علاء الدين محمد ابكر يكتب : الغرب وسياسة صب الزيت على النار
السودان
الخرطوم : الرآية نيوز
علاء الدين محمد ابكر يكتب :
الغرب وسياسة صب الزيت على النار
بات تفوق الجيش الروسي على القوات الاوكرانية مسالة كرامة وتحدي شخصي بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خاصة بعد اعلان الحكومة الألمانية، السبت، عزمها تزويد أوكرانيا “في أقرب وقت” ألف قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، و500 صاروخ أرض ـ جو من طراز “ستينغر”، لمساعدتها في مواجهة هجوم الجيش الروسي. بجانب دعم اخر من الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول المجاورة لجمهورية اوكرانيا وبدون شك لم ياتي الاعلان عن ذلك الدعم الغربي للجيش الاوكراني نتيجة لتخطيط مسبق وانما كان بسبب تعثر العملية العسكرية للجيش الروسي في محيط العاصمة الاوكرانية كييف فقد كانت تقارير استخبارات حلف شمال الأطلسي توكد بان سقوط العاصمة الاوكرانية كييف لن يتجاوز الثلاثة ايام ولكن علي الارض حدثت مفاجات غيرت مجري الاحداث ربما استعان الجيش الاوكراني بعناصر لها خبرة وادراك لواقع التعامل مع الجيوش البرية وقد تكون تلك العناصر من فلول تنظيم الدولة الاسلامية المندحرة في الشرق الاوسط خاصة في العراق وسوريا بالتسلل الي اوكرانيا نسبة الي قربها من تركيا الواجهة المفضلة للتنظيمات الاسلامية بمختلف معتقداتها ولكن تبقي المشكلة في حال تسرب تلك الاسلحة الي التنظيمات الارهابية في حال تمكن الجيش الروسي من اجتياح كييف وحدوث فوضي في وسط الجيش الاوكراني المهزوم
علي كل حال لن يقبل الروس الرجوع عن اكمال العملية العسكرية في اوكرانيا بدون التاكد من ازالة الحكومة الاوكرانية الموالية للغرب واستبدالها باخري تكون اقرب الي موسكو وفي سبيل تحقيق ذلك سوف تستخدم روسيا كل ما تملك من قوة ولو تطلب الامر التلويح باستخدام الاسلحة النووية ضد الدول التي تساند اوكرانيا بما فيها الولايات المتحدة وقبل اشهر اختبر الجيش الروسي صاروخ آر اس-28 РС-28 Сармат، لقب (بالشيطان) 2)، هو صاروخ روسي باليستي عابر للقارات ثقيل للغاية يعمل بالوقود السائل مسلح بالقنبلة الهيدروجينية ويُطور من قبل مكتب تطوير الصواريخ ماكييف تسمح حمولته الكبيرة بتسليحه بما يصل إلى 10 رؤوس حربية ثقيلة أو 15 رأسًا أخف أو ما يصل إلى 24 أفانجارد (يو-71) بمركبة نقل تتبع مسار انزلاقي وبسرعة فرط صوتية، أو مزيج من الرؤوس الحربية وكميات كبيرة من الوسائل المضادة المصممة لهزيمة الأنظمة المضادة للصواريخ، ويعتبره الجيش الروسي رد فعل على منظومة الضربة العالمية الفورية الأمريكية لذلك لا تظن الولايات المتحدة انها في مأمن من الصواريخ النووية الروسية خاصة وان روسيا تملك حدود جغرافية مشتركة مع امريكا في الشرق الاقصي في منطقة سبيريا عند مضيق بيرينج الذي يفصل قارة اسيا عن الاسكا التي تقع اقصي شمال شرق القارة الامريكية ويمكن باقل جهد ان تكون مدن الغرب والوسط الامريكي تحت مرمي الصواريخ النووية الروسية ، والعقوبات الاقتصادية علي روسيا سوف تجعل الحقد يدفع روسيا الي الانتقام
ان كل جندي روسي يسقط قتيل في ساحة الحرب في اوكرانيا سوف يزيد حماس القوميين الروس في تحميل الولايات المتحدة مسؤولية ماحدث من الحد من استرداد مكانة بلادهم العظمي ابان عهد الاتحاد السوفييتي السابق فالرئيس بوتين رغم اختلاف بعض الروس حوله الا انه صار الان رمز للقوميين الروس لمقاومة الغطرسة الغربية علي حسب وجهة نظرهم
اذا الامر الان بات اكثر شراسة ليتجاوز كل التوقعات فالعالم علي حافة حرب نووية بسبب عدم التوازن الدولي فالولايات المتحدة ظلت تمارس دور شرطي العالم فهي تسمح لنفسها باحتلال الدول الاخري حتي بدون موافقة مجلس الامن الدولي فعندما قامت باحتلال العراق برفقة بريطانيا وقوات دول اخري من بينها اوكرانيا نفسها التي تدفع اليوم ثمن ذلك التجاوز الامريكي لمجلس الامن الدولي بقيام روسيا باعلان الحرب عليها حينها لم تستجيب امريكا لصوت العقل بتجنب الحرب بعدم غزو العراق اذا ماكان حلال للولايات المتحدة عند احتلالها للعراق هو اليوم حرام علي روسيا بغزوها اوكرانيا حسب وجهة نظرهم و بالمقابل لن تقبل روسيا ان تكون تحت جناح الغرب وهي الدولة الكبري التي تمتلك ترسانة نووية ضخمة ومساحة جغرافية تفوق قارة امريكا الشمالية
اذا لاسبيل امام شعب وحكومة اوكرانيا لوقف تدمير بلادهم الا بالجلوس مع الوفد الروسي للوصول للسلام الذي يخدم امن واستقرار المنطقة وعلي الدول الغربية مراجعة حساباتها في عدم صب الزيت على النار
المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
alaam9770@gmail.com