أسامه عبد الماجد يكتب : دخري السودان

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إذا عرف السبب
أسامه عبد الماجد يكتب :

دخري السودان

¤ جددت الدول العربية الشقيقة والمحترمة ثقتها في المفخرة السودانية العالم البروفيسور ابراهيم ادم الدخيري .. أصرت مؤخرآ على استبقائه لمدة عام مديرآ عامآ للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في جامعة الدول العربية.. يشغل الدخيري المنصب (2017 – 2021).. فوزه وقتها تم بجهد كبير تابعه الرئيس السابق عمر البشير بشكل مباشر مع المؤسسات ذات الصلة.

¤ العالم الجليل ادخل السودان تاريخ المنظمات والهيئات العربية من اوسع ابوابه.. هي المرة الاولى التي تتولى بلادنا هذا المتصب الرفيع ..
رغم ان المنظمة تاسست في 1970.. والخرطوم تستضيق مقرها منذ العام 1972.

¤ الكارثة ان الحكومة الانتقالية سعت وبكل قوة لعرقلة ترشيحه و(اشتغلت ضده) .. قدمت شخصآ أخرآ هو وزير الزراعة السابق هاشم حربي .. كانت الخطوة مثار استغراب الاشقاء العرب الذين ظل لسانهم يلهج بالشكر .. للجهود الكبيرة والاداء الرفيع الذي قدمه الدخيري.

¤ في اجتماع مفصلي بموريتانيا ، وجه الاشفاء لكمه قويه للخرطوم وطرحوها ارضآ.. ورفعوا يد الدخيري عاليآ ومنحوه الثقة مجددآ..

¤ كتبت في هذة المساحة الشهر الماضي قبل الماضي وتحديدآ (الخميس 10 مارس) تحت عنوان {خيبة جديدة لـ (قحت)}.. اشرت لسقوط وخيبة حكومة قحت برئاسة عبد الله حمدوك خارجيآ .. كان ذلك عقب فقدان السودان لحضوره الرفيع في جامعة الدول العربية.. منصب (الامين العام المساعد) والذي كان يشغله د. كمال حسن علي.

¤قلت الاتي (العام الماضي خسرنا وجودنا في كابينة قيادة الاتحاد الافريقي .. بعد ان كان السودان متحكرا في منصب مفوض الشؤون الاجتماعية الذي شغلته باقتدار أميرة الفاضل .. وهو أرفع منصب يحصل عليه السودان للمرة الاولى منذ تأسيس المنظومة الافريقية قبل عقود

¤ حدث السقوط الافريقي المدوي بسبب ترشيح حمدوك سرآ لسيدة مقربة من ياسر عرمان وكانت ضمن فريق حملته للانتخابات الرئاسية في 2010 ، لخلافة أميرة .. وسيدة أخرى لمفوضية الصحة والشؤون الانسانية

¤ للاسف غادرن باكراً حلبة التنافس الإفريقي لعدم استيفاء الشروط اللازمة المؤهلة للقائمة النهائية.. رغم موجة التضليل العاتية التي مارستها قحت بوصفها لحمدوك بالمنقذ وتارة بالمؤسس بعد كل هذا الدمار.. خسر حمدوك قبل المرشحتين حيث كشفت الخطوة جهله وحكومته بقواعد وتكتيك الترشيح للمؤسسات الاقليمية.

¤ كانت أميرة أقرب للاحتفاظ بمنصبها مثل ابنة مصر د. اماني أبوزيد مفوضة البنية التحتية والطاقة.. والتي وقفت معها كل مصر.. كفاءة اميرة دفعت الاتحاد الافريقي للتمسك بها لعام اضافي رغم انف حكومة قحت.. بعدها خطفتها
منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ( الايسيسكو ) ، ومقرها المغرب ، مديراً للشراكة والتعاون.. وحسنآ ان المتصب لايحتاج لتزكية من الدولة .. والا لفقأت الحكومة عينها ولا رشحت اميرة.

¤ ان ماحدث من تقصير وتعامل بنظرة ضيقة وتصوير وجود أميرة أو كمال تمثيل حزبي.. يعتبر خيانة للبلاد .. وتشوية لسمعتها خارجيآ.. المخجل في الملف الخارجي ان حمدوك وحكومته يجهلوا تمامآ طريقة التعامل مع المؤسسات الدولية .. وقد خاطبوا الاتحاد الافريقي والجامعة العربية .. لسحب أميرة وكمال واستبدالهما.

¤ اصطدم مطلبهم المخزي بالنظم والإجراءات الداخلية لتلك المؤسسات التي لا تسمح بالاحلال والابدال إلا بعد انتهاء أجل الدورة .. بالمناسبة الزمرة (الحمدوكية) اضاعت على السودان كذلك فرصة الترشح لمنصب في منظمة الصحة العالمية.

¤ بعد الفضيحة الافريقية بسقوط السيدتين في سبتمبر 2020 توقعت تدخل عاجل من مجلس السيادة ورئيسه لوقف عبث قحت .. حتى لانفقد وجودنا في الجامعة العربية وكانت هناك فرصة.. فالترشيح في المنظومة العربية لا يتم بالانتخاب ..وانما بالمفاوضات في الغرف المغلقة والدخول في عمليات (مقايضة) وتبادل منافع. (انتهي).

¤ حذرنا الحكومة وناشدنا البرهان للتدخل .. وكادت ان تتكرر خيانة قحت بالسير على ذات المنهج (الحمدوكي)، عند تجديد ترشيح الدخيري للمنظمة.. لولا ان الدول العربية قالت كلمتها..
الدخيري خريج جامعة الخرطوم كلية الزراعة مرتبة الشرف في العام 1983 وماجستير في الاقتصاد الزراعي عام 1987 من جامعة واشنطن في الولايات المتحدة.

¤ حاصل على دكتوراه في الاقتصاد الزراعي عام 1997 من جامعة ميونخ التقنية في ألمانيا،
عمل خبيراً اقتصادياً في منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (فاو) مطلع التسعينات..
ومديراً ومستشاراً فنياً في مشروع نظم المعلومات الغذائية لمنظمة كير الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .. ومسؤولاً عن برنامج تحليل الهشاشة الوطني في برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة .. وعمل مديرآ لهيئة البحوث الزراعية ..كان وزيرآ للزراعة بجنوب دارفور وشغل ذات المنصب على المستوى الاتحادي (2015 – 2017)… وهو اكاديمي واستاذ جامعي.

¤ للاسف مر حدث فوز الدخيري الباهر في الخرطوم (الشغالة بالفارغة) وكأن شيئآ لم يكن.. مع انه ظللنا (نتملطش) خارجيآ حتى في كل الرياضات .. بينما في الجاره العزيزة مصر لو ترشح أحد ابنائها لمنصب خارجي .. ولو في اتحاد رياضي غير اولمبي يتلقى الرئيس السيسي تقريرآ عن موقف مرشح بلاده.

¤ ومهما يكن من امر .. لو ارادت الحكومة ان تبيض وجهها فليسارع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ، للقاء العالم الدخيري ويهنيئه بثقة الاشقاء العرب في السودان لا شخصه فقط.

¤ بل ويمنحه وسامآ وهو آهل لذلك.

اترك رد