هاشم الإمام محيي الدين يكتب : هذه شهادة على نسبك لا نسب القبائل العباسية أيها الباقر العفيفٍ !

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

 هاشم الإمام محيي الدين يكتب :

هذه شهادة على نسبك لا نسب القبائل العباسية أيها الباقر العفيفٍ !

فرجينيا / الولايات المتحدة

أرسل إلي أخ كريم من واشنطن مقالا على الواتساب ، كتبه المدعو الباقر العفيف ، يشنع فيه على القبائل العباسية  في السودان ، وهو منهم كما زعم  وهم منه براء كما قالوا  ، وينكر انتماءهم إلى العباس بن عبد المطلب  رضي الله عنه ، ويزعم أنهم قتلوا أباهم النوبي قتلا معنويا واتخذوا العباس أبا بديلا انتسبوا إليه، كما نسوا لسانهم النوبي واتخذوا العربية لسانا لهم ، فهم مصابون بعقدة أوديب ، ثم زعم أن كل مشكلات السودان مردها إلى  هذه العقدة الأوديبية ، ثم ذكر ، قاتله الله ، وهو منتش تغمره الفرحة  أنه أجرى فحصا حمضيا نوويا  ( DNA) تبين من نتيجته أنه ينتمي إلى أفريقيا جنوب الصحراء بنسبة    %97.9    منها   %96.8   تنتمي إلى  شرق أفريقيا وبقية الجينات موزعة على مجموعات  إفريقية  وآسيوية وأوربية، هذا وقد ودع الباقر أباه المزور وألحق نسبه بأبيه الجديد ولربما اقتضى ذلك تغيير اسمه إلى دينق أو أيوك أوإلى اسم مما يكبر في صدره، فهنيئا له بهذا الكشف الجديد ، وهنيئا لإفريقية جنوب الصحراء بابنها الجديد وليتها عقمت فلم تلده .

إن القراءة الصحيحة لهذا الخبر هي  أن الباقر العفيف دعي كان  ينتسب إلى غير أهله ، فجزى الله مختبرات الملكة أليزبث الثانية ملكة بريطانيا العظمى لفحص الحمض النووي خيرا فقد ردت هذا الدعي إلى أصله ثم لم تقصر في حقه إذ سعت إلى إرضائه بخبر قرابته من نلسون ماندلا فليهنأ بهذه القرابة فقد انتسب إلى عظيم لا ريب  ،  ولكن لو ردّ إلينا  لغتنا وجلبابنا وعمامتنا لكان خيرا ، فإن الله يأمر أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها .

الباقر العفيف رجل كذوب كان يدعي من قبل أنه جعلي من( كلي)  ولكن الكالياب نفوا انتماءه إليهم ولم يرضوا أن يجعلوه منهم  ، ففرّ إلى الرباطاب يلتمس عندهم نسبا حلا لعقدته ، فزعم أنهم أهل أبيه، وأما أمه فأبى إلا أن يجعلها من نواحي كبوشية وكلي  رضي أهل هذه المناطق أم أبوا . وكما أنه مضطرب في انتمائه العرقي فهو مضطرب في انتمائه العقدي والسياسي فهو جمهوري من أتباع محمود محمد طه، وهو في الوقت نفسه عضو في ( حق) ، وهي حركة منشقة عن الحزب الشيوعي ما بقي منها بعد وفاة زعيمها  الخاتم عدلان إلا مركز سمي باسمه يموله مركز السلام بواشنطن و يسترزق منه هذا الدعي المتسول ربيب  أعطيات السفارات الأجنبية .

والباقر العفيف رجل  جهول سيء الخلق ، وأعني بالجهالة ما عناه الشاعر الجاهلي حين قال ( ونجهل فوق جهل الجاهلينا) أو ما عناه السودانيون بقولهم (القلم ما بزيل البلم ) وأما سوء خلقه فبادٍ يدلك عليه فجوره في الخصومة فقد قرأت له من قبل مقالا نتناً عن الحركة الإسلامية يزكم الأنوف لا أدري من أين خرج مداده !

ومن  مزاعم هذه الفئة الضالة من اليساريين والعلمانيين والشعوبيين  وغيرهم من أعداء العروبة والإسلام ، أن القبائل الجعلية لما كذبت هذه الكذبة البلقاء وادّعت انتماءها  إلى العباس بن عبد المطلب لم ترد هذا الانتماء على الحقيقة ،بل  أرادت التبرك بالنسب الشريف ، وإذا كان ذلك  كذلك فما منعهم أن ينتسبوا إلى الحسن أو الحسين ابني السيدة  الزهراء رضي الله عنها فهما  أبرك وأقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلّم !

ومن تقولهم  أن الفضل بن عباس الذي تنتمي إليه العصبة الجعليةعقيم ليس له عقب ، وما صدقوا ، فالجعليون ينتسبون إلى الفضل الصغير الفضل بن عبدالله بن عباس وليس الفضل بن العباس عمه  ولكن هؤلاء الدجاجلة عن الحق يعدلون .

أراك ياباقر تعمم نتيجة حمضك النووي  (DNA)  على القبائل العباسية كافة  وتزعم أنهم نوبة أو  زنج من غرب إفريقية فهل أنت تمثل هذه القبائل و أن ما ينطبق عليك ينطبق عليهم أم أنه الطيش والنزق والحقد والشعور بالدونية .

أهل المنطقة التي تزعم أنك من سكانها لم يقولوا إن سكان المنطقة كلهم من أصل عربي ففيهم زنج وبعض هؤلاء الزنج كانوا أرقاء أو مهاجرين  فروا من الحروب التي كانت تشتعل لأدنى سبب ، فابحث عن نسبك وتاريخ مجيء أهلك إلى المنطقة ولا تشغل نفسك بنسب غيرك فالناس مؤتمنون على أنسابهم .

لا أعيب عليك أن تنتسب إلى الزنج أو إلى أي قبيلة إفريقية فكل الناس خلق الله واختلاف أعراقهم وألوانهم وألسنتهم من  آيات الله  ،فيكفيك أن تقول( أنا سوداني) فهي عندي جملة مفيدة يحسن السكوت عليها .

كيف استطاعت هذه القبائل النوبية التي زورت نسبها أن تنسى اللغة النوبية وتستبدل بها اللغة العربية ! أيقول هذا من فيه مسكة من عقل ؟ كيف استطاعوا أن يمحو هذه اللغة التي كانت لغة حضارة مزدهرة ويستبدلوا بها لغة أخري ؟ أيقول هذا من له أدنى معرفة بفقه اللغات ؟ وما بال هؤلاء النوبة الذين يجاورون هذه القبائل العباسية ويعتنقون الإسلام  ما بالهم لا يزالون يتكلمون النوبية إلى يوم الناس هذا ؟

اللغة ظاهرة اجتماعية فازدهارها وموتها أعقد من أن يستوعبه عقلك المشوش و عقلك المشحون بكراهة العرب .

الناظر إلى اللغة العربية السودانية وإلى سعة مفرداتها وجزالتها لا يداخله شك أبدا بأنها لغة أم لا لغة متعلمة ، وهذا موضوع طويل ومتشعب نعود إليه إن شاء الله ولكن لا بأس أن أذكر أن مجموعة من الباحثين الألمان المتخصصين في التاريخ والآثار واللغويات قدموا محاضرات في جامعة إفريقية العالمية والجامعات السودانية الأخرى أثبتوا فيها أن القبائل السامية والعرب أحد مكونات هذه القبائل خرجوا من شمال السودان إلى العراق والشام أولا ثم  إلى الجزيرة العربية وذلك في زمان جد سحيق ، وذكر الطبري في تاريخه أن العرب كانوا على ضفتي بحر القلزم ( البحر الأحمر ) والكلام في ذلك يطول ولا نحتاج في إثبات أصلنا العربي إلى مختبرات صاحبة الجلالة ملكة بريطانيا فإنما يحتاج إليها من فقدوا هوياتهم من زنج أوروبا والولايات المتحدة ومما يعتمد عليه هؤلاء الزعانف  في نفي العروبة عن القبائل العباسية  سواد أو خضرة  لون بشرة المنتسبين إلى هذه القبائل  مع أن ذلك  أكبر دليل على عروبتهم ، فالعرب ولاسيما بنو هاشم كانت ألوانهم تتراوح بين السمرة والسواد فقد وُصِف علي بن أبي طالب بأنه آدم شديد الأدمة أي أسمر شديد السمرة ، و هذا البياض الذي تراه يعلو بشرة بعض العرب اليوم وسبوطة الشعر إنما جاء من اختلاطهم بالفرس والروم بعد الإسلام .ومما يعتمد عليه هؤلاء الزعانف  في نفي العروبة

كانت العرب تطلق كلمة الأخضر على الأسود كما يفعل السودانيون اليوم ، قال ابن منظور في معجم لسان العرب :” ويقال للأسود أخضر ” وقال أيضا “وخضر قبيلة غسان وخضر قبيلة محارب يريدون سواد لونهم ” وقال أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني “والخضر ولد مالك بن طريف  بن محارب بن قيس عيلان بن مُضر” وقال ” سُمي ولد مالك بن ٍطريف الخضر لسوادهم وكان مالك شديد الأدمة “وقال الشاعر القرشي الهاشمي الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب :

أنا الأخضر  من يعرفني         أخضر الجلدة من بيت العرب

من يساجلني يساجل ماجدا      يملأ الدلو إلى عقد الكرب

قال المبرد “المراد بقوله ( أنا الأخضر ) أي الأسمر والأسود  والعرب كانت تفتخر بالسمرة  والسواد  وكانت تكره الحمرة والشقرة وتقول إنها من ألوان العجم ”

وكذلك كانت العرب تطلق الأصفر على الأسود ، وفسر قوله تعالى ” كأنهن جمالات صفر ” أي سود  ” قال الجوهري في الصحاح ” وربما سمت العرب الأسود أصفر  قال الأعشى ميمون بن قيس :

تلك خيلي منه وتلك ركابي

هن صفر أولادها كالزبيب

وشَعر العرب جعد غير سبط فالجعودة غالبة على العرب والسبوطة غالبة على الفرس والروم .

هذا ومن أراد التوسع في هذا الموضوع فعندي بحث منشور تجت عنوان “سواد بشرة العرب دليل خلوص نسبهم ”

 هاشم الإمام محيي الدين

اترك رد