بدرالدين حسين علي يكتب : عندما تخدع قحت الشارع..!!
السودان
الخرطوم : الرآية نيوز
بعد الغروب
بدرالدين حسين علي يكتب :
عندما تخدع قحت الشارع..!!
البرهان حينما يخرج علي الناس الثلاثاء الماضي بخطاب هام، يتسمر السودانيون امام شاشات التلفاز، وخلف موجات المزياع، ليسمعوا ما يريد قوله ، فقد ضاق معاش الناس بزيادة كل اسعار مستلزماتهم الاساسية اليوميه، وحاصرتهم الحكومة، برفع اسعار الوقود، والذي انعكس سلبا علي مستلزمات الحياة، والحكومة تستمر في محاصرة المواطن، بزيادة اسعار غاز الطبخ، والكهرباء كانها تستدرج المواطن الي ركن قصي، فتقضى عليه، ثم تزهد في ان تكفنه في لباس ابيض يخرج به من هذه الدنيا.
وبعد سماع خطاب البرهان المختصر، يسال الناس بعضهم البعض، ما هو الجديد في هذا الخطاب؟ الذي يعلو فيه الحديث علي الفعل..!!
ولا احد يجيب، غير ان الغضب علي البرهان يبلغ مداه، فقد صار حديثه بلا طعم ولا رائحة، والبلاد تصبح كل يوم اسوأ من سابقه، والوعود السيادية تتكسر تحت وقع الايام، ووطاة افعال وزير مالية البلاد.
والبرهان وهو يوجه خطابه للكل، كان يريد الجزء، فهو يخاطب عموم اهل السودان، ايذانا بانطلاق الحوار الوطني، ويبطن في خطابه لقحت المثل الشعبي ( الكلاب تنبح والقافلة تسير) والذي استمد من شعر الحكمة للامام الشافعي
قلت ما شئت بمسبتى
فسكوتي عن اللئيم هو الجواب
لست عديم الرد لكن..
ما من اسد يرد على الكلاب
فالخطاب لم يكن موجه لعموم اهل السودان بقدر ما انه موجه لاحزاب اربعة طويلة التي رفضت الحوار، لا من منطلق مبدئي وانما من منطلق انتهاذى، ترقد تحته كل موجبات النزعة الانانية لتكرار موبقات حكومة قحت الهالكة، والبرهان يهمس لهم عبر خطابه، ان الحوار ماضي بكم وبدونكم.
وقحت التي تمارس الكذب ليل نهار، وهي تتحدث عن التصعيد، والشارع، تعلم قبل غيرها، ان رصيدها في الشارع صفر كبير، بعد ان سقطت كل الاقنعة عنها وهي تمتطى السلطة، فتحيل كل الخدمات، وموسسات الدولة، انقاضا بعد انقاض.
ولان قحت تدرك انها عجزت عن استمالة الشارع لجانبها، فانها تناور بذات شعارات الشارع بعدم اعترافها بالانقلاب، غير انها تتماهي مع العسكر، وتراوضهم، املا في عدم الخروج من المشهد كليا، لذلك التقطت اشارات خطاب البرهان الواضحة وبحثت لها عن وسيط، فلم تجد غير سفير دولة لم تجد الديمقراطية الي بلاده سبيلا، ولو ساعة زمان، حلم بليل، او كابوسا بالنهار، ومتنت زخرف كذبها بوساطة امريكية كاملة الدسم فضحت دهاليز رجاءاتها وتوسلاتها بيان السفارة الامريكية، بعد عشاء السفير السعودي، علي مائدة قطعا، زين صحن فواكها الموز.
وقحت التي تستعطف الشباب في الشارع بانها تتبني خياراتهم، تجلس مع العسكر، لتوثق عمليا، بان ما قام به البرهان كان تصحيحا، وليس انقلابا، الا انها بعد وجبة السفير التي سببت لها (تخمة) جاءت (تتجشأ) عبر موتمر صحفي، تستميل فيه لجان المقاومة، والشارع، وهي تدرك سلفا ان لجان المقاومة والشارع ما عادت تنطلي عليها اكاذيب قحت، التي وجمت عن فض اعتصام القيادة، وتنكرت للمصابين، وغلقت ابوابها دونهم، بعد ان ضربها هواء الاستوزار، وسياراتها الفارهة ونعيمها الذي ظنوه مقيما، وبعد ذهابه، يبحثون الان عن موطى قدم يعيدهم الي صدارة المشهد، والشارع قد قال كلمته فيهم حينما، اهانوهم وطردوهم من المواكب وهتفوا في وجوههم، وصفعوهم، فعن اي شارع يحدثونكم بعد.