بدرالدين حسين علي يكتب : رسائل علي كرتي( ٢-٥)

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

بعد الغروب

بدرالدين حسين علي يكتب :

رسائل علي كرتي( ٢-٥)

الاستاذ علي كرتي وهو يوزع الرسائل من خلال حوار فضائية طيبة، كان يصوب فحوي الرسائل باتجاه مواطن الاسئلة، والتخميات، والتحليلات، والموامرات، التي الصقت بشخصه من جهة، وبصفته الاعتبارية من جهة اخري، لتخدم اغراض من نسجوها.

فظهور الاستاذ كرتي علي شاشة فضائية طيبة بكل ملامح الارهاق، والنحول والاجابات الضمنية التي حملت تواجده وسط المعركة، كانت رسالة واضحة تضحد ما ظل يطلق حول ادارته لشان الحركة من خارج البلاد.

لذلك لم يكن من الصعب قراءة رسائل كرتي حول علاقته بالعسكر، وحول تقييم حركته لموقف العسكر خلال فترة الانتقال ما بعد التغيير،وما اراد ان يبعث به من رسائل للعسكر.

فقد استطاع الرجل تحرير علاقته بالبرهان من جهة، وعلاقة الحركة الاسلامية بالموسسة العسكرية من جهة ثانية، وفي هذه بعث رسائل الي اولئك الذين يتحدثون عن ادارة كرتي للمشهد السوداني، من خلال التماهي مع العسكر، بالجنوح الى العقل والمنطق، لا الكيد السياسى الرخيص، فالرجل يعمل من تحت الارض، ودور حزبه مصادرة ونشاطه موقوف، وحتي خروج عضوية الحركة والحزب في تظاهرات تخلو من الاعتدأء علي الممتلكات العامة، والتضييق علي الناس، كانت تقابل بالتشدد،فكيف بعد هذا، وسجن القادة بلا جريرة، وموت البعض داخل الحبس، والتشهير والمصادرات، يكون كرتي خلف المشهد، وهو الامين العام المكلف للحركة؟

وقد استطاع ان يرسل رسائل في غاية الاهمية في بريد العسكر، مقدمتها ان الحركة الاسلامية تاريخيا تنظر للموسسة العسكرية بانها موسسة قومية، يجب الوقوف معها ومساندتها، فخرج بالناس من واقع الحال الان، الي حادثة تاريخية تنازل فيها اعضاء الحركة في البرلمان عن كافة مخصصاتهم، لصالح الموسسة العسكرية، ابان فترة الديمقراطية الثالثة، وفي هذا استشهاد ينسف كل محاولة لاظهار ان هنالك علاقة مصلحية في هذا الظرف الدقيق.

كما انه عبر عن عدم رضا حركته عن مواقف الموسسة العسكرية اذا كل ما كان يحدث من قبل المدنيين تحت سمع وبصر الموسسة العسكرية، وان كان قد وجد لهم عذرا في انهم وجدوا انفسهم في موقف صعب عند بداية التغيير .

ضمنيا حمل العسكر مسئولية تنمر احزاب الحرية والتغيير علي الناس، واستنكر امتداد هذا العبث عامين وبضعة اشهر، فان صمت العسكر كان يزيد الطغاة طغيانا، ولم يكن هنالك من يخسر الا الوطن.

كما اعلم العسكر ونورهم واحاطهم علما بأن الحركة الاسلامية كانت قادرة علي مواجهة قحت حينها، غير ان مالات ذلك ستكون عظيمة علي الوطن، لذلك أثرت الحركة ان تنأي بنفسها عن ذلك من اجل ان يظل الوطن هو البيضة التي نحافظ عليها.

ثم بعث بالرسالة التي هي بيت القصيد، بان اي تسوية سياسية قادمة طرفها العسكر يجب أن يكون طرفها المدني كل الطيف السياسي العريض، فلا انتقاء ولا اتفاقيات تسوق قلة لا تحلم بمقعد في البرلمان ان خاضت الانتخابات لتتسلط علي رقاب الناس.

الاستاذ علي كرتي كان يصب الدواء علي الجرح، بكل مهارة النطاس، ويعبر فوق الجراحات ليقول للعسكر ان خلاص السودان بيدكم، ودفعه باتجاه دول سبقت الي الهاوية، ايضا بيدكم فاختاروا اين تكونوا،

غدا باذنه تعالي نقلب رسائل كرتي لقحت ونري ما فيها.

اترك رد