بكري المدني : قضية الناجي ومشروع حميدتى

السودان

رصد : الرآية نيوز

بكري المدني : قضية الناجي ومشروع حميدتى

فجر حديث السيد الناجي عبدالله أمس جدلا واسعا ولا يزال يشعل مجالس الحديث ومواقع التواصل الإجتماعي وذلك بعد هجومه الكثيف والمركز على قيادة الدولة والقوات ممثلة فى رئيس المجلس السيادى وقائد أول وقائد ثاني قوات الدعم السريع حيث اعتبر الناجي الجميع غير مؤهلين للحكم

هناك جوانب إيجابية في حديث السيد الناجي عبدالله في تقديري أولها فك الربط الواهم بين الإسلاميين والسلطة القائمة والممثلة فى جانبها العسكري وهو ربط واهم وقائم فى أذهان كثير من الناس ومن بينهم الكثير من الإسلاميين أنفسهم هذا فضلا عن قوى ثورية كبيرة لا زالت تعتبر ان قيادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ليست سوي امتداد لحكم النظام السابق !

الصحيح ان العلاقة بين قيادة القوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع قد انتهت بالنظام السابق ومنذ ان قدرت الأخيرة الانحياز للثورة والإنضمام لقوى التغيير بل هي نفسها من أكملت التغيير بالإجراءات العسكرية المعلومة في 11 أبريل 2019 وما بعده والتغيير في أصله موقف وليس شخوص وبما أن قادة القوات النظامية قد اختارت الإنحياز للتغيير فهي نفسها قد أصبحت في عداد القوى الثورية ولا مجال لربطها من بعد بالنظام الذي انقلبت عليه وزجت برموزه في السجون وشاركت معارضيه في الحكم

للسبب أعلاه فإن أي ربط بين قيادة الدولة ممثلة في قيادة القوات المسلحة والدعم السريع حاليا بالإسلاميين هو ربط واهم فضلا عن انعدام الرابط الفكري بين الاثنين ابتداءا وعليه فإن حديث الناجي أمس مطلوب ومهم حتى يتبين الجميع مواقفهم وحقيقتها بدلا عن البناء على أوهام وأحلام غير حقيقية

ما مضى هو الجانب الموضوعي في حديث الناجي عبدالله وهو مطلوب أكثر بالنسبة لجموع الاسلاميين حتى يحددوا موقفهم من السلطة القائمة كما انه مطلوب أيضا بالنسبة لبقية القوى السياسية والتى لا تزال تربط بوهم بين الاسلاميين والقيادة الحالية للبلاد

الجانب غير الموضوعي في حديث الناجي عبدالله هو استخفافه بالسادة البرهان وحميدتي وعبدالرحيم وخاصة (دقلو إخوان )فيما يلى أشراط القيادة والتى حصرها الناجي في التأهيل الأكاديمي وبدءا من حق السيد محمد حمدان دقلو (حميدتي)ان يكون له مشروعه السياسي وهو مؤهل لذلك بذكاء فطري ومقدرات قيادية حقيقية ومواقف مشرفة من الدولة والثورة والمشكلة تكمن فقط في علاقة السيد حميدتى وأسرته اليوم بقوات الدعم السريع وهي المشكلة التى لم يناقشها السيد الناجي عبدالله منصرفا الي غيرها مما هو غير موضوعي

في تقديري متى تخلى السيد حميدتي عن قوات الدعم السريع وفك ارتباطه وارتباط أسرته بها واعادها بالكامل لقيادة وإدارة القوات المسلحة من خلال ترتيبات أمنية خاصة يحق للرجل إكمال مشروعه السياسي والمنافسة على حكم البلاد قياما على قاعدة سياسية مدنية تحمله الى ذلك في تنافس مشروع مع الناجي وغير الناجي والفيصل فيها يكون لصندوق الانتخابات وليس صناديق الذخيرة !

اترك رد