إبراهيم عثمان يكتب : نعم سيادة النائب هناك تغيير

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

نعم سيادة النائب هناك تغيير

احترت كثيراً في كتابة عبارة توضح حجم الخفة والابتذال في عبارة ( في/هناك تغيير ) التي كررها أكثر من خمس مرات، وأقام الدليل عليها بجملة ( والدليل نحن القاعدين ديل )، والتي تعني ( هناك تغيير، والدليل هو أننا – كحملة سلاح – قد تقاسمنا المناصب، وأنا – كأذكاهم بتمويلي لحركتي من الدولة ووجودي داخلها وبالتالي قدرتي على المشاركة الفاعلة في الانقلاب/ التغيير – قد نلت أكبر موقع وصله ( التغيير) كما نفهمه نحن حملة السلاح ..

نال رتبه وبنى مجده بإنجاز وحيد كبير هو المساهمة الفاعلة في محاربة حركات التمرد وتقليل قدرتها على مهاجمة القرى والمدن، ولولا ذلك الإنجاز وتلك الرتبة وفائض الثقة من جانب القيادة وقتها، لما تأهل للمشاركة في انقلاب ناهيك من أن يقوده، ثم أصبح اليوم يسعى لبناء مجده الجديد بخطاب يبصق فيه بالذات على مجده القديم ويتحدث – كأي متمرد – عن مظالم تتعلق تحديداً بالكراسي ونصيبه منها !

اختصر التغيير في المناصب التي نالوها، وتعمد عدم ذكر صاحب المنصب الأول، أعني رئيس مجلس السيادة، ولن نكون متعسفين إذا ترجمنا جملته ( أنا في موقع النائب معناها في تغيير لكن ما وزنَّاها صاح ) وأعدنا صياغتها لتكون ( هناك تغيير، لكنه لم يكتمل، ولم يشمل كل المناصب، و …..

إذا سلمنا – جدلاً – بأن ما حدث ثورة، وأنهم في اللجنة الأمنية قد استجابوا لها فحسب، وأنهم الآن يعبِّرون عن نبض الشارع (الثوري) وآماله ومطالبه التغييرية، فكم هي نسبة (الثوار) الذين كان وصوله إلى موقع النائب على رأس مطالبهم والدليل الأكبر على حدوث تغيير يلبي تطلعاتهم ؟ يبدو أن هناك تقصير، أو قصور، أو خوف وعدم قدرة على المصارحة عند مستشاري الرجل الذين كان يجب أن ينبهوه بأن مثل هذا الحديث منطقه انقلابي احتكاري لا ثوري تغييري ..

قبل أيام كان يقول للقحاطة ما ملخصه ( والله ما نمشي ثكناتنا وسكاكينهم هذه تهددنا ) وبالأمس كان يقول ما معناه ( إذا رأيتم أنني جاهل وبي عيوب أخرى فاعزلوني وعينوا القوي الأمين )، وهو يعلم أن الكل يعلمون أن الأولى، لا الثانية، هي التي تعبِّر عن بعض حقيقته، وأيضاً كان على مستشاريه أن يحدثوه بأن الأولى تعني أنه يحكم بشرعية الابتزاز والسلاح وبعقلية المتهوم الموقن بصحة التهمة المختطف للسلطة ليساوم بها على نجاته، هذا إن كان سيقبل بهذه المساومة أصلاً وهي ستبعده عن كرسيه ..

ومع كل هذا لا يجب أن نفرغ حديثه عن التغيير من أي مضمون ويجب أن نقول : نعم سيادة النائب هناك تغيير، تغيير كبير جداً في الواقع، تغيير دليله الأكبر هو أنه وضع رجلاً يقول – بعد أكثر من ٣٠ عاماً من ثورة التعليم – في خطاب جماهيري ما معناه : إن رأيتم أنني جاهل ولدي نقائص أخرى، فاعزلوني وعينوا بالقوي الأمين، وإلا فاتركوني ومنصبي !

نعم سيادة النائب هناك تغيير ضخم، تغيير من نموذج سوار الذهب الذي لم يختصر التغيير في توليه المنصب الأول وتوزيع المناصب على آخرين، ولم يعتبر التغيير مغنماً، أو يلمِّح ولو من بعيد لمكسب شخصي حققه يفخر به ويتباهى، ويشوه به معنى انحياز الجيش للشعب ..

نعم سيادة النائب هناك تغيير ضخم، والنائب الأول، لا يرغب، ولا يملك التأهيل، ولا تؤهله إنجازاته للحديث عن التغيير الإيجابي الذي أحدثوه في مختلف المجالات، وأولها الأمن، وكلهم حملة سلاح، ومعيشة الناس، وسيادة البلد واستقلال قرارها، والتغيير الثقافي والاجتماعي، والتغيير في طريقة إدارة الدولة، وفي القضاء واستقلاله .. إلخ

نعم هناك تغيير سيادة النائب، تغيير ضخم يجعل النائب يعرِّض على المنابر بأجهزته النظامية ويتهمها بالتقاعس وعدم الرغبة في حسم عصابات النهب، ويتساءل أين ذهبت هذه الأجهزة ؟ وهو الذي قلَّم أظافرها وكسر شوكتها ووضعها تحت رحمته، ووضع يده على سلاح ومقرات الهيئة الأكثر تخصصاً في حسم التفلتات ..

وقائمة التغيير من هذا النوع تطول ولا يكفي لها مقال أو حتى عشرة ..

إبراهيم عثمان

اترك رد