الخرطوم : الرآية نيوز
حليم عباس يكتب :
الإنتخابات ..وإن طال السفر !
1
▪︎ بعض الثوار و أعضاء من لجان المقاومة يقولون بأن قحت لن تعود إلى السلطة مجدداً و انهم لن يسمحوا بذلك.
لا شك طبعاً في كونهم وطنيين و يريدون الخير لهذا البلد، و جادين في ثوريتهم. و لكنهم لا يملكون الآليات التي يسيطرون بها لحماية مجهودهم من السرقة و التوظيف بواسطة القحاتة. و كونك ثوري و واقف في الحتة الغلط مع الناس الغلط دا ما بديك حصانة. الأفق بتاع ثورة ديسمبر دا سدته قحت كلياً. و لا بد من الخروج منه كخطوة اولى للحل.
أقول لشباب لجان المقاومة غير التابعين لقحت إذا كنتم جادين في حماية نضالكم و تضحياتكم من السرقة بواسطة قحت امامكم خيار وحيد، هو العمل على إقامة إنتخابات يختار فيها الشعب بحرية. دي الطريقة الوحيدة لمكافحة لصوص الإرادة الشعبية و لصوص التضحيات. ما عندكم آلية غيرها ممكن تحمي ثورتكم.
شعار “المدنية” دا شعار اخترعته قحت بغرض الاحتيال. و يجب محاربته أكثر من محاربة قحت نفسها. الشعار الصحيح هو الديمقراطية و الإنتخابات الحرة. ما في حاجة اسمها مدنية دا كلام فارغ ساي.
2
أطرح الإنتخابات كقضية مركزية و من ثم ناقش إمكانيتها و ضمان سلامتها و ما هي الوسائل و الضمانات لقيامها و انتقال السلطة. هذا هو الطرح السليم.
و لكن رفض الإنتخابات من حيث المبدأ ثم اختلاق الحجج و الأعذار هذه حيلة القحاتة البائسين و المخدوعين بدعاية قحت.
3
الإنتخابات محتاجة قبل كل شيء إيمان بالديمقراطية و بحق الشعب في الاختيار و قدرته على ذلك. بقية الأمور ترتيبات و تفاصيل يسهل التوافق حولها إذا توفرت الإرادة لذلك.
مهمة الحكومة الإنتقالية من البداية كان يجب أن تنحصر في قضية الإنتخابات و الترتيب لقيامها، و لكن ثورة ديسمبر انحرفت عن مسارها و تحولت إلى مشروع سياسي لقوى سياسية بعينها أرادت فرض رؤيتها خلال الفترة الإنتقالية. هذا هو جوهر المشكلة.