بدر الدين حسين علي يكتب : الشيوعى.. النار التى تاكل ذاتها..!!
السودان
الخرطوم : الرآية نيوز
بعد الغروب
بدر الدين حسين علي يكتب :
الشيوعى.. النار التى تاكل ذاتها..!!
الحزب الشيوعى او الحزب العجوز كما يحلو للجميع نعته بذلك، ظل منذ جبهة الهيئات بعد ثورة اكتوبر والي يومنا هذا لا تجد له اثرا الا في ايام معدودات من ايام الثورات الاولي يحاول فيها ان يفعل كل شي في وقت واحد، يسيطر على المشهد، يكون الحكومة، ينتقم من الاسلاميين العدو التاريخى، يسيطر علي الخدمة المدنية، ويكون حزب المعارضة الاول لحكومته.
ومنذ اكتوبر الاخضر، مرورا بابريل، واخيرا ديسمبر، لم ينجح الحزب العجوز وصولا الى غاياته، وما حقق رجاءاته المامولة، اذا سرعان ما يتكشف للجماهير وان تدثر بجبهة الهيئات او تجمع المهنيين.
وخلال هذه الثورة حاول الحزب الشيوعى اعادة انتاج كل محاولاته السابقة وهو يعلن عن جسم هلامي هو تجمع المهنيين ليعمل من خلاله لقيادة وتوجيه الشارع، الذي خرج منتفضا علي نظام البشير، ثم عمد عقب نجاح الثورة للسيطرة علي مقاليد الحكم المدني، من خلال وضع طوق حول رئيس الوزراء (شلة المزرعة) لتكون المسئول عن متابعة تنفيذ رئيس الوزراء لموجهات الحزب في الحكم.
وعلي مستوى الخدمة المدنية فقد اجتهد الحزب في السيطرة علي مفاصل الخدمة المدنية، وذلك من خلال عمليات احلال وابدال ضخمة، كان الغاية منها تطبيق استراتيجية الحزب في الخدمة المدنية بما يحقق للحزب اقصي درجات السيطرة والتحكم علي الخدمة المدنية.
اما علي مستوى الحاضنة السياسية فقد سيطر الحزب عليها تماما من خلال اجسامه الهلامية التي كانت جزء من قوي الحرية والتغيير اضافةالي كوادره التي اخترقت الاحزاب الاخري وبرزت كقيادات مثلت هذه الاحزاب في المجلس المركزي لقوي الحرية والتغيير.
لم يكتف الحزب الشيوعي بذلك بل نصب نفسه الحزب المعارض لكل سياسات الحكومة الانتقالية، وذلك طمعا في كسب الشارع، وقد وضح ذلك بصورة كبير حينما كان الحزب يحاول تصحيح اهداف التظاهرات، فحينما يعلن المتظاهرون خروجهم من اجل اسقاط حمدوك، كان الحزب يسارع للحديث عن ان التظاهر من اجل تصحيح مسار الثورة لا اسقاط الحكومة.
فمصلحة الحزب كانت قائمة علي بقاء حمدوك في الوزارة لان ذلك كان يصب في مخطط الحزب الرامي لتحقيق حلمه التاريخي بالاستيلاء علي السلطة، وهذا ما سعى له خلال الفترة الانتقالية، وحينما سدت عليه الطرق، يحاول الان جاهدا لاشعال الشارع متمسكا بالشعرة الاخيرة في مخطط الوصول الي السلطة.
ولكن الحزب الشيوعى الان تتراجع ارصدته، بعد ان اكتشف الشباب الثورى انه هذا الحزب ظل طيلة سنوات الفترة الانتقالية يلعب علي الحبلين، ويقود ويوجه اللافتات الكثيرة التى ظهرت علي سطح المشهد السياسى، ولم تكن الا واجهات للحزب يتخفى وراءها.
يبدو ان الارض تهتز بشدة الان تحت الشيوعى فاما ان يظل محافظا علي توازنه، او تنشق الارض تحت قدميه فتبتلعه.