الخرطوم : الرآية نيوز
( الفقر والجوع يتزاوجان في السودان وينجبان الانفلات الأمني)
( هبه بت عريض)
يعتبر الفقر من اعقد مشكلات العالم المعاصر ومايذيده تعقيداً هو ارتباطه بمشكلة الجوع ،فالمشكلتان تتدخلان معاً في ازمة الغذاء العالميه ،حيث تتراجع مقدرة الافراد والدول علي تلبية الاحتياجات الغذائيه ،في ظل ارتفاع الاسعار الذي يقود بدوره الي تآكل الدخول …
ويتشابك الفقر مع الجوع في دائره جهنميه يعجز معها العالم او ( يتراخي) بافراده ومؤسساته ودوله عن التصديق له بفاعليه ، هذا عن العالم فماذا عن السودان بلد النزاعات والحروب والمشاكل القبليه ،بلد الاراضي الخصبه والمياه الوفيره ،بلد غياب الاراده والاداره ؟؟
والفقر لا يقتصر على الأفراد بل من الممكن أن يصل إلى أسر ومجتمعات وشعوب كامله …
(فمامعني كلمة فقر) :
الفقر هو عدم قدرة الإنسان على تلبية أدنى متطلبات الحياة الأساسية مثل الطعام والشراب والكساء والدواء والمسكن الذي يعيش فيه، والشعور الدائم بالحاجة والعوز إلى المساعدة والدعم المادي،وقد يختلف تعريف الفقر حسب المستوى الذي تسبب فيه فمثلاً هناك فقر للأفراد وهو عدم قدرة الفرد تلبية احتياجاته الشخصية الأساسية دون أن يِعتمد عليه أشخاص آخرون في تلبية احتياجاتهم. وهناك فقر الأسرة وهو نوع شديد الصعوبة حيث يواجه الأب أو المعيل تحدٍ كبير في مواجهة العجز المادي وعدم قدرته على اكتفاء عائلته بما يحتاجونه من أساسيات الحياة مثل زوجته وأبنائه أمه واخوته أحياناً. وهناك فقر المجتمعات هو نوع من الفقر يصيب عدداً كبيراً من الناس في مكان معين نتيجة انقطاع السبب الذي كانوا يعتمدون عليه في اكتساب قوت يومهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل انقطاع الامطار عن مناطق زراعيه تروي بالامطار ،او موت الأسماك في سواحل مكان معين يعتمدون فيه على الصيد او جفاف في منطقه رعويه تموت السعيه بقلة الكلاء والمرعي .وهناك نوع من الفقر أكثر اتساعاً وشمولاً وهو فقر الدول، وهذا النوع يصيب شعوباً بأكملها بالفقر مثل أوقات الحروب والثورات حيث تحدث اضطرابات اقتصادية تسبب عجز الدولة في توفير أدنى متطلبات الحياة الأساسية فيتسبب ذلك في فقر الشعب وهذا الأخير هو ما المعني بالتناسل مع الجوع عندنا في السودان …
ومع اختلاف تعريفات الفقر حسب مستوياته إلا أن هناك إجماع على اعتباره من أشد الكوارث الإنسانية والصعاب التي تواجه الإنسان.
أما ( اسبابه) :
أسباب ذاتية تنبع من داخل الشخص نفسه، وأسباب خارجية تؤثر على مصدر دخله، ومن أكثر أسباب الفقر الداخلية أو الذاتية الكسل، حيث يصاب الإنسان بفقدان النشاط والهمة اللازمة للنهوض من حاله ومحاولة رفع مستوى معيشته ويظل ساكناً حتى يصاب بالفقر وينقطع مصدر دخله ،قد يصاب الإنسان بالفقر نتيجة مرضه وبالتالي عجزه عن أداء وظيفته التي كان يعتمد عليها، وقد يختلف هذا المرض من مرض داخلي أو إصابة خارجية خلال العمل، فمثلا عند إصابة عمال البناء أثناء وظيفتهم فإنهم يفقدونها. عدم الأهلية للعمل واحدة من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بالفقر، حيث يفقد الإنسان أدنى متطلبات سوق العمل للقيام بوظيفة يعيش منها، وفي هذا النوع ينبغي على الإنسان أن يطور من نفسه أولاً. التكبر على أداء الوظيفة قد يضيع على الإنسان الكثير من الفرص التي قد تنتشله من الفقر وهو ينتظر الوظيفة التي تناسب مؤهلاته وربما لن تأتي .. وهناك أسباب خارجية أعلى من إرادة الإنسان تسببت بها أحداث عامة أو كوارث طبيعية ويتسبب هذا النوع في فقر المجتمعات والدول، من المحتمل أن تتسبب كارثة طبيعية في انقطاع أسباب الرزق في مهنة معينة أو مكان معين. فمثلاً عمال قطع الأشجار وكذلك النجارون قد يتعرضون لخسارة وظيفتهم والتعرض للفقر عند حدوث حرائق في الغابات. عند حدوث مثل هذه الكوارث الطبيعية فإن الفقر يصيب مجتمعات كانت تعتمد على مصدر واحد للرزق. مثل سكان السواحل في بعض البلاد الذين يعتمدون على الصيد وسكان الأرياف الذين يعتمدون على الزراعة والحيوانات. من الممكن أن تحدث أزمة اقتصادية عالمية في سلعة معينة أو منتج معين يعتمد عليه اقتصاد دول فيتسبب في انقطاع أرزاق فئة معينة من البشر مثل حدوث أزمة في البنزين أو الوقود يتعرض السائقون إلى خسارة وظيفتهم، التخطيط السيئ والإدارة الغير رشيدة قد تأخذ بعض القرارات التي تكلف الدولة الكثير من الأموال الطائلة، التي قد تسبب عجزاً في موازنة الدولة وبالتالي عدم قدرتها على دفع رواتب الموظفين في أوقاتها مما يعرضهم للفقر، السرقة والفساد المالي والإداري أيضاً يكلف الدولة والمؤسسات الكثير من الأموال التي كانت من الممكن أن تسبب رفع مستوى معيشة بعض الأفراد.
(آثار) :
آثار صحيه :
وهي الإصابات الجسدية بالغة الخطوره نتيجة نقص التغذية بشكل سليم لعدم شراء الأطعمة والمغذيات بكميات تكفي حاجة الجسم فتتعرض أجهزة الجسم للتلف. ثم الضرر النفسي الناتج عن الفقر أكبر بكثير من أي ضرر نفسي آخر لأن شعور الإنسان بالحاجة والعوز تجعله ينظر إلى الآخرين بنظرة من الحزن والبؤس على حاله وقد يصل الأمر لدخوله في حالة من الاكتئاب لعدم توفير متطلبات الحياة. ويمكن اعتبار الفقر من أهم أسباب الجهل في المجتمع لأن الفقر يجعل الإنسان مشغولاً عن التعلم والدراسة وبالتالي إهمال دراستة لعدم وجود المال لشراء الكتب ودفع المصاريف الدراسية. والفقر يزيد من معدل الجرائم التي ترتكب لسد حاجة الإنسان لعجزه عن تلبية احتياجاته من خلال الطرق المشروعة، وهذا ليس تبريرا للسرقة ولا القتل ولا الابتزاز ولكن عرض للآثار الناتجة عن الفقر إذا انها اصبحت مهدد رئيسي للمواطنين و تسعه طويله والنيقرز وعصابات الشوارع وظاهرة اختفاء الاشخاص اهم الظواهر السلبيه للفقر . واضف لذلك عدم القدرة على العلاج وشراء الأدوية مما يصيب الإنسان بالأمراض والتي قد تتحول إلى مزمنة في حالة عدم علاجها وخصوصاً عند ضعف الجهاز المناعي لعدم التغذية السليمة. (كيف نتغلب على الفقر؟) :
يسعى كل إنسان إلى التغلب على الفقر عن طريق إيجاد فرص للعمل ووسائل لزيادة مستوى الدخل الخاص بك عن طريق إما الاقتصاد في مشترياته أو تحسين مصادر دخله. أيضاً التغلب على الكسل والشعور بعدم القدرة على القيام بالوظائف وإعادة شحن الهمة للنهوض بمستوى المعيشة من أكثر طرق التغلب على الفقر فاعلية وإنتاجية، عدم التكبر على وظيفة معينة حيث إن الإنسان لابد أن يقبل بالعمل الذي لا يحبه حتى يوفقه الله إلى العمل الذي يرضى به، وطالما كل العمل حلالاً وليس فيه شبهة فإن الإنسان لابد أن يقبل به لإنقاذ نفسه من حالة الفقر،ثم إخلاص النية لله والسعي نحو الرزق بنية فك الكرب واللجوء إلى الله وطلب توفيقه، لأن الله تعالى يحب السعي واللجوء إليه في الاختبارات المختلفة.
يجب على الدولة توفير الدعم اللازم لتحقيق أدنى متطلبات الحياة الأساسية التي تحمي الإنسان من الحاجة والفقر والعوز ، مثل توفير القروض المسهلة لتتيح للإنسان إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة واستغلال المهارات اليدوية، وعلي الانسان أن يضع الخطط الاحتياطية خلال الحياة ويتوقع حدوث الأشياء السيئة مثل فقد وظيفته حتى يكون مستعداً للتغلب علي هذا الاختبار بدون الوصول لحالة الفقر …
وما الفقرُ عيبًا ما تَجمَّلَ أهلُهُ ولم يسألوا إلا مُداواةَ دائِهِ …
ولا عيب إلا عيبُ من يملك الغِنى ويمنعُ أهلَ الفقرِ فضلَ ثرائِهِ… عجِبتُ لعيب العائبينَ فقيرهَم بأمرٍ قَضاهُ ربُّه من سمائِهِ ….
( هبه بت عريض)
صحيفة القوات المسلحة