محجوب فضل بدري يكتب : اذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل !! ( ٧)

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

محجوب فضل بدري يكتب :

اذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل !!
( ٧)

-وقفنا فى المقال (٦) على لمسات الأيادى الخفية للنورانيين، فى اندلاع الثورة الانجليزية(١٦٤٠م- ١٦٦٠م) والتى افضت الى اضطربات عديدة ادت الى سقوط الملك شارل الاول، واعدامه، وبداية السيطرة على اقتصاد انجلترا، باقراض الخزانة الانجليزية مبلغ،(١،٢٥٠،٠٠٠ جنيه) بشروط مجحفة وقاسية، وتضخم مبلغ القرض مع الفوائد المترتبة عليه ليصل الى مبلغ (٨٨٥،٠٠٠،٠٠٠ جنيه) مابين عامى (١٦٦٨م-١٨١٥م)، ليصل فى عام ١٩٤٥م الى مايفوق (٢٢ مليار جنيه) !!

-وقد (توالت الاحداث عاصفة) حتى قادت الى الثورة الفرنسية عام ١٧٨٩م، وارتفعت رايات الثورة الحمراء فى فرنسا، وفى الثورات التى تلتها، كالثورة البلشفية التى قادها لينين فى روسيا، وكانت رايته حمراء، تعلوها نجمة يهوذا، وفى طرفها منجل ومطرقة !!

ولكن لماذا اللون الأحمر؟

كلمة ايدوم Edam تعنى كما جاء فى الموسوعة اليهودية (احمر) اى لون الدم!! يحكى لنا التاريخ اليهودى ان صائغا يهوديا اسمه ( آمشيل موشيه باور) كان قد استقر فى فرانكفورت بألمانيا، وأفتتح محلا للصرافة فى منطقة (جود ينسراس) وكان يعلق على مدخل محله (درعا أحمرا) رمزا لمهنته، وفى اللغة الالمانية (كلمة الدرع الاحمر، هى Roth Schild روت شيلد) وكان آمشيل ماير باور، ابن آمشيل موشيه باور، قد خلف اباه الذى توفى عام ١٧٤٥م، بعد إن اعد ابنه اعدادا جيدا فى امور الصيرفة والمال والذهب، وقطع الابن شوطا مقدرا فى عالم البنوك خاصة بنك اوبنهايمر، والذى بدا فيه موظفا وسرعان ما أصبح شريكا لاصحاب المصرف، قبل ان يعود لفرانكفورت، ليتسلم ادارة مؤسسة والده، فقرر يتخذ من شعار محل والده (الدرع الاحمر او روت شيلد) اسما لعائلته، وهكذا برز الى الوجود اسم (روتشيلد) وكان ماير الاب قد جمع كبار الاغنياء فى فرانكفورت عام ١٧٧٣م لاقناعهم بتجميع ثرواتهم، لتأسيس مجموعة واحدة، لتمويل الحركة الثورية العالمية!!

-كان مخطط النورانيين بالنسبة لفرنسا، يعتمد على المناورة بثرواتهم الضخمة المتحدة، لخلق ظروف اقتصادية ضاغطة، ومشبعة بالقلق(انظر الظروف التى مرت بها بلادنا قبل التغيير)!!
وتؤدى تلك الضغوط حتما، الى ارتفاع الأسعار، وتفشى البطالة بصورة شاملة بين فئات الشعب الفرنسى، وتدفعها الى حافة المجاعة، وينصب السخط على العائلة المالكة، وطبقة النبلاء، والكنيسة، وأرباب العمل، ورجال الصناعة، بانهم من يتحملون مسؤولية الانهيار الاقتصادى، ويندس( المخربون) والعملاء المأجورون بين صفوف الشعب، لاشاعة مشاعر الكراهية، وشهوة الانتقام من الطبقات الحاكمة، وقد الصق هؤلاء بالحكام كل فضيحة واتهامات لا تحصى ولا تعد، وكانت خطة عمل النورانيين، تعمد الى السيطرة على الموارد الطبيعية والثروات واليد العاملة فى العالم، وهى تطبيق حرفى ل بروتكولات حكماء صهيون ويعتقدون ان اسرع النتائج للوصول للحكم هى استعمال العنف والارهاب، وليس الحوار!! وان الحرية السياسية ليست الا فكرة مجردة، ولن تكون حقيقة واقعة.

-ويعتقد النورانيون، ان يبشر شخص ما، او هيئة ما بالتحرر السياسى بين الجماهير، حتى تؤمن بتلك الفكرة المجردة، وتقبل أن تتنازل عن بعض امتيازاتها وحقوقها دفاعا عن تلك الفكرة!! وأن الدين المسيطر على المجتمعات، سيستعاض عنه بالحرية، وان السياسى الملتزم بالقواعد الاخلاقية ليس بالسياسى الماهر، لان الصدق والاستقامة ماهى الا عيوب كبرى فى دنيا السياسة.

-ولكم ان تقارنوا بين ماجاء فى هذه البروتكولات، وما وقع ويقع فى بلادنا، من استغلال الظروف الاقتصادية، الى اشاعة ثقافة الكراهية،الى تلويث سمعة الناس،الى التشفى والانتقام، الى ازدراء الدين، الى الدعوة الى تفكيك الاسرة، الى ارتفاع الرايات الحمراء،الى الفوضى العارمة بدعوى الحرية، الى تغول السفارات الاجنبية على السيادة الوطنية !!

﴿وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰۤ أَمۡرِهِۦ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ﴾
ونكمل معكم باذن الله فى المقال القادم

محجوب فضل بدري يكتب : إذا لم تستطع قول الحق، فلا تصفق للباطل !! ( ٦)

اترك رد