محجوب فضل بدرى يكتب : دايرين حقنا !!

الخرطوم : الراية نيوز

محجوب فضل بدرى يكتب :

دايرين حقنا !!

-يُحْكَى أَنَّ -وناس بربر بارعين فى الحكى- كان هناك رجل وشقيقته، وقد ترك لهما أبوهما من الميراث الشئ الكثير (مزارع وانعام وبيوت ونقود) وتوزيع التركة ظاهر لا يحتاج الى فقيه أوخبير باصول توزيع الميراث، فالقاعدة الشرعية معروفة أن (للذكر مثل حظ الانثيين) ولم تكن بلادنا،واتمنى ان تظل تعرف سوى شرع الله، قاتل الله القحاطة ومن شايعهم من،دعاة الغاء شرع الله، ولم يكن هناك من وريث سواهما.

-كانت المرأة بلا عقب وبلازوج، وكانت تحب اللحم، وكان اخوها يطمع فى الاستئثار بكل التركة، بدلا عن الثلثين، واراد ان يستدرج اخته لترضى بذلك، فكان يجلب لها من السوق كل يوم من اللحم أنواعه، ضان وعجالى، كبدة وكلاوى، نيفة وكوارع، واخته تستمع بذلك وتشكره الى ان جاء اليوم الذى دار فيه الحوار التالى:-
الأخ: يافلانة، نحن اخوان، وابونا مات، وانا دايرك تتنازلى لى من حقك فى ابوك، وأنا ما بديك عوجة.

الاخت: نان مالو!! خلاص أمشى أكتب الشئ باسمك.
الاخ: لكن لازم تمشى معاى تقولى الكلام ده فى المحكمة.
الاخت،(باستنكار وهدوء): لكن ما أعوج عليك، عمرى كله مادخلت محاكم، ابوى يموت بى هنا، تدخلنى المحكمة بى هنا!!
امشى انت وقول لهم اختى موافقة.

-انطلق الرجل فى خفة (زى خفة وجدى) عله يجد دريبات، وقال مادار بينه وبين اخته للمحكمة،واصر على صحة روايته وألح فى طلبه بتسجيل كل التركة فى اسمه. فقال له رئيس المحكمة الأرباب اللبيه عبدالماجد خلاص مادام أختك ما دايرة تجى المحكمة نمشى ليها فى البيت.

وفى البيت دار الحوار التالى، بعدما جلس الارباب اللبيه واعضاء محكمته فى الديوان، جاءت المراة على استحياء، وقد ارتدت ثوب الحشمة، وجلست عند دخولها على الارض، وغضت بصرها، واسبلت طرف ثوبها على معظم وجهها، وخاطبت الحضور ونظرها فى الارض.

الأخت: حباب الارباب، حبابكم ياوجوه الخير، ان شاء الله خير؟
الأرباب: يافلانة، اخوك ده قال انتى اتنازلتى ليهو عن حقك فى ابوك! هل كلامه ده صحى؟
الأخت: عاد يا أرباب ما بقول اخوى كضاب!! لكن انا مرة فرادانية(وحيدة) لا. جنا لا تنا لا راجل وابوى مات وخلا ليهو كلبة والدة ليها ثلاثة جروات، دايرة منهن واحدة تحرس لى بهيماتى.
( انتهى الحوار) والرجل يتلفت (ما مستوعب حاجة!!)

– عندها نهض الارباب اللبيه والتفت الى الرجل قائلا:-
(يازول انت مطرطش ولا شنو!! اختك دايرة حقها فى ابوها لحدى الكلاب دايرة منهم جرو، ماشة تخلى ليك الطين والنخيل)
-دحين ياخوانا فى الحكومة نحنا دايرين حقنا
كان سودانيين، دايرين حقنا.
كان اسلاميين دايرين حقنا.
كان جيش دايرين حقنا.
كان شماليين دايرين حقنا.
كان الا المؤتمر الوطنى دايرين حقنا.
والقال حقى غلب
والسلام.