المؤتمر الوطني : بيان حول أحداث ١٥ يوليو بالنيل الأزرق

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

بسم الله الرحمن الرحيم

المؤتمر الوطني

بيان حول أحداث ١٥ يوليو بالنيل الأزرق

يقول الله تعالى :
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير” صدق الله العظيم .

جماهير شعبنا الكريم :

في البدءِ نترحم على الذين قضوا نحبهم في هذه الأحداث المؤسفة التي لاتشبه ثقافة أهل النيل الأزرق العتيقة بتاريخها الممتد أمناً وسلاماً وتماسكاً وترابطاً وتصاهراً بين كل المكونات الأهلية في المنطقة بصورة خاصة والإقليم بصورة عامة وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين .

جماهير النيل الأزرق :

ظل إقليم النيل الأزرق من الأقاليم التي رفدت الساحة السودانية بالسمات النبيلة ونماذج التعايش السلمي على مدار التاريخ حيث شكل التنوع فيها إسهاماً عريضاً لبناء البلاد وتأطيرِ ثقافة السلام الأهلي بين مكوناتها فكانت علامةً بارزةً كموردٍ بشريٍ سمحٍ للبلادِ ومثال للتنوع الذي تربطه ثقافة شعب النيل الأزرق التي إنعكست في السلام والتلاقي والتلاقح والتعايش وسماحة الوجدان الذي تفرد بها إنسان النيل الأزرق فكانت هذه السماحة وهذا الترابط مكاناً للفخرِ بها وأنموذجاً يُحتذى به لذلك يجب تفويت الفرصة على كل الذين يسعون للفتنة والتخريب والنخرِ بين الشعوب التي ما فتئت إلا وأن ترفد البلاد بالحب والتسامي والسلام المعطون ببيئة أرض النيل الأزرق الخصبة سيما وأن النيل الأزرق من الأقاليم التي تتمتع بثروات موردية هائلة كالأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والموارد المائية المختلفه فكان لزاماً علينا أن نشير الى تفجير الطاقات نحو النهضة و بناء المجتمع وفقاً لقيم الدين ومعاني السلام والتلاقي النبيل بين الشعوب والأهالي وندعو كل الأطراف لدرء الفتنة وتفويت الفرصة على الذين يسعون للنخر في المجتمعات وكل المتربصين بأمن البلاد وبث سمومهم في مجتمعاتنا الاهلية لتظل النيل الأزرق أرضاً للسلامِ وأنموذجاً للتعايش والتلاقي والتصاهر كما كانت وهي أهلٌ للسلام ورتق النسيج الإجتماعي الكبير فالنزاعات والإقتتال تُقعد البلاد وتنخر مجتمعها .

جماهيرنا الأفاضل بالنيل الازرق :

لقد تابعنا بكل حزن ما جرى من أحداثٍ مؤسفة كان ضحيتها عدد من أبناء الوطن الأخيار راحوا على إثرها بين قتيل وجريح نتيجةً للإقتتال القبلي الذي يهدد النسيج الإجتماعي والتعايش السلمي بالإقليم بعد أن كان هذا الاقليم أُنموذجاً تاريخياً في البناء المجتمعي بل أُنموذجاً للتعايش والتصاهر والسلام بين شعوب الإقليم كما أن إقليم النيل الأزرق يمثل مرتكزاً حضارياً هاماً في ترابطه وتلاحمه الإجتماعي ومثالاً في تماسك شعبه لذلك نؤكد رفضنا التام وشجبنا للخطابات العنصرية والنعرات القبلية ، وندعو الجميع إلى ضبطِ النفسِ واللجوءِ إلى التي هي أحسن وتحكيم صوت العقل وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن البلاد وكل الذين راحوا لينخروا في جسد هذا المجتمع النبيل وتدميره بالفتنة العنصرية .

ندعو الله أن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن آملين في صوت العقلاء ليجمعوا بين كل الأطراف وفقاً للتي هي أحسن وفي ثقافة وسماحة اهل النيل الازرق المعروفة بالتلاقي والتعايش السلمي حقناً للدماء كما نؤكد الا حل إلا بالحوار والنقاش وتحكيم صوت العقل مهما كان الخلاف ، آملين أن تتم معالجة هذه الأزمة سريعاً حتى يعود الوئام كما كان وتعود النيل الأزرق كما كانت حلةً زاهيةً من السلام وتربةً خصبةً تهبنا أنبل المعاني ومورداً يرفدنا بتنوعٍ سمحٍ جميلٍ .

أهلنا الكرام :

إن ما حدث بالأمس في قنيص شرق و الروصيرص وقبلها في منطقة بكوري و أم درفا هو نذير شؤم وان مثل هذه الاحداث تقعد الانسان وتساهم في تدمير البنى التحتية وتعيق حركة النهضة كما أن مخاطر هذا الأمر يؤثر على معاني الوحدة الوطنية و يُمّكن للمتربصين بالبلاد كما أنه يساهم في توطين مشروع الإستعمار الجديد الذي يعمل على تقسيم السودان وتفكيكه وضرب نسيجه الإجتماعي لتستفيد منها فئات أجنبية تستثمر في دماء أبناءنا خدمةً لمصالحها سيما وأن هنالك متربصين لايهمهم إلا التجارة بالدماء لتمتلئ جيوبهم المهترئة بإسم النازحين وضحايا الإقتتال ، يدفعون الشعوب والقبائل للإقتتال للمتاجرة بدمائهم الطاهرة والذكية لذلك نهيب جميع عضويتنا في بث ثقافة السلام والمساهمة في البناء المجتمعي وقيادة المبادرات التي تعمل علي رتق النسيج الاجتماعي والعمل كتفاً بكتفٍ مع العقلاء في درء الفتنة وإعلاء قيمة السلام المجتمعي والمساهمة في توطين المعاني للمحافظة على البلاد ومكتسباتها السامية التي تحقق معاني الاستقرار والسلام .

شعبنا الكريم :

نثمن خطوات حاكم الإقليم بإعلان حظر التجوال بمحليتي الدمازين و الروصيرص و حظر التجمهر في كل أنحاء النيل الأزرق لبسط الأمن ونشيد بمجهودات القوات المسلحة والامن والشرطة والدعم السريع والذين شكلوا قوات مشتركة استطاعت السيطرة على الأحداث ونثمن جهود العقلاء من القيادات والمواطنين الذين شكلوا خلية أزمة وتتداعي مجتمعي لتلافي الكارثة ، ولكن تلك تُعد حلولاً إسعافية يجب أن تعقبها حلولاً جذرية تبدأ بإجلاس الفئات إلى طاولة الصلح والنقاش والحوار، وحلولاً أمنيةً تضبط عبرها الدولة الأسلحة غير المقننة وبسط الأمن العام مع ضبط الحركة عبر الإنتشار والإحتواء حقناً للدماء ودرءً للفتنة .

نجدد بالغ أسفنا وكامل الحزن على مايجري وندعو لتفويت الفرصة على كل المتربصين بأمن البلاد ودعوتنا للأطراف بتحكيم صوت العقل واللجوء الى الحكمة كما نترحم على أرواح الذين مضوا لله عز وجل وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين .

حفظ الله البلاد و العباد

السبت ١٦ يوليو ٢٠٢٢م
المؤتمر الوطني

اترك رد