إبراهيم عثمان يكتب : في دقيقة !!

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

في دقيقة !!

( أنا قلت للاعتقلو دا ياخي انت بتقول قحت هي العملت المحكمة دي، قحت مشت ليها ستة شهور، قمت فكيت الناس كلهم، قلت محاكمات، فكيت الناس ورجعتهم الشغل، وجبت ليك محاكمات، عملتها في جلستين وفكيت الناس، كل الناس، وكل الناس في الهناي رجعوا الشغل، كلهم، فضلت واحدة، واحدة ياها المحكمة دي، هي محكمة غير قانونية، محكمة سياسية، حتى لو فيها البشير أو فيها عـ هناي أو كده، لكن نحن البهمنا زولنا دا دخل فيها كيف من الذي أدخله ؟ ) د. الأمين عبد الرازق.

ليس هناك شئ يضر دعوى د. الأمين عبد الرازق بخصوص براءة قحت من اعتقال ومحاكمة قيادات الشعبي في قضية ٣٠ يونيو مثل طريقته في جمع الأدلة التي تسند دعواه، فالرجل كثيراً ما يخالف المعلوم بالضرورة، ويلون الحقائق، ولا أقول يكذب، لكنه لا يقول الحقيقة، وهذا ما رصدته من تلوين للحقائق في جزء من حديثه مدته أقل من دقيقة :

▪️ وقوف قحت وراء هذه قضية ٣٠ يونيو ، ومعاونة العساكر لقحت ومجاراتهم لها ليس دعوى من قيادة المؤتمر الوطني وإنما هي الحقيقة، وقحت لا تنكر هذا ، والعساكر لا ينكرون، وكلاهما يعتبران الأمر أمر ( ثورة ) وبعد ذهاب قحت لم يقول العساكر إنهم قد قبروا ( الثورة ) ليسأل الناس مثل هذه الأسئلة ..

▪️علاقة قيادة الشعبي جيدة مع قحت، لماذا لا تأتي منها بشهادة بأنها لم تعتقل ولم تتهم د. علي الحاج بالمشاركة في ٣٠ يونيو ؟

▪️ غير صحيح أن ( كل ) القضايا قد حُسِمت، فهناك الكثير من القضايا بجانب قضية انقلاب ٣٠ يونيو .

▪️ غير صحيح أنه قد تم إطلاق سراح ( كل ) المعتقلين عدا معتقلي قضية ٣٠ يونيو، فالسجون مليئة بالمعتقلين ..

▪️ غير صحيح أن من يقصده د. الأمين عبد الرازق قد قام بإطلاق سراح أي شخص، فالعدد القليل الذي خرج من السجون خرجوا بأحكام قضائية صحيحة ..

▪️ غير صحيح أنه تمت (كلفتة) القضايا على خلفية أمر ممن أشار إليه، الصحيح أن الحكم في القضيتين لم يتأخر لأن الشاهد الوحيد تراجع عن أقواله، وبسبب عدم تقديم الاتهام أدلة أخرى .

▪️ الموقف الصحيح لقيادة الشعبي إن كانت تملك من الأدلة ما يجعل الحسم السريع للقضيتين محل استفهام هو أن تتقدم بأدلتها التي تزيد عدد جلسات القضية أو تثبت الإدانة بدلاً من هذا التوظيف السياسي ..

▪️ أي قيادة حزب يكثر الحديث عن إيمانه بالحريات كان يجب عليها أن ترفض الاعتقال المتطاول وتسييس القضاء، وترحب بالانصاف القضائي بدل استخدامه في المكايدات السياسية ، فالتسييس ليس مقتصراً على قضية ٣٠ يونيو، كما توحي قيادة الشعبي.

▪️ غير صحيح أن القضاء قد بدأ النظر في القضايا بعد ذهاب قحت، الصحيح أن ذلك كان يحدث منذ زمن قحت، وكانت بعض القضايا تنتهي بالبراءة ..

▪️ غير صحيح أن ( كل ) المفصولين قد عادوا إلى أعمالهم، فالكثيرون لا زالوا ينتظرون الانصاف ..

▪️ غير صحيح أن الشخص الذي يقصده د. الأمين قد قام بإعادة العاملين المفصولين، الصحيح أن العاملين الذين عادوا عادوا بأحكام قضائية ..

▪️غير صحيح ما أوحى به د. الأمين من أن عودة بعض المفصولين قد بدأت بعد ذهاب قحت، الصحيح أن الدائرة القضائية المختصة مشكلة منذ زمن قحت، وبدأت في إصدار الأحكام منذ ذلك الوقت، ولهذا جاء حديث الدريبات من وجدي صالح .

▪️ الموقف الصحيح لأي قيادة حزب تؤمن باستقلال القضاء وبحقوق الإنسان أن ترحب بأحكام القضاء التي تنصف العاملين الذين حُرِموا حتى من حق الإستئناف لا أن تتحدث بعدم ارتياح لعودتهم ولا أن تستخدم عودتهم لخدمة دعاواها في قضية ٣٠ يونيو ..

▪️ والموقف الصحيح لمن يريدون أن يتحدثوا مثل حديث قحت السلبي عن عودة المفصولين يجب أن بتمثل في الدفاع الصريح الواضح عن لجنة التمكين، بدلاً من الاكتفاء بالمصادقة على أقوالها بأن العودة مسيسة .

إبراهيم عثمان

اترك رد