الخرطوم : الراية نيوز
أبومازن يكتب :
هاشم سعيد ،،،الجنرال الذي رحل
▪لم يكن يوماً (سعيداً) ذلك الذي عرفنا فيه النقيب (حينها) هاشم (سعيد)..!
فقد كان أول يوم لنا في الكلية الحربية.. وهو يوم مشهود ومحفور في ذاكرة كل من انتسب (لام الكلالي)
▪وقف أمامنا النقيب هاشم سعيد ونحن لم نخلع زينا الملكي ولم نمنع الكلام بعد في ميدان التمام (بأرض الكيس)..
وقف بزيه الميري وقوامه العسكري ونظراته الجادة كفارس جندل أعدائه ووقف مزهواً بنصر مؤزر..
ونحن ننظر إليه (بشعور) يخالطه الإعجاب والخوف..و(شعور) فوق رؤسنا غلب عليها (الخنفس).. كان ينظر إليها ولسان حاله إني أرى رؤساً قد اينعت وحان وقت قطافها..
▪كان أحد (نجوم) (ذهبية) ثلاثة كتلك (النجوم الذهبية) التي تراصت على كتوفهم.. هو والنقيب عثمان عبد العزيز والنقيب عبد الله يوسف.. تسابقوا كفرسان رهان في ميادين التدريب وتنافسوا على إعداد دفعتنا (41)كأفضل ما يكون.. (اختفلت) أساليبهم و(اتفقت) أهدافهم..
تدرجوا في الرتب بعد ذلك ووصلوا سدرة منتهاها فهبط الصقر على كتوفهم بجانب المقص
▪تميز النقيب عثمان عبد العزيز.. بالكارزيما وقوة الشخصية..
بينما كان النقيب عبد الله يوسف.. صاحب الذاكرة الفولاذية والحضور الخفي في (الساعات الدقاق)
اما الراحل المقيم في قلوبنا هاشم سعيد فقد كان (مرعباً) في التدريب ورياضياً من طراز فريد.. وجبلاً في الثبات علمنا كيف (نربع صدورنا ونشرب بطوننا ونظر الساعة ١٢ في نقطة الراء في الشهيد الباقر).. كان يقف معنا الساعات الطوال وفي أغلب الأحوال كان أذان الفجر هو الذي يمثل لنا فجر الخلاص من عناء البحث عن نقطة الراء في الشهيد الباقر..
▪كان (للراحل) (كتبتها الراحل وصححها الكي بورد (الراجل) وأعترف أنه أبلغ مني فيها)..
كان للراحل الراجل.. أسلوبه الخاص في التدريب.. فقد كان يعمد في الفترة الأولى إلى القسوة والغلظة ثم يخفف ذلك الأسلوب كلما قوي عودنا.. حتى إذا صرنا قاب قوسين أو أدنى من التخرج وجدناه يعاملنا كما لو كنا ضباطاً فيكسبنا بذلك ثقة في أنفسنا تفيدنا في مقبل حياتنا العسكرية..
▪في بداية عهدنا بالعسكرية كانت بيننا وبينه عداوة..
ثم بعد أن صرنا سنيراً.. وجدنا أنفسنا مجبرين على إحترامه..
وبعد أن تخرجنا وصارت بيننا وبينه زمالة ازداد احترامنا وتقديرنا له.. فقد كنا مدينين له كمعلم لنا و كقائد قدوة يعرف كل واجبات القيادة في الحرب والسلم..
▪لم نزامله في الحرب كقائد مقاتل ولكن شهادة الذين كانوا معه تكفى عن كل مقال.. فقد كان قائدا مقداماَ وفارساً مغواراً وأسداً هصوراَ.. وكان أحد الذين سطروا أسمائهم بأحرف من نور في متحرك (وعد المتقين) في محور ونجبول وفرجوك في شرق الاستوائية..ولم تقعده إصابته في العمليات عن مواصلة رسالته فقد تفرغ للتدريب وإعداد الرجال..
▪أكسبته خبرات السنين في أن يكون أحد أنجح الذين عملوا في القنصليات.. فقد شهدت موريتانيا في عهده دبلوماسياَ من أعلى طراز.. ومثل سفارة رسمية ودبلوماسية شعبية في آن واحد.. وظلت علاقاته مع الموريتانيين ممتدة حتى بعد أن انتهت فترة عمله بها.. ولم نعجب بأن رأيناهم يتسابقون في نعيه..
▪لا أدري من أعزي فيه؟
فكلنا أسرته وكلنا أبنائه..
غير أن أسرته الصغيرة أحق بأن نخصها بالتعزية.. وجنرلات الدفعة ٣٥ واجب علينا أن نواسيهم في فقدهم الجلل.. وعلى وجه الخصوص صديقيه سعادتو عثمان عبد العزيز وسعادتو عبدالله يوسف..
وكل أبناء دفعتي والدفعات التي تشرفت بالتدريب على يديه..
سائلين المولى عز وجل بأن يتغمده بواسع رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا