عقيد ركن معاش عائد الملك يكتب : الإحتراف {٢٠}

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

عقيد ركن معاش عائد الملك يكتب :

الإحتراف {٢٠}

هو الفعل الوحيد الذي جعلنى في غنى عن أي إنتماء او إلتزام خلال ممارستي لمهنة حماية اهم شخصية فى البلاد مررنا خلالها بكثير من المواقف ساقوم بسردها إن إتسع لي صدركم والزمن ..
اليوم غيب الموت السيدة فاطمة خالد حرم السيد الرئيس البشير .
طيلة فترتي التى امتدت لاحدي عشر عاما فى حراسة السيد الرئيس ومكاتبنا فى ذات حوش بيت الضيافة لم أرى الحاجة فاطمة عليها رحمة الله إلا مرة واحدة أي والله لم أرى سيدة السودان الاولي إلا مرة واحدة طيلة هذه الفترة .

فبعد ان تم ترحيلها من منزلها بغرض توسعة مكاتب الرئيس الي منزل نميري السابق وعندما أتحدث عن منازل البشير ببيت الضيافة ربما يقفز فى أذهان الجميع تلك القصور التى يتمتع فيها السيد الرئيس وأسرته ولكن اصدقكم القول هى بيوت أضيفت من بيوت حى المطار اي نعم تم تبييضها ونقاشتها وابوابها من الالمونيوم ولكن فى النهاية هى بيوت عرشها من الزنك بتلقيم ..وبيت نميري تركته حاجة فاطمة مستجيرة ببيت الزنك ولكن حوجة توسعة مكاتب الرئيس اضطرها للعودة لذاك البيت القديم ذو الطابق والبدروم بقليل صيانة ولو طلب منى وصف المنزل سأقول مثل الطاحونة ولكن جدرانها غير مسطر فيها ذكري وبعد الموت تذكار والمعتقين يعرفون هذا الوصف المهم كنت فى انتظار السيد الرئيس للتحرك من امام منزلها فاتتنى العاملة قائلة ان بابا يريدك فدخلت فسلمت عليها كأول واخر مرة أراها فيها فقال السيد الرئيس اهو عائد قدامك انا بديهو تعليمات للصيانة فأخذتنى للبدروم فاندهشت انهم يعيشو فوق بركة ماء فوعدتها ان كل شي سيكون تمام فقالت انت المسؤل ماتتجرجر على فوعدتها خيرا وانا لا اعلم حتى موقع الإدارة الهندسية فى القصر لإيصال امر تعليمات الصيانة لهم والدهشة تلجمنى هل يعقل هذه الطيبة وزوجها الذي لا يطالب حتى بصيانة لمنزله هما رئيس البلاد المفدي والسيدة الأولى ولكم إلا تصدقو والله لو لم أرى الامر بنفسي لما صدقت .
واذكر مرة بعد ان قمت بالاطلاع على دفاتر الزوار للأسر قلت للمساعد كيمو عليه رحمة الله ليه خانة وسيلة الحركة لزوار حجة فاطمة كلها بالارجل كانها ختم فقال لي دي ام الفقراء عشان كدا زوارها كلهم مرخصين ١١خ كناية لمن يحضرون بارجلهم فهى تحبهم وتسعي لخدمتهم.

وحدثنى عبدالله الشيخ مدير المراسم الأسبق انه فى أثناء التحضير لإحدى زيارات السيد الرئيس السابق لجمهورية الصين الشعبية اتصلت بها هاتفيا واخبرها بأنها ستكون من ضمن الوفد.
فكان ردها…لكن يا عبدالله يا خوى امشى معاكم وانا هدوم ما عندي ؟ انا والله ما عندى اى هدوم اطلع بيها.

فقال نقلت الامر للسيد عبدالرحيم محمدحسين الذى استدعى الاخ محى الدين محمود من الضيافة وسلمه مبلغا من الدولارات ووجهه باصطحابها للأسواق الحرة لتلبية طلباتها بعد رجوعها من الأسواق الحرة وقال سألت الاخ محى الدين عن الاشياء التى اشترتها فقال لي…اشترت توبين وبلوزتين وقطعتين قماش قالت تخيطهما اسكيرتات ورجعت باقى الدولارات للسيد الامين العام لرئاسة الجمهورية.

وللتاريخ اقول وانا مسؤل امام الله عما اقول بعد الثورة وعند خروجها من بيت الضيافة علمت انها ذهبت لاخوانها فسالت السائق ليه ما مشت بيتها فاخبرني ان بيتها البناء ما مكتمل .
لقد كانت عطرة السيره .. عفيفه اليد واللسان متواضعة مع الكبير والصغير لم تغرها الدنيا ابدا….. هادئة زاهدة ورعة.. ورحلت بذات الهدوء بمسقط رأسها بقرية حوش بانقا بولاية نهر النيل ..
تقبلها الله قبولاً حسناً وجعل مثواها الجنة ..
عقيد ركن معاش عائد الملك

عقيد ركن معاش عائد الملك يكتب : الإحتراف {٥}

تعليق 1
  1. […] عقيد ركن معاش عائد الملك يكتب : الإحتراف {٢٠} […]

اترك رد