إبراهيم عثمان يكتب : تروسنا ولا بروش الناس !

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

تروسنا ولا بروش الناس !

لقحت  وصحفييها وذبابها الإلكتروني وقطيعها  قدرة كبيرة على التنقل السريع بين المواقف المتطرفة المتضادة، وعلى تزيين الذي يناسبها منها حتى لو كان باطلاً  صريحاً، تعالوا نقيس ما يجري الآن إلى ما جرى عند إفطار شباب الإسلاميين في الساحة الخضراء لنقيس المسافة التي تتحرك فيها المواقف :

 

▪️ استبقت جريدة التيار الإفطار بمانشيت ينضح بالتخريض :  ( الوحدات النظامية تتأهب لمنع إفطار هيئة العمليات ). وبعد المنع العنيف نشرت : ( إصابات ودماء خلال فض الشرطة لإفطار جماعي بالخرطوم ) ..

▪️ شهدت الأسافير تحريضاً كبيراً على ضرب هذا الإفطار، وكان هناك سيل من المنشورات والمقالات تدينه بأشد العبارات وتطالب بالتعامل معه بالحسم الشديد، تبارى في كتابتها الكتاب من مستوى بثينة تروس إلى مستوى عمر  القراي .

▪️ تعاملت القوات مع الإفطار، فأطلقت البمبان على “بروش” الإفطار، ثم أطلقته على بروش الصلاة والمصلين، وحدثت إصابات كثيرة، وحدثت  إعتقالات، وتكرر ذلك مع إفطار النساء إذ اعتقلوا عدداً منهن .

▪️ عقدت لجنة التمكين مؤتمراً صحفياً،  مارس فيه وجدي صالح  تمثيله المعروف وأرغى وأزيد وهوَّل وضخَّم، وتحدث عن مؤامرات كبرى كان يُخطَّط لها في هذا الإفطار، من بينها ما كانت تخطط له “خلية إرهابية  من نظاميين في الخدمة والمعاش” !!

 

حدث كل هذا  بمناسبة  إفطار في ساحة غيروا اسمها إلى ساحة الحرية، وهي الساحة التي لم تشهد، قبل أن تتحول إلى ساحة حرية، فضاً لإفطار واحد لأي مجموعة حزبية أو غيرها من التي تقيم الافطارات الجماعية، ولم تصل غربتها عن الإسلام ونفورها منه حد تجنُّب الإفطارات الجماعية ..

 

في مقابل هذا التحريض الكبير والعنف ضد إفطار ليس سلمياً فحسب، بل وخيرياً يطعم منه المارة والمتواجدون في الساحة  وحتى قوات الشرطة، يجئ الحديث  الآن عن:

– سلمية التتريس وإشعال الإطارات وتعطيل الحركة في الشوارع،.

– سلمية تخريب الشواراع  وإزالة الانترلوك، ورمي اللوحات الإعلانية، ورمي أعمدة الإنارة وكل ما تصل إليه أيدي المترسين  .

– سلمية سب الشرطة وشتمها بأقذع الألفاظ وتحديها واستفزازها والسخرية منها عندما تنسحب تفادياً للاصطدام.

– وسلمية الاشتباك معها، وحرق مركباتها،  وحصبها بالحجارة والمولوتوف، والبمبان، وحتى الرصاص في بعض الحالات .

– وسلمية التغطية على قتلة أفراد الشرطة  بالفبركات والتزوير، وتحميل الشرطة المسؤولية  عن قتل منسوبيها ..

 

ليست هذه هي المسافة الكبيرة الوحيدة التي تملأها قحت بكل أنواع الأعلاف الفاسدة، لتقول إن الذين يقفون عند طرفها الأبعد عن الحق هم الذين يمثلون الحق الصافي الذي لا يعكره معكر  وإن كثرت المعكرات، فهناك مسافات كبيرة مشابهة في كل ما يمكن إجراء مقارنة بشأنه ..

 

إبراهيم عثمان

اترك رد