بدر الدين حسين علي يكتب : رسائل علي كرتي ( ١-٥)
السودان
الخرطوم : الراية نيوز
بعد الغروب
بدر الدين حسين علي يكتب :
رسائل علي كرتي ( ١-٥)
يحسب للاستاذ الطاهر حسن التوم بانه اول اعلامي يخترق حصون الامين العام للحركة الاسلامية المكلف الاستاذ علي كرتي ويجعله متاحا للجميع يستمعون لافاداته والتي انتظروها لفهم مالات ومستقبل الوضع السياسي في السودان، باعتبار ان الحركة الاسلامية ثقل لا يمكن تجاوزه، وتجربه سياسية اثبتت الايام انها من يصنع الفارق بخبرة تراكمية وتجربة عملية في الحكم افرزت رجال دولة بمعني الكلمة.
ولكن بذات السبق الذي احدثه الاستاذ الطاهر، هنالك اسئلة لابد من البحث لها عن اجابات، هل بادر الاستاذ الطاهر من ذاته لإجراء هذا الحوار؟ ، ام ان قيادة الحركة الاسلامية هي من راى ضرورة ظهور امينها العام في هذا التوقيت بالذات؟
ان كان الطاهر هو من سعي لهذه المقابلة فمن الراجح جدا ان تكون قيادة الحركة قد درست وبصورة دقيقة المكاسب والخسائر التي يمكن ان تحدث من وراء ظهور الامين العام المكلف في هذا التوقيت، ودرست جيدا الرسائل التي يمكن ان يبعث بها الامين المكلف لعدد من الجهات.
اما اذ كانت الحركة هي من بحث عن اللقاء فان هذا موشر لتفكيرها للانتقال من مرحلة العمل من دار الارقم الي سوح البلاد، ومن ثم ارسال الموجهات للقيادات والقواعد، وارسال رسائل الي جهات اخري،ولكن لماذا اختارات الحركة الاسلامية هذا التوقيت تحديدا.
لقد كان واضحا لكل من شاهد اللقاء ان الاستاذ كرتي هو من ملك زمام توجيه الحوار الي ما يريد، ونجح في ذلك تمام، حتي اربك ذالك المحاور الطاهر وجعله غير قادر علي طرح اسئلته المعدة اصلا لدرجة انه وقع في حبال الاستدراك والاستدعاء المتاخر لبعض الاسئلة.
و كان واضحا ان الاستاذ كرتي بظهوره هذا يريد اولا ان يثبت لمن ظلوا يتحدثون عن ادارة كرتي للحركة الاسلامية من تركيا، انه لم يغادر السودان منذ حدوث انقلاب اللجنة الامنية.
كما عمد الاستاذ كرتي لنفي علاقته او الحركة الاسلامية باللجنة الامنية للبشير، وكان في حديثه عنها اشارات الي انها كانت السبب المباشر في صناعة الثورة الجماهيرية لانها في اواخر عهد البشير سيطرت علي الدقيق والمواد البترولية والدولار، ومالم يقله كرتي انها من صنعت ازمات الخبز والوقود في البلاد حتي ترتفع وتيرة الغضب الشعبي، وقد كانت اشارته تنم عن ذكاء في بسط المعلومة وجعل المشاهد يبحث عن ما وراءها.
غير ان اهم رسائل كرتي بعث بها في اربع اتجاهات، الاولي بعث بها الي العسكر والثانية دفع بها الي مكونات قحت، اما الثالثة فقد خص بها التيار الاسلامي والوطني العريض، والرابعة والاخيرة دفع بها لعضوية الحزكة الاسلامية.
غدا نقلب هذه الرسائل من خلال حديث الاستاذ الكرتي الذي حمل في جعبته الكثبر