عبد الشكور حسن يكتب : قتل الصائل ( اللص)

السودان

الخرطوم : الرآية نيوز

العيار الثقيل

عبد الشكور حسن احمد حامد (المحامي)

قتل الصائل ( اللص)
…………………………

مع إنتشار الجريمة في الآونة الأخيرة وإنتشار اللصوص إنتشرت معها جريمة أخرى هى قتل الحرامى ( شرعا يعرف بقتل الصائل ) او قل قتل اللصوص عند قبضهم او ضبطهم او يضربون ضربا مبرحا والسودان على اعتاب دولة مدنية فلا يجوز فيها إلا سيادة القانون( والسيادة لله وحده )

وتعرف الدولة المدنية في إجماع أهل السياسة بأنها مجموعة من الأفراد، ينظمهم القانون ويخضعون له، ويوجد فيها نظام قضائي يطبق هذه القوانين على الجميع لإرساء مبدأ العدل، فالقضاء هو السلطة العليا التي يلجأ إليها الأفراد في حالات انتهاك الحقوق،وتقوم الدولة المدنية على تعدد القوى السياسية، ويتداول فيها الحكم والسلطة بلا احتكار على قوة سياسية واحدة،
ولا يكون فيها القتل خارج نطاق القضاء

والقانون النافذ او السارى في السودان هى الشريعة نحتكم اليها قضاء وتقاضيا لم يحل الإسلام القتل الا في مواضع معينة والشاهد قوله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة»، والنفس التي حرم الله هي نفس المسلم ونفس الكافر المعاهد والذمي والمستأمن قال -صلى الله عليه وسلم-: «من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة»، وقال الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا))
اما الصائل فله أحكام إذا قصد الصائل النفس او العرض او المال وتعذر الغوث ويحمل اداة قاتلة او يعتقد انها قاتلة فيحب الدفاع عن النفس حتي لو ادى ذلك الى القتل لكن اذا كان الصائل لا يحمل اى آلة او اداة قاتلة فدفعه المصول عليه فاندفع او خاف وهرب هنا فقد حق الدفاع الشرعى فلايجب ان يتابعه ويضربه او يقتله
فاذا هرب الصائل او ترك ما كان في نيته من سرقة وجب التوقف عن ضربه لانعدام وانتفاء حق الدفاع الشرعى

اما في حالة جماعة من الناس تقبض اللص وتضربه حتى الموت فهذا في القياس غريب وعجيب
ومخالف للقانون وتوخذ الجماعة باللص ويتم محاكمتهم تحت المادة (130) ( القتل العمد )من القانون الجنائي لسنة 1991م
فمنظر جماعة من الناس تضربا لصا منظر غير حضارى ويدل دلالة واضحة علي التوحش او قانون الغاب فالأسلم والأجدر والأفضل بعد قبض اللص ان يسلم للشرطة مباشرة وتتابع الجماعة سير المحاكمة
فالسلطان او الامام او راس الدولة هو المناط به تطبيق القانون وإلا صارت البلاد فوضى . تموت الحضارة عندما تسود الفوضى ، صناعة الفوضى أخذ الحق دون تقاضى
(فالحق ابلج والباطل لجلج )
وقال الشاعر
الحَقُّ أَبْلَجُ، لَا تَخْفَى مَعالِمُهُ    كالشَّمْسِ تَظْهَرُ فِي نورٍ وإِبْلاجِ………
وقال آخر فى ذات المعنى
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْحَقَّ تَلْقَاهُ أَبْلَجَا   وَأَنَّكَ تَلْقَى بَاطِلَ الْقَوْمِ لَجْلَجَا……….
حفظ الله السودان
والله المستعان
الي الملتقى…

اترك رد