فريق اول ركن حسن يحي يكتب : ما جدوى حوار تتحكم فيه آلية غير محايدة؟ !!

الخرطوم : الراية نيوز

فريق اول ركن حسن يحي يكتب :

ما جدوى حوار تتحكم فيه آلية غير محايدة؟ !!

إنطلقت مسيرة الحوار بتسهيلات من الآلية الثلاثية بفندق السلام روتانا في يوم الأربعاء 8 الجاري. من المؤسف أن الحوار لم يستمر بعد جلسته الأولى الإجرائية حيث انتهى بتعليقه لأجل غير مسمى بقرار من الآلية الثلاثية وكان مقرراً له أن يستأنف جلساته في يوم الأحد 12 الجاري إنتظاراً لما يسفر عنه الاجتماع المنعقد بمنزل السفير السعودي برعاية أمريكية بين الشريكين وهذا يعني عودة الشراكة الثنائية التعيسة وهذا ما يرفضه الجميع. فولكر قرر تعليق الاجتماع لأن الطرف الذي يسانده ويدعمه لم يحضر لاجتماع فندق السلام روتانا. الآلية الثلاثية أصبحت تتحكم في إدارة شؤون البلاد التي ظلت تعيش تحت مظلة الوصايا الدولية. السودان أصبح اليوم تتحكم في إدارته القوى الإقليمية والدولية فهي التي أصبحت تختار من يحكمه وما هو شكل الحكم المناسب له وفي هذا انتقاص للسيادة الوطنية واحتقار واستفزاز للشخصية السودانية والتاريخ لا يرحم قحت التي تسببت في كل ذلك. البلاد أصبحت مرهونة للبعثة الأممية وإرادة المجتمع الدولي. الآلية الثلاثية هي التي أعلنت إنطلاقة الحوار وعندما لم يشارك فيه الطرف الذي يدعمه فولكر قررت تجميد الحوار وهذا مؤشر قوي على عدم أهليتها لإدارة الحوار لانها لا تتبع الشفافية والوضوح وهي تسعى للغموض في كل خواتها كما يعبر ايضاً عن عدم حيادها وإنحيازها التام لطرف من طرفي الحوار.الآلية غير جادة وغير صادقة في معالجة الأزمة السياسية والمؤشر على ذلك أنها لم تهيئ المناخ المناسب لإنعقاد الحوار وذلك نسبة لأنها تسعى لإعطاء الفرصة للتدخل الدولي لأن نجاحها في معالجة الأزمة السودانية يعتبر فشلاً لمهمتها الأساسية المكلفة بها. ليس مقبولاً من أعضاء المكون العسكري الذين يمثلون رأس الدولة الجلوس في طاولة واحدة للتفاوض في دار غير سودانية مع ناشطين سياسيين ليست لهم أي صفة اعتبارية. هذا السلوك ينتقص كثيراً من السيادة الوطنية كما يعتبر مؤشراً قوياً على أنهم يبحثون عن مخرج من الأزمة الحالية بأي ثمن حتى لو كان ذلك الثمن يمس سمعة السودان كدولة مستقلة ذات سيادة. أصل الأزمة الحالية تسببت فيه خلافات المدنيين لأن العسكريين صرحوا علأنية بأنهم سوف يسلمون السلطة للمدنيين إذا ما توافقوا فيما بينهم. الجيش ظل حريصاً على الحوار بمشاركة الجميع وينادي بأهمية وضرورة استعجال إستئناف الحوار مراعاة للظروف الإستثنائية التي تمر بها البلاد حالياً. قحت هي التي ظلت تعرقل الحوار والتحول الديمقراطي وترفض الوفاق السياسي وتضع له شروطاً تعجيزية مثل إنهاء حالة الإنقلاب وهذا شئ مستحيل. قحت ظلت تغازل الشارع الذي تقوده لجان المقاومة التي هي في حقيقتها واجهات لأحزاب سياسية معروفة. قحت بسلوكها ونهجها تسعى الى تأسيس دكتاتورية مدنية تحكم بها البلاد تحت شعار المدنية والديمقراطية وهي في حقيقتها أكثر شمولية من حكم عسكري دكتاتوري.قحت منظومة فوضوية تتمشدق بالمدنية والديمقراطية وهي تعرقل التحول الديمقراطي الذي يقود الى الحكم المدني ويؤسس للديمقراطية. الديمقراطية تتم عن طريق الانتخابات التي ترفضها قحت التي ظلت ترفض التفاوض مع العسكريين وتتطالب بإقصائهم من المشهد السياسي بالرغم من أنهم هم الذين أحدثوا التغيير الذي سرقته قحت التي صرحت علانية بأن حمدوك شخصياً لا يستطيع أن يحدد تاريخاً معيناً للانتخابات وهذا مؤشر قوي لرفضها للانتخاتبات ومع كل ذلك نجدها تتحدث عن الديمقراطية وعودة التحول الديمقراطي. الخراب والدمار الذي أحدثته قحت خلال ثلاثة سنوات يفوق ما أحدثته الإنقاذ خلال ثلاثين عاماً!!. قحت شبعت موتاً بعد أن رفضها الشارع الذي طرد قادتها من المشاركة في التظاهرات كما رفض تقبل مشاركتهم في عزاء الشباب الذين غررت بهم ودفعتهم للتظاهرات تحقيقاً لأجندتها الخاصة. السؤال هنا: لو كانت قحت فعلاً تسيطر على الشارع فلماذا لم تذهب به مباشرة للانتخابات التي تخافها!! قحت (بلى وإنجلى) بعد أن تكشفت حقيقتها للشعب وفولكر يسعى لبث الروح فيها من جديد حتى يتسنى لها تقسيم السودان بواسطة أبنائه حسب المخطط المرسوم لفولكر. المعروف أن المنظمات الأجنبية تعتبر آليات لتنفيذ السياسة الخارجية لدولها في الدول المستهدفة ومن المؤسف حقاً أن تلعب حكومة المنظمات الأجنبية التي تضم أصحاب الولاءات المزدوجة أن تلعب هذا الدور العميل!! الجدير بالذكر هنا أن أحد أصحاب هذه الولاءات المزدوجة قد صرح علانية بأنه يفتخر بالدور الذي لعبه في فرض العقوبات الاقتصادية على بلاده. ذهب حمدوك غير مأسوف عليه وترك لنا خازوقه فولكر ليكمل مشروع السودان الجديد ذلك السودان المقسم والمجزأ لدويلات صغيرة تسهل إدارتها والسيطرة عليها بواسطة السفراء الأجانب. حمدوك ارسل خطابه السري للأمين العام الذي صاغ بنوده السفير البريطاني المطرود يطلب فيه تعيين بعثة أممية ليتقوى بها على الجيش الوطني لبلاده. فولكر هو مهندس الاتفاق السياسي بين البرهان وحمدوك الموقع في 21 نوفمبر لرفع الحرج عن حمدوك وإطلاق صراح المعتقلين سياسياً بعد إجراءات 25 أكتوبر التي روجت لها قحت على أنها إنقلابية وهي في حقيقتها تصحيحية تمت إستجابة لمطالب الشباب الذي خرجت مواكبه في العاصمة والولايات وهي تطالب بتصحيح مسار الثورة. الجدير بالذكر أن أمريكا وصفت إجراءات 25 أكتوبر بأنها تدخل عسكري حميد تم لفشل حكومة الفترة الانتقالية في إدارة شؤون الدولة.أمريكا أصبحت تتشكك في حقيقة التحول الديمقراطي في السودان ولهذا احجمت عن تقديم مساعداتها له. رفع حالة الطوارئ لا يعني افساح المجال للفوضى واعمال التخريب التي تقوم بها التظاهرات غير السلمية. قحت اصبحت معارضة شوارع يتم حسمها بقوة الدولة وقوة القانون. صبرنا نفد واصبحنا غير قادرين على تحمل حالة التردد والتلكؤ الحالية في اتخاذ القرارات الحاسمة التي تحفظ للبلاد هيبتها. قحت استهدفت كل مؤسسات الدولة السيادية التي شاركت في بنائها كل الحكومات الوطنية السابقة ولا ادري كيف استسلمت هذه المؤسسات لهذا الاستهداف الذي يهدد وجودها وبالرغم من كل ذلك ظلت هذه المؤسسات تقدم خدماتها لقحت وتأتمر بأمرها. السؤال هنا: لماذا لم تقف هذه المؤسسات في مواجهة هذه السلطة الغاشمة وما هو سر صمتها المريب على هذا الاستهداف؟!! خلاصة القول: سلوك البعثة الاممية ومنهجها يدل على انها غير محايدة ومنحازة لحكومة المنظمات الاجنبية واصحاب الولاءات المزدوجة. الحوار يجب ان يكون سودانيا تحت منصة سودانية برئاسة سودانية. المكون العسكري قدم تنازلات كبيرة على امل الحصول على اتفاق وطني هذه التنازلات عقدت الازمة وفاقمتها وكان ينبغي عليه المضي قدماً في تنفيذ اجراءات 25 اكتوبر حسب الفترة الزمنية المحدد لها. ختاماً: بعد فشل الحوار وانسحاب ممثل الاتحاد الافريقي ومغادرة ود لباد للبلاد فإن كل خيارات الحل اصبحت مفتوحة بما في ذلك امكانية حدوث انقلاب عسكري يقلب الطاولة على الجميع ليضع الامور في نصابها الصحيح. وبالله التوفيق.