الخرطوم : الرآية نيوز
بارود صندل المحامي يكتب :
دعوها فانها منتنة!!
اثار ما ورد من الفاظ عنصرية في الحديث الهامس بين المحاميين ابو بكر عبدالرازق ومحمد شوكت في جلسة محاكمة مدبري انقلاب الثلاثين من يونيو 1989،،اليوم عاصفة من الانتقادات،،والاستنكار وقد ذهب البعض الي الصاق مثل هذا السلوك المشين علي الاسلاميين هكذا،،صحيح ان ما تلفظ به الاستاذ شوكت من الفاظ عنصرية غير مبرر بحكم انه محامي وكان عضوا في نقابة المحامين،،بحانب ان المكان هو قاعة محكمة،،وبالتالي فعلي المحكمة ان تتخذ الاجراء اللازم،من باب ان ما تفوه به المحامي يعد ازدراء بالمحكمة،،وعلي المحامين عموما اتخاذ من يلزم من اجراءات تاديبية في مواجهته،،وكون ان لجنة تسيير نقابة المحاميين نفسها تفتقر الي الشرعية فمن العبث ان نطلب منها اجراء رادعا،،،،
ولكن الواقع وعلي المستوي الشخصي لا يثيرني مثل هذه النعوت،،وسبق ان ذكرت ان العنصرية التي تعشعش في عقول الكثيرين من اهل وسط السودان وشماله النيلي تحتاج الي وقت طويل وجهد مضعف للقضاء عليها ،،ولا اظن ان للبلاد استراتيجية واضحة المعالم للقضاء علي كل انواع العنصرية،،،هذا من جانب ومن جانب اخر فلا ضير من العنصرية اذا انحصرت في ادعاء النقاء العرقي يقول المثل العربي كل فتاة بابيها معجبة،،،فقد تطبع اهلنا في وسط البلاد وشماله النيلي بنعت الاخرين بالفاظ عنصرية،،مثل عبد وغرباوي الخ،،تقليلا لشانهم،،لذلك ما صدر من المحامي شوكت سبقه اليه الكبار من امثال عمر البشير وعبدالرحيم محمد حسين ونافع علي نافع وعوض الجاز والقائمة تطول،،ففي المجالس الخاصة للامر براحة،،لو اننا ولجنا لظ الي منزل زميلنا شوكت وجلسنا الي ابنائه واهل بيته نجد انهم معتادون علي سماع النعوت عبد،،،والنخرة كيف كيف وهلموجرا،،الجديد في هذا ان ما كان خافيا ومحصورا في المجالس الخاصة خرج للعلن بفضل الوسائل الاعلامية التي تحصي انفاس الناس، بجانب ان هؤلاء العبيد زاحموا الاحرار في مواقع كانت حكرا لهم لازمان طويلة وبطبيعة الحال هذا الوضع يدفع اولاد البلد او اولاد العرب الي التنفيس عن غضبهم جهرا ليصل الي اذان من يريدون اسماعهم،،،هذه من امراض القلوب تحتاج الي استفراغ الوسع والجهد في العلاج بصدق وعزيمة،،،
اما العنصرية التي تفت في عضد الدولة هي العنصرية التي عجلت بذهاب جنوب البلاد،،العنصرية التي تميز اهل السودان في تولي الوظائف العامة،،فهذا النوع من العنصرية هي التي تحتاج الي الاستئصال،،،وعودا الي نعوت المحامي شوكت فان لقمان لا يستحق ان يكون مديرا لتلفزيون السودان،،لا كونه غير مؤهل او اتي بالمحاصصة او بالتمكين ولكنه عبد وافطس الانف،،ونخشي ان يكون اقالته بسبب هذه السمات،،،وهذا التفكير المعوج يعشعش في عقول كثير من قادة البلاد،،قادة الراي،،سياسين اعلاميين،،حزبين الخ
ومع كل هذا الغثاء فان الامور تمضي الي واقع جديد،،،زحف اهل الهامش نحو القيادة والرئاسة ا صبح عصيا علي الصد،،وما عادت النعوت العنصرية تخوف احدا كما كان في السابق،، ناس اردول،وحميدتي،،،وجبريل وتقد وسليمان صندل واحمد بخيت ومني وحجر وعقار وكباشي وابونمو،،وترك وخميس وتوتو،،هؤلاء يعبرون عن السودان الجديد،،،فالذي لا يستوعب هذا الواقع ويتعايش معه بالتي هي احسن يكون مصيره خارج الشبكة،، ونسيا منسيا،،،
صحيح العبارات جارحة خاصة عندما تصدر من محامي قيادي ولكن في هذا يتساوي الجاهل والعالم ولله في خلقه شئون،،والمطمئن في الامر ان الاستهجان عم البلاد لا احد سوف ينبري للدفاع عن شوكت الا المجانيين والجنون فنون وهذا وحده يجعل شوكت معزولا ويدخل في علبته الحقيقية،،،وهذا دليل وعي مجتمعي ما عاد المجتمع رغم المشاكل التي تعانيها البلاد يقبل العنصرية البغيضة التي تهدد بذهاب ريح البلاد،،وجعلها اثرا بعد عين،،،امثال شوكت مبثوثون في كثير من مفاصل الدولة يعملون بمنهجية لتكريس العنصرية يجب ضربهم وتشتيت شملهم،،،وفي النهاية لا يصح الا الصحيح والامور بخواتيمها ولا نامت اعين الجبناء
دعوها فانها منتنة،،او دعوها فانها تحرقككم،،،
بارود صندل رجب/المحامي