بكري المدني يكتب : أخطر ما يفعله (الكيزان) الآن!

السودان

رصد : الرآية نيوز

الطريق الثالث – بكري المدني يكتب :

أخطر ما يفعله (الكيزان) الآن!

أخطر ما يفعله الإسلاميون اليوم ولا يعلنونه هو العمل للإنتخابات القادمة من خلال حصر العضوية وتصنيفها من جديد والترتيب مع بعض القوى السياسية لتحالفات مستقبلية وعدم الانشغال كثيرا بالراهن إلا في إطار ما يثبت الإنتخابات في موعدها أو يعجل بها ودون ان يكون هذا الانشغال بالانحياز الكامل لطرف من الأطراف!

ما لا يقوله الإسلاميون بشكل واضح في الحاضر إنهم يشجعون اللعبة الحلوة لصالحهم ويجلبون الكرة من الخارج ان دعا الحال حتى يستمر الشوط ويشجعون لاعبي الطرفين على المزيد من المنافسة وتسديد الرميات نحو المرمى الواحد وإحراز العديد من الأهداف في ذات الشباك للتعجيل بنهاية المباراة الجارية بأكبر قدر من الأهداف!

الإسلاميون ليسوا أذكياء جدا ولكن على ما يبدو ان الآخرين ليسوا أذكياء ابدا ففي الوقت الذي كان المفروض فيه ان يحرص (القحاتة)على حكومة(تكنوقراط)لفترة انتقالية قصيرة جدا يأتون بعدها محمولين بالزخم الثوري عبر حكومة منتخبة تنجز كل الملفات المهمة من خلال مؤسسات شرعية آثروا السلطة بلا انتخاب وتقاسموها محاصصة فيما بينهم ومضوا للمهمات الكبرى من دون البقية و بلا تفويض شعبي!

أصبح الصبح فوجد القحاتة أنفسهم أمام تحديات أقعدت بالنظام السابق فوقعوا في التناقضات من الإقتصاد للسياسة فكان رفع الدعم عن السلع والخدمات والإجراءات الاستثنائية لحماية السلطة والمحافظة عليها وكان تأييد التطبيع-!

كل التهجم بلا تفويض ولا حق أصيل للمؤسسات الانتقالية جعل الأحزاب التى ارتضت الحكم بالانتقال وليس الانتخاب -جعلها تدفع الثمن من رصيدها السياسي والأخلاقي وتأكل بمبادئها رزق يومها!

ان النتيجة المؤكدة غدا يساق القحاتة للانتخابات أمام خصم عائد من إستراحة حاكم بخبرة السنين في العمل التنفيذي والسياسي ان خاضها معهم برصيده التاريخي فقط مقابل حاضرهم البئيس جاءت النتيجة لصالحه 6 صفر !

سوف يعود الإسلاميون للحكم بالانتخاب مشاركة او انفراد تام وقد حل لهم القحاتة مأجورين غير مشكورين العديد من الأسئلة الصعبة سيتركون بعضها مثل رفع الدعم مع إدخال بعض المعالجات والتذكير الدائم انه من مخلفات سياسات النظام القحتي البائد ويلغوون بعضها ب(المزيكا)مثل قوانين النوع والأحوال الشخصية ويفرضون الأمن زندية على حساب حرية الفوضى التى أسست لها(قحت)!

أعلاه ما سوف يحدث غدا أما اليوم فإن أخطر ما يفعله (الكيزان)هو الإستعداد للانتخابات مع تشجيع اللعبة الحلوة في صالحهم وتشجيع الفريقين على المزيد من التنافس وجلب الكرة من الخارج إن دعا الحال حتى تستمر اللعبة !

اترك رد