هشام الشواني يكتب : الحركة الإسلامية والعامل الطبقي

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

هشام الشواني يكتب :

الحركة الإسلامية والعامل الطبقي

الحركة الإسلامية هي حركة البعث والتجديد التي قامت ضد المشروع التحديثي الغربي، وهي حركة تهتدي بأصول المصادر الإسلامية في طابعها العملي وطابعها العلمي، وهي بذلك حركة على مسافة تزيد أو تنقص من المؤسسات الدينية الموروثة لعلماء المسلمين، وقادة حركتهم الصوفية والعلمية.

هذه الحركة نشأت اجتماعيا بشكل متجاوز للتعريف الطبقي والمادي، بل كان الدافع الروحي والثقافي فيها هو الأعظم، وإن كانت ستجد لاحقا سندا جماهيريا كبيرا من قطاعات لم تستفد ماديا من مشروع التحديث الاستعماري، لكن جوهر تعريف حركة البعث الإسلامي هذه، يتمثل في روحها التي قامت على الضد من المشروع الغربي.

لكن لابد للحركة من فهم الجانب الاجتماعي، وهذا يستلزم من الإسلاميين التنبه لبروز عامل (التفاوت الطبقي) كعامل فعال في الصراع الاجتماعي، وهنا فإن المقاربة مع (العامل الطبقي) تأتي من قوة تأثيره الثقافي في الواقع الحالي. والعالم الحديث عالم الرأسمالية هو عالم مادي يتحول فيه كل شيء لسلعة ودعاية وإعلان. فتبدو طبقية وسائل التواصل، وطبقية السياسية والممارسة، بل وطبقية الرعاية الصحية، وطبقية التعليم والسفر والترفيه وامتلاك التكنولوجيا وغيرها.

هذا العامل قد يسهم في تجزئة المجتمع المسلم وتحفيز قوى التحلل فيه بشكل لم يحدث من قبل، مما يُساهم في خلق ثقافات (متعارضة طبقيا) وغير متصلة مع بعضها البعض، فينقطع التضامن والتكافل ويشيع الاستغلال والصراع.

إن التحدي الاجتماعي إذا ماوعي الإسلاميون به جيدا، سيؤثر على أولوياتهم السياسية وموقفهم من سياسات الدولة الاقتصادية، فينحازون حينها من أجل الطبقات المستضعفة لخلق توازن ضروري في المجتمع. و ينحازون لتدخل الدولة والرعاية الاجتماعية ويقفون في وجه السياسات الاقتصادية النيوليبرالية بشكل واضح وحاسم.

الحركة الإسلامية لا يمكن حصرها طبقيا، بل هي نواة إصلاحية لمشروع شامل وذو طبيعة كلية، واليوم تحديدا لا يمكن تقسيم واختزال الأدوار الاجتماعية حسب التركيب الطبقي، بل لابد من حركة نهضة شاملة تحفز طاقات وموارد كل فئة وكل طبقة، وذلك من أجل قيمة اجتماعية أكثر سموا تحقق النهضة.

وبذلك يتحرك التاريخ.

هشام الشواني

اترك رد