علي سلطان يكتب : التعليم الجامعي.. طريق مسدود وتجميد الدراسة

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

وطن النجوم
علي سلطان يكتب :
التعليم الجامعي.. طريق مسدود وتجميد الدراسة

لعمرك ماضاقت بلاد باهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق.. والنساء ايضا!!
كيف تستقيم الحياة لطالب جامعي وطالبة جامعية اكملا منذ عام 2017 وحتى العام2022:خمس سنوات كاملة وهم يزحفون كالسلاحف مع الاعتذار للطلبة والطالبات منذ سنة التخرج الاولي قبل خمس سنوات وهم مازالوا في السنة الثالثة يراوحون مكانهم او (محلك سر) كما يقال.. وَليس السبب لضعفهم الاكاديمي او رسوبهم.. ولكن هم ناجحون وفيهم النوابغ والمتفوقون.. ولكن منذ ثورة ديسمبر2019 وتداعياتها وجاءت عليها جائحة الكورونا لتعطل مصالح الجميع في الكرة الارضية.
مئات الطلبة والطالبات في جامعة الخرطوم وأولياء أمرهم يعانون معاناة قاسية مؤلمة من تاخر تخرجهم من الجامعة ومازالوا بعد في انتظار اعوام اخرى لكي يتمكنوا من تجاوز هذا الحاجز السميك معنويا وجسديا.
لقد تجمدوا غصبا عنهم لخمسة اعوام في الكليات المتعددة ومازالوا محلك سر في السنة الثالثة ومن هم في السنة الاولى والثانية والرابعة.. وهم لا ذنب ولا جريرة لهم في ذلك التجميد. . وقس على ذلك الالاف من الطلبة في كل الكليات الجامعية في جامعة الخرطوم وفي معظم الجامعات الحكومية السودانية.. وربما يكون الطلبة في الجامعات الخاصة اوفر حظا فقد واصلوا دراساتهم ولم يتأثروا كثيرا بتجميد السنوات الدراسية.. وهناك عدد كبير من الطلبة التحقوا بحامعات خارج السودان..!
إنه لوضع كارثي وامر محزن ومؤسف ومحبط حين يجد الطلبة والطالبات انفسهم في هذا الوضع الصعب والمحير وليس هناك بادرة امل في الخروج هذا الوضع الجامد وهذا النفق..!!. وهم كانوا يعدون الساعات والأيام ليتخرجوا وفق سنوات الدراسة المحددة.. وعلى الطرف الآخر يجدون زملاءهم وقد اكملوا تخرجهم وطرقَوا ابواب الوظيفة.. وفيهم من التحق بوظيفة فعلا!!
ولكن الانتقال إلى جامعة آخرى ليس امرا سهلا خاصة اذا كان الانتقال خارج السودان. و واقع الحال يقول إن الانتقال فيه تكلفة مالية ليست في استطاعة .
كثير من الطلاب.. رغم انهم يفكرون ويتحمسون لايجاد فرص دراسة داخل السودان او خارجه او منح دراسية تكون لهم فرصة طيبة تعوض هذه السنوات المجمدة بوضع افضل ومستقبل مشرق.. هل من ضوء في آخر النفق..؟!
قلوبنا مع طلابنا ومع معاناتهم واحساسهم بالعجز وعدم القدرة على ايجاد حل ناجع.. وذلك حال الاساتذة والمسؤولين في هذه الجامعات فهم ايضا يعانون من هذه الوضعية المربكة التي افقدت التعليم الجامعي حيويته واستمراريته.
هتاك طرفة متداولة واظنها حقيقة.. حيث التقي طلبة ثلاث دفعات في السنة الاولى في قاعة لاداء الامتحانات.. وعلق احدهم قائلا: معنا دفعةَ منذ عهد الانقاذ قبيل الثورة وهذه دفعة ثورة ديسمبر.. وهذه دفعة حمدوك..!!
وعلى طريق العلم الطويل دفعات أخرى تتجمد مكرهة..؟!

اترك رد