دكتور ياسر أبَشر يكتب : تحية لفارسة بت قبايل

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

دكتور ياسر أبَشر يكتب :

تحية لفارسة بت قبايل

ما من صحفي تحرى الأمانة والمهنية والنزاهة إلّا وعاني في هذا السبيل . ويكون مصدر أكثر المعاناة من أصحاب النفوذ سياسياً كان أو مالياً . هؤلاء يرون في الصحفي مهدداً لمصالحهم . ولذا يُخضع الصحفي أو الصحفية لضغوط وإغراءات وتهديد وابتزاز من دوائر النفوذ تلك.

ولكن التاريخ والحاضر شهد لصحفيين بالمهنية والحياد والنزاهة فخلدهم التاريخ واحترمهم الحاضر . ولاقى بعضهم مصيراً مريعاً . قتل ثمناً للمهنية والشجاعة والنزاهة سليم اللوزي رئيس تحرير الحوادث ، وغسان كنفاني الفلسطيني ، ومن السودانيين قتل في بيروت الصحفي الشهير محمد المكي المشهور بمكي الناس رئيس تحرير صحيفة ( الناس ) ، ولاقى جمال خاشقجي مصيراً مؤسفاً مؤلماً ، وقُتل غِيلة الصحفي الموهوب الشجاع محمد طه محمد أحمد ، رحمة الله عليم اجمعين

وتميزت فترة ما بعد ( الثورة ) بما يمكن أن تسميه إضطهاد للصحفيين والإعلاميين بصورة فاقت كل فترات تاريخنا المعاصر ، مما أدى لتشريد عشرات الإعلاميين والصحفيين النابهين. بعضهم تشرد داخلياً وآخرين احتضنتهم المنافي .
وبين السيدات من نالت شهرة عالميةً في الصحافة والإعلام مثل كرستيان أمانبور ، ومفخرتنا زينب البدوي ، واختنا روبن روبرتس ، وباربرا وولترز ، وغيرهن.

واسترعت انتباهي مؤخراً #صحفية_سودانية تمتعت بقدر عظيم من الشجاعة ، هذا رغم مساعي حثيثة خبيثة لتخويفها وترويعها وابتزازها، ورغم مساعي حثيثة خبيثة لشيطنتها ، و من غير علمٍ مني ، أتوقع أنا أُخضعت للترغيب وشراء الذمة .وكل ضروب الترغيب والترهيب تلك صدت كثيرين عن الصمود في درب المصداقية ( ويُقال الصدقية ) ، درب قول الحقيقة وتحري الحق خاصة بعد ( الثورة ) . قرأنا لهم أو سمعناهم وهم يتملقون ويداهنون ويتوددون. بعضهم كان نجماً ومقرباً من السلطان أيام الإنقاذ ، قرّب لها القرابين ومجّد نافذيها وتقرّب لهم بضروب التقرّب كافة ، فنال حظوة ، فلما قلب الدهر لأهل الإنقاذ ظهر المِجَن ، أنقلب هو الآخر .

لكن صاحبتنا اليوم كانت شديدة على أهل الإنقاذ ، جعلت من قلمها سيفاً ، فلم يشهد لها الناس نفاقاً ولا تَزَلّفاً ، وهاهي اليوم تنحت لإسمها في الصخر خلوداً وألَقَاً بشجاعتها ومهنيتها وذكائها. وتفعل ما خاف منه رجال كنا نعدهم من الأخيار .

مؤخراً شاهدت لها حلقتين تتحدث فيهما بمعرفة وثبات ، وآخرها ما تفضلت به عن المخدرات ، وما كشفته لنا من فعلة منكرة قامت بها عضو مجلس السيادة عائشة موسى التى أطلقت سراح أكثر 3000 تاجر ومروج مخدرات !!!هكذا فعلت عائشة بلا علم ولا دُربة ولا استشارة من أهل العلم والدربة وفي الحمى عدد الكواكب من مشير . والنتيجة ما نعاني منه اليوم بين شبابنا. فعلت عائشة الشيوعية هذا المنكر المدمر لتُثبت أن العقل ليس يُقاس بالسنوات !!!

ألوف الشباب ضاعواً جراء ما فعلته عائشة ، وكأني بالناس يهجونها .

جزاك الله شرا من عجوزٍ .. ولقاك العقوق من البنين . وكأني بأمهات وآباء ضاع أبناؤهم بسببها يرددون مع الحطيئة قوله :
تنحي وابعدي مني بعيداً . . أراح الله منك العالمينا
حياتك ما علمت حيات سوء .. وموتك قد يسر الصالحينا .
أنا لا أعرف هذه الصحفية الألمعية الشجاعة لكنها تستحق كل تبجيل وتكريم ، فلنحيي جميعاً سهير عبدالرحيم ، فقد أحسنت ، ولندعو لها بالثبات ، وأن يقيها الله كيد الكائدين ومكر المتربصين وذهب المُفسدين .

دكتور ياسر أبّشر
———————————
26 أبريل 2022

اترك رد