ركعتان تقشعر لها الأبدان .. ما أجمل القمر من خلف غمامٍ مهترىء

السودان

📝 كتب عبد الحافظ عبد الرؤوف :

كنا جلوساً في احد المطاعم الشعبية بعد العاشرة مساءً، جاء هذا الرجل بأثوابه المهترئة يسير بطيئا متئداً .. سرق انتباهي .. اخرج من جيبه قارورة مياه صغيرة . ملأها من المغسلة ثم جلس على الأرض يتوضأ .. يمسح جسمه بالماء بإتقان عجيب .. حتى حسبته الوضوء الذي قيل عنه : (يغسل الذنوب).

ثم استقبل القبلة ووقف برهة .. كأنه يحشد مهجته .. ثم كبر.. وصلى ركعتين ثريتين باستغراق ولطف ينثر الاطمئنان على من حوله .. صلى الرجل على الرمل – وأظنه يستكثر على نفسه هذه المصلاة المفروشة النظيفة – .. يسجد ويطيل فتحسبه يقبّل الارض تقبيلاً .. ثم يستوي راكعا فتحسب ان ميزان الحياة في نفسه قد استوى واستقر كاستواء ظهره ..

ثم سلم وسكن برهة كأنه يستنزل الرحمة والسكينة .. ثم رفع يديه ودعا دعاءً خفيفا ..ثم قام ينفض ثوبه وانصرف .. ما التفت الرجل في برهته هذه لشيء حوله قط .. ولا أعلم ان كان قد رأى شيئا أو احدا من حوله .. لقد صلى الرجل ركعتين فقط، قطعاً لم يكن فرض العشاء .. اتراهما ركعتي محبة؟!
ما أجمل سجود الحُب ..
ما أجمل القمر من خلف غمامٍ مهترىء
وما أثرى الانسان وما اغناه حينما تتنور روحه
لقد أعطى لمسائي معنىً وسعة ..❤❤

تعليق 1
  1. موسي ود الاحمر يقول

    نسأل الله العفو والعافية
    اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد

اترك رد