغر نفسه عندما يصف مجموعة العساكر فى المجلس السيادى بأنهم حزب؟ …فلماذا المعركة ضدهم إن كانوا حزبا ؟ وكيف يفهم الناس هذا السجال الركيك بنقل السلطة من العسكريين للمدنيين وهم فى اعتبار هذا الزلنطح عبارة عن سياسيين وحزبيين؟؟ ..من أين تناسل هذا الصراع الأخرق إذن ؟
ّـ استمعت إلى هذا ( الميديوقراطى) وهو يستنكر مطالبة الناظر ترك بالعودة لنظام الأقاليم قائلا أن مطالب الناظر ترك يجب أن تنحصر فى حدود إقليمه وليس من حقه التقدم بأى مبادرات قومية أو إقتراح تقسيم السودان إلى ستة أقاليم ..حسنا ولكن ماذا عن الحلو ؟ الذى لايستطيع أن يجمع عشرة آلاف من الرجال ثم يريد أن يفرض على كل اهل السودان الاكثر من أربعين مليون نسمة العلمانيه وأخذ جبال النوبة بنظام الحكم الذاتى ثم يفرض على حمدوك زيارته بل ويشحنه فى طائرة تابعة للأمم المتحدة ثم يجبره على الصعود إلى المسرح ورفع أصابعه ملوحا بالنصر كأنه شاويش فى جند الحلو !! نعم ماهو الفرق فى منطق ذلك الغر الديماجوجى بين حالة أهل الشرق والحلو؟ والمقارنة هنا تذهب لصالح الناظر ترك بل إنها لاتصح أصلا !!
ـ يواصل هذا الزلنطحى الهتاف وهو يؤكد أنهم يحتمون بالسفارات الأجنبية وأنهم سيظلون يلجأون إليها لحمايتهم وحماية نهمهم للسلطة ..هذا الأحمق وبمثل هذا الصياح جعل المعركة بين السفارات وبين جيشنا وقوات شعبنا المسلحة وفى هذه الحالة فإن كل الأصحاء نفسيا وعقليا وأخلاقيا سينحازون لصف جيشهم ويتركون الخزى والعمالة لأولئك الذين لم يكملوا البقاء فى بطون أمهاتهم خمسة أشهر فنزلوا بكل هذا العته والتشوه !!
ـ كنا نظن أن معركة الوطن ضد تحالفات هشة شكلها (الكفيل) على حين غفلة ولكنها معركة أكبر من هذا بكثير …معركة ضد ( الميديوقراطيون )!! .. ضد (التافهون الجدد) !!

اترك رد