تقرير : “طرد فولكر” تحذيرات من التصعيد ..ومآلات الأوضاع بالسودان

السودان

رصد : الرآية نيوز

تبدو في الأفق بوادر أزمة بين الحكومة السودانية، ورئيس البعثة الدولية بالسودان فولكر بيرتس، بعد تحذير رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان ، الي فولكر من أن التمادي في التدخل في الشأن الداخلي سيقوده الى الطرد.

وكان البرهان قد دعا لدي مخاطبته تخريج دفعات من الكلية الحربية وجامعة كرري أمس، فولكر، للكف عن التمادي في تجاوز تفويض البعثة الأممية والتدخل السافر في الشأن السوداني.
وطالب البرهان الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، بتسهيل الحوار بين السودانيين وتجنب تجاوز تفويضهم والتدخل في شئون البلاد.

تحذير من المآلات

وحذر خبراء قانونيون ودبلوماسيون ومحللون سياسيون، من المآلات المترتبة على طرد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة ، علي الأوضاع بالسودان، وفي مقدمتها فرض عزلة كاملة علي السودان، وانسداد الأفق السياسي وفقدان الآمل في التوصل إلى تسوية سياسية تسهم في تحقيق الانتقال الديموقراطي.

ووصف الخبراء تصعيد الحكومة السودانية ضد فولكر بأنه غير مطلوب، وغير مناسب في هذا التوقيت وسيعقد المشهد السياسي بالبلاد.

عزلة كاملة

ويري السفير الرشيد ابوشامة، أن فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة، يحظي بدعم دولي كبير من المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وامريكا وكندا، والاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد.
واضاف السفير الرشيد: طرد فولكر سيفرض عزلة كاملة علي السودان، والحكومة السودانية، وسيزيد الخناق على السودان بعد تعليق المساعدات الدولية منذ قرارات الخامس والعشرين من شهر أكتوبر الماضي.

ومضي ابوشامة الي القول بأن تعليق المساعدات الدولية كان علي أمل أن يدفع بالحكومة نحو التسوية السياسية وإعادة المساعدات الدولية من جديد، ولذلك طرد فولكر ستكون أضراره كبيرة على السودان وعلى النظام الحاكم الآن بفرض عزلة كاملة عليه.

تفويض فولكر

ونوه السفير الرشيد ابوشامة، إلي أن تفويض فولكر يمكنه من التحرك الي جمع الفرقاء السياسيين للوصول إلى تسوية سياسية تسهم في تحقيق الانتقال الديموقراطي بالسودان، الي ملفات سلام جوبا وعودة النازحين واللاجئين وغيرها من الملفات، وبالتالي هذا التحرك من صميم عمله فهو يقوم بدور ( المسهل) ولم يطرح مبادرة إلي الحل، وانما التقي بالاطراف المعنية لتقريب وجهات النظر بينها من أجل الوصول إلى حل للأزمة السودانية، وهذا من صميم تفويضه للوصول إلى الانتقال الديموقراطي بالبلاد.

فولكر لم يتجاوز التفويض

وفي السياق ذاته يري صالح محمود المحلل السياسي والخبير القانوني، أن فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة، لم يتجاوز التفويض الممنوح له، بل تحرك في إطار التفويض وقدم إحاطة الي مجلس الأمن والأمم المتحدة، وصف فيها الأوضاع في السودان باوصاف ربما لم تعجب الحكومة السودانية، ولكنها أوصاف حقيقية، فالسلطة الحالية غير دستورية، كما أن هنالك جرائم عديدة حدثت بالبلاد من قتل واغتصاب واضطرابات أمنية بدارفور، وممارسات علي الأرض باجبار المواطنين علي النزوح .

واضاف صالح محمود: فولكر بيرتس مارس صلاحياته بموجب التفويض الممنوح له قدم هذه الإحاطة ، كما أنه عضو الآلية الثلاثية لحل الأزمة السودانية والتى تضم الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد، وبالتالي يملك الصلاحيات لمساعدة السودان علي تحقيق الانتقال الديموقراطي.

قدرة الحكومة على طرد فولكر

وأكد صالح محمود المحلل السياسي، أن الحكومة السودانية يمكنها طرد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة بسهولة.
ولكن تسأل صالح : هل الحكومة السودانية في حاجة إلى مواجهة المجتمع الدولي والاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد، وهل الحكومة السودانية مستعدة لهذه المواجهة والعزلة الدولية ؟.

واضاف صالح محمود: إذا اختارت الحكومة السودانية المواجهة وطرد فولكر، عليها الاستعداد لكل المآلات المترتبة على طرد فولكر، فالمشكلة لن تكون مشكلة السودان، وانما الحكومة السودانية التى ستتضرر من هذه المواجهة حال طردت فولكر.

تصعيد غير مناسب

وفي السياق يري دكتور نبيل أديب الخبير القانوني ورئيس لجنة التحقيق في فض الاعتصام، أن التصعيد غير مناسب في هذا التوقيت من الحكومة السودانية ضد فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة أو طرده من البلاد. واضاف دكتور أديب: نتاج هذه الخطوة إذا تمت لن تكون في مصلحة البلاد، لاسيما وأن فولكر بيرتس جاء بموجب تفويض محدد لمساعدة السودان علي تحقيق الانتقال الديموقراطي واحلال السلام ورفع القدرات ، هذا ليس تدخل في الشأن الداخلي.

ومضى دكتور نبيل أديب الي القول بأنه ما شاعر أن فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة تجاوز تفويضه ، ولا يري ان هنالك داعي الي التصعيد في هذا التوقيت.

تقرير موقع : ST

اترك رد