إبراهيم عثمان يكتب : ضد الزيف

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

ضد الزيف

في تقديري أن الإجابة على هذه الأسئلة، وأخرى تشبهها، فرض عين على أي شخص يعرف هدفه تماماً ولا يقبل أن يُستخدَم لخدمة أجندة لا تخصه، أو لا يعرف كنهها، قبل أن يتخذ قراراً بالمشاركة في ٣٠ يونيو  من أجل الوقوف مع قحت ودعم موقفها التفاوضي، أو  من أحل الوقوف مع  لجان الراستات  والحزب الشيوعي وواجهاته ودعم موقفهم الرافض للتفاوض .. وفرض عين عليه أن ينحِّي أي تأثيرات ( علفية ) من قحت أو من خصومها، وأن يختار  الإجابات الأقرب إلى الموضوعية التي يمليها عليه ضميره  :

▪️ ماذا أضافت تجربة السلطة  لأحزاب اليسار :
– ساهمت في معالجة أسباب قزامتها ( الفكر الشاذ، الارتباطات الخارجية المشبوهة، عدم وجود برنامج حقيقي للنهضة، استسهال دوس الشعب اقتصادياً، غلبة الأشعار على الأعمال، النزعة  الإقصائية، الغربة عن المحاضن الكبرى للجماهير في جماعاتهم الدينية وتجمعاتهم الأهلية … إلخ) ، هل أظهرت  التجربة إنها كانت أقرب إلى إدعاءات من خصوم قحت منها إلى الحقائق ؟ وبالتالي هناك ما يسوِّغ الحنين إلى تجربتها والتضحية من أجلها بالغالي والنفيس
أم
–  رسّخت هذه الأسباب وقدمت الإثباتات العملية على أنها حقائق فاقت، في بعض جوانبها، حتى ظنون واتهامات خصومها ؟  وبالتالي لا تفسير للتضحية من أجلها سوى القايلية للاستغفال/الخم .

▪️ أيهما ترجحه الحقائق حول أحجام الأحزاب اليسارية، وتزيده تأكيداً مواقفها قبل وأثناء وبعد السلطة :
– قلة شعبيتها وتوجسها من أن تكون ضحية الانتخابات الحرة النزيهة التي تعطيها حجمها الحقيقي وتحرمها من امتيازات التمثيل بالخم والإدعاءات  ؟
أم
– شعبيتها الكبيرة، وخشيتها من فقدانها  بسبب تزوير الانتخابات   ؟

▪️ أيهما كان يشغل الأحزاب اليسارية أكثر عندما كانت في السلطة وتدل عليه تصريحاتها وأعمالها :
– العمل على إقامة انتخابات حرة نزيهة تعطي كل ذي حجم حجمه ؟
أم
– العمل على تأجيل الانتخابات لأطول فترة ممكنة إلى حين تدبير وسائل للتحكم في نتائجها بحيث لا تغير واقع سيطرتها على مفاصل السلطة ؟

▪️ أيهما ترجحه الأفكار الأصلية للأحزاب العلمانية، وتؤكده سياساتها عندما كانت في السلطة :
– عملها من أجل “العودة إلى الشعب” بما يسهِّل تحقيق “العودة إلى العالم” ..
أم
– عملها من أجل “العودة إلى العالم” على حساب الشعب ودينه وقيمه وأخلاقه وأعرافه وسيادة بلده، وكذلك جيبه ؟

▪️أيهما الأكبر  :
– سهم  قحت في الآثار السلبية ( السابقة والحالية  والمستقبلية) للعقوبات على الشعب، بموقفها  القديم الداعم لها بالتقارير،  وبالرجاءات بتشديدها وعدم رفعها ، والجديد باستخدامها ضد حكام اليوم، وكسلاح دائم في الصراع السياسي ؟
أم
– سهمها في التأثير الإيجابي – الذي حصل  الناس عليه فعلياً – بعد رفع العقوبات ؟

▪️ بل وأيهما أكبر :
– التأثير الإيجابي الفعلي الملموس على حياة المواطنين بعد رفع ما تبقى من العقوبات بعد إنقلاب اللجنة الأمنية ؟
أم
– التأثير السلبي لقرارات رفع الدعم، وتعويم الجنيه، وانخفاض سعره، وزيادة الجمارك والضرائب والرسوم، وكافة صور إزالة المصدات الإنقاذية التي كانت تقلل آثار العقوبات على المواطنين ؟

▪️حسب رأيك في الغرب وتاريخه معنا، وأدواره الحالية في منطقتنا، أيهما الأكثر إقناعاً ؟
– دعوى أن الغرب كان يعاقب الإنقاذ لأنه يرى أنها  لا تخدم مواطنيها كما ينبغي ؟
أم
– لأنه كان يرى أنها لا تسايره كما يريد ؟

▪️ أيهما الأكثر منطقيةً والأقرب لمتهومين ( حقيقيين ) بانعدام المبادئ، وانعدام الوطنية و”الحرمنة” :
– أن يسايروا الغرب ويطيعوا أوامره  كي لا يسبب لهم المتاعب وكي يحصلوا منه على الجوائز ..
أم
– أن يرفضوا المسايرة  ويطالبوا بعلاقات طبيعية لا خنوع فيها ولا ركوع ويدفعوا الثمن، حصاراً وعقوبات، ودعماً للمعارضة السلمية والمسلحة، وخططاً للإسقاط ؟

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمان يكتب : هوامش على دفتر ديمقراطية الصغار

اترك رد