بدر الدين حسين علي يكتب : “جبريل” حينما تصبح يدك في النار..!!
السودان
الخرطوم : الرآية نيوز
بعد الغروب
بدر الدين حسين علي يكتب :
جبريل. حينما تصبح يدك في النار..!!
د. جبريل ابراهيم وزير مالية السودان الحالى، ظل وهو معارضا لحكومة البشير، كثير الانتقاد للسياسات الاقتصادية لنظام البشير، من منطلق تخصصه في الاقتصاد من جهة، ومن منطلق معارضته للنظام من جهة اخري.
غير ان معظم الذين كانوا يستمعون لاحاديث جبريل كانوا يصنفون انتقاداته للوضع الاقتصادي، من باب انه خبير في هذا المجال، وربما لا تجد احدا كان له ان يذهب مذهبا غير هذا، الي ان وضع جبريل في خانة المسئول الاول عن الاقتصاد السوداني، فماذا اكتشف الناس؟ وما الذى اكتشفه جبريل نفسه حول ما كان يذهب به من احاديث.
د. جبريل وهو خارج السلطة ( اي حينما كانت يده في الماء) كان يصور ان مشكلة السودان الاقتصادية تكمن في عدم وجود ادارة حقيقية قادرة علي ادارة الاقتصاد السوداني، والذي يتمتع بموارد عديدة تجعله من احسن اقتصاديات العالم، لو احسن استغلالها و ادارتها.
ولكن بعد ان اصبح د. جبريل وزيرا للمالية ( واصبحت يده في النار) ماذا فعل وهو الخبيرالاقتصادى، وذو النظرة المسبقة لكيفية معالجة واقع الاقتصاد السوداني، من خلال ما كان يطرحه من حلول وهو في المعارضة.
يبدو ان د. جبريل وهو في الوزارة اكتشف ان كل ما كان يسوقه من كلام نظري ضد طريقة ادارة الاقتصاد من قبل النظام السابق، لم يكن الا كيدا سياسيا اعمي ويمشي متكاءا علي عصاة قصيرة.
كيف لا ود. جبريل يقف اليوم عاجزا ليس عن وقف تدهور الاقتصاد السوداني، بل عاجز حتي عن ايقاف التدهور عند هذا المستوى، وهو الشي الذى يمكن ان يحمد له في ظل مالات مجهولة ان هو فعله.
ود. جبريل صاحب الدكتوارة في الاقتصاد يبنى موازنة الدولة علي السراب، الدعم والمعونات الخارجية وهي ذاتها التي هزمت حكومة حمدوك، الضرايب والجمارك، كيف يتم تحصيلها والنشاط التجاري شبه متوقف، انها مصادر تمويل كسراب بقيعة.
ود. جبريل حينما يعجز، يتجه لرفع اسعار البنزين والجازولين، والغاز، ورغيف الغلابة، ويرفع ضريبة الاتصالات الي نصف قيمتها الا قليلا، والازمة قائمة، والتضخم في زيادة،، والعملة المحلية تنهار امام الجنيه.
وعندها يلبس د جبريل ذات عباءة قحت فيحدثنا عن ان اقتصاد تم تدميره لمدة ثلاثون عاما لا يمكن اصلاحه في عامين، فهل يا د. جبريل لا يمكن خلال العامين ان تظهر ولو موشرات، مجرد موشرات اتجاه الاصلاح.
ود. جبريل الذي ينفي تقديرات برنامج الغذاء العالمي بان ٢٠٪ من السودانيين يعانون من النقص الحاد في الغذاء، يحدثنا بان وزارته وضعت حلولا للفئات الضعيفة والفقيرة عبر برنامج ثمرات الذي يقدم دعما ل ٨٠٪ من السودانين، حسنا السيد الوزير، فان حكومتك تعترف ضمنا بان ٨٠٪ من السودانيين الان فقراء، فكيف لا يصبح ٢٠٪ من اهل السودان يعانون من نقص حاد في الغذاء.
الاصلاحات الهيكلية للاقتصادات الافريقية، والتي قام بها صندوق النقد كلها كانت فاشلة، وجعلت اقتصاذيات الدول الأفريقية شبه منهارة، ومنها ما جعل الدولة في حد ذاتها تنهار، وهذا الصندوق هو ما يقود عمل وزارة المالية في السودان اليوم.
لذا فان سياسة د. جبريل الاقتصادية التي يتبناها ستودي الي افقار كل الشعب السوداني، الذي اصبح اليوم مسئولا عن تمويل ميزانية الدولة، كما العهد التركي في السودان، في ظل متوسط دخل سنوي للفرد ما بين ٨٠ الي ٢٠٠دولار، وهذا هو الواقع الذي من النفترض ان يتعامل معه د. جبريل، لا ان يدفن راسه في رمال صندوق النقد الدولي.