كتبت الناشطة تبيان توفيق
أستدرك التاريخ قليلاً ومواقف الناطقين باللغة العربية وغيرها فلا أتذكر إلا تجليات الأستاذ حسين إبن خوجلي عندما قال هؤلاء لايمثلون سوى إثنين في المئة من الشعب السوداني!!
فقد صدق الرجل حقآ، ودليلُ ذلك أنني تعمدت الخروج في هذا اليوم المشهود والموسوم بذكرى سقوط الإنقاذ الموافق 11 أبريل فلم أجد الشعب ولم أرى إزدحام الطرقات وإمتلائها بالفرحين (منهم) أليست ذكرى سقوط (البشير) تستدعي ذلك فلماذا لم يحتفل الشعب السوداني كما كان سابقاً ولماذا لم تخرج خرطوم كافوري وبُري والحاج يوسف!!
أين حسناوات الرياض وأركويت والستين بشعورهِن المنسدلة على الخاصر وأين عوائل امدرمان التي كانت تثكلب وتتباكي سابقاً وأين دسيس مان وحازم ووئام وذنون وود الضي وخالات كوبر وحكامات بحري وبائعات الشاي وشماسة كولمبيا المغدوره!!
أين الدقير وصديق وأبناء الصادق ولماذا لم تُخبرونا عن حال صاحب الطائره الذي هبط من داخلها بمطار الخرطوم وهو يهتف وحنجرته قد تقرحت من هيستريا سقطت سقطت سقطت!! ولماذا لم نرى صور او فيديوهات لحسناوات ماخلف البحار حينما قُلن حتسقط وحانرجع فهاهي ذكرى سقوطها الثالثة ولم تعُدن!!
كل هذا لم ينقل ولم يُبث ولم نرى رمزيه ديسمبر الجميله أين الأصم ” لقد صمتت كل شوارع الخرطوم وولاياتها في هذا اليوم الذي باعتنا فيه أيادي الغدر كما تُباع الشاة في سوق حلايب صمت الكل على إستغلالنا وإستدراجنا وقيادتنا نحو تحقيق هدف معين ليس له علاقة بأحلامنا عن الحرية والسلام والعدالة التي سقط من أجلها من سقط فطوبى لكشه ورفقه وعظمه!!
تجولتُ بالسيارة فلم أجد سوى بعض الأطفال المأثورين لذكريات القيادة تقودهم أحلامهم المذبوحة ووجوههم المشدوهة من خلو الطرقات من الملايين فلم يتبق لهم سوى أن يتغنوا برائعة فلسطين المشهورة (وين الملايين الشعب الثائر وين).
بضع عشرات من أهالي المقتولين والمصابين تقودهم عقول الآثنين من الحزبين قد تجمعوا ثم هتفوا وتباكوا وشتموا من إستطاعوا إليه سبيلا ثم تفرقوا كما تفرق دمهم مابين أديب ولجنته الموتوره!!
فمن رأيتهم اليوم لايتعدون الواحد في المئة من تقديرات حسين خوجلي التي ذكرها قبل سنتين!! في ذكرى سقوط البشير رأيت الشعب وتمعنتُ في عينيه فلم أجد أجابه بائنه سوى رؤيتي لواقع بلدي من بعد ثورة فرح الكل لها وتباكي الكل عليها فيا أسفي على ما صار له الحال!!
تبيان توفيق