رصد : الرآية نيوز
الطريق الثالث
بكري المدني يكتب :
الحركات والدعم السريع !
بعد ظهور قائد قوات الدعم السريع -نائب رئيس المجلس السيادي السيد محمد حمدان دقلو(حميدتى) فى فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي وهو يحذر الحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا من عمليات التجنيد بالداخل عقب الإتفاق و تحذيره بالقول (بالطريقة دى كلنا ح نجي نقعد في دارفور)بعد هذا يكون الحديث عن عمليات تجنيد تقوم به الحركات عقب السلام قد صعد للسطح وخرج للعلن ومواجهته بالكلام اليوم أفضل من الصدام غدا واشارة حميدتى(كلنا نجي نقعد في دارفور)واضحة الدلالة
ان بند الترتيبات الأمنية في إتفاقية جوبا للسلام يحصر الأمر في قوات الحركات قبل الإتفاق ولا يعتمد أي قوة جديدة قامت أو تقوم بها أي حركة بعد ذلك وحتى القوات قبل الإتفاق ينص على استيعابها في القوات النظامية وفق لوائح الأخيرة وهى مسألة تعتمد على الكيف قبل الكم خاصة في ظل فوضى المهمات والرتب السائدة
ولأن السيد حميدتى يسمع ويعلم ما يدور حول قوات الدعم السريع فلقد سارع للتذكير بأنها قوات تقوم على قانون مجاز وأنها قوة قليلة ونوعية أو كما قال مقارنة بقوات الحركات ولكن بالأمس القريب قامت قوات الدعم السريع بتخريج دفعة جديدة هي الدفعة رقم 11بمنطقة فتاشة العسكرية الأمر الذي يجعل الاستفهام حول حاضر ومستقبل هذى القوات يزيد مع الأيام!
صحيح أن طبيعة قوات الدعم السريع تختلف عن طبيعة قوات الحركات فهي قوة نشأت تحت ظل الدولة وعملت على حمايتها ولما خرج الشعب على النظام الذي أنشأها انحازت للثورة وللشعب حماية للدولة أيضا وهذا رصيد إضافي في خانة هذه القوات ولكن
ولكن لا الوضع السابق ولا الحالى يمنح قوات الدعم السريع حق الإستمرار بهذه الوضعية الاستثنائية ولئن كانت اتفاقية جوبا قد ناقشت وضع الجيش نفسه وقضت بالمعالجات اللازمة له وعالجت الإتفاقية نفسها مصير قوات الحركات ووصلت الى ضرورة استيعاب من يستوعب منها في القوات المسلحة ليكون للبلاد جيش واحد فما الذي يجعل قوات الدعم السريع إستثناء ؟!
نعم – تظل الحاجة في ظل الأوضاع الحالية السائلة والحدود الطويلة الممتدة الى قوات سريعة ورديفة للجيش كقوة احتياطية ولا بأس ان تكون هذه القوات هي الدعم السريع نفسها ولكن هذا الأمر يقتضي ترتيبات أمنية أيضا تعالج وضعية هذه القوات بشفافية وشجاعة فلقد(انتهى عهد الغتغتة والدسديس)!
ان الترتيبات الأمنية المطلوبة او المعالجات -في رأي -تكون فى إعادة هيكلة قوات الدعم السريع من حيث الكم والكيف والنوع بحيث تشمل تمثيلا مناسبا لكل السودانيين المؤهلين للإنضمام اليها وفق المعايير المطلوبة إضافة للسلاح المفترض ان تتسلح به وقبل ذلك وأهم منه هى تبعية هذه القوات حقيقة وليس مجازا للقوات المسلحة ولن يكون ذلك -كلمة واحدة – الا بفك ارتباطها الحالي بأسرة (آل دقلو) وتعيين قيادة جديدة لها من الجيش او بواسطة الجيش
لقد شكا السيد حميدتى في ذات الفيديو المذكور عاليه من الدعم السريع بالقول (نحن ديل ما قادرين عليهم )وحقيقة ان تحمل إدارة والصرف على قوات بحجم الدعم السريع مسألة مجهدة ومكلفة نفسيا وماديا ومن الأفضل للرجل ان ينأى عنها ويتركها للدولة
السيد محمد حمدان دقلو (حميدتى) قدم الكثير للسودان ولا يزال وهو شاب يمتاز بذكاء فطري وينتظر منه الكثير ومن المؤكد ان للرجل مشروعه السياسي وهو أيضا مشروع للكثيرين وهذا حق له ولهم ولكن هذا الحق المشروع مجاله العمل السياسي والتنظيم السياسي هو الذي يبنيه ويحميه وليس قوة عسكرية مهما كانت ومهما دامت !