الخرطوم : الراية نيوز
إبراهيم عثمان يكتب :
عن أكذوبتي الوعي والاستقلال
لا أدري كيف لغير ( متغافل أو “مخموم”، أو دجال، أو حزبي متستر ) أن يقول إنه فقد الأمل في جميع الأحزاب وأن أمله أصبح فقط في شباب لجان الأحياء الذين “تجاوزوا الجميع بمستوى وعيهم”، لا أدري كيف لهم أن يقولوا هذا، مع وجود حقائق كثيرة لا تنفي الاستقلال فحسب، بل وتؤكد التبعية الكاملة، ، وتنفي وجود هذا الوعي الخاص البعيد عن وعي الأحزاب وأفق تفكيرها وأجندتها، فلكي يصح قولهم هذا يجب أن يُعاد تعريف الوعي بحيث لا يصل إليه إلا الكيان الذي تنطبق عليه عدة شروط :
▪️ أن يتشكل وعيه السياسي من “تلاقيط” من أفكار بعض الأحزاب، بمستوى وعي بها أقل من وعي هذه الأحزاب على علاته. بما يجعلها تمثل النسخة الديماغوجية ( الدهماوية الغوغائية ) من هذه الأحزاب .
▪️أن يكون وعيه بالمستوى الذي يجعله منقاداً صالحاً للاستخدام كواحهة للأحزب الخجلة من فكرتها، اليائسة من إمكانية التغلغل في المجتمع باسمها المعلوم ووجهها الصريح .
▪️ أن يكون الصراع الرئيسي داخل هذا الكيان هو صراع تبعيته لهذه المجموعة الحزبية أو تلك، وأن توفر قلة وعيه وفوضى أفكاره وأفعاله إمكانية أن تدعي كل الأطراف المتصارعة أنه يتطابق معها أكثر من الآخرين ..
▪️ أن تخرج تظاهراته في وقت اصطدام وجهتي نظر جذريتين تخصان الأطراف المتصارعة عليه، فتنتهي التظاهرة ولا يستطيع أمهر محلل أن يخرج بنتيجة محددة مؤداها أن التظاهرة انتصرت لأي من وجهتي النظر، أو اختطت طريقها الثالث المستقل ..
▪️ أن تحكم باسمه الحكومة الأفشل، والأكثر دوساً للشعب، ولا ينعكس وعيه لا على أداء الحكومة، ولا على تقييمه لهذا الأداء، ويظل بين التأييد الذي لا ينتج عنه تقويم واقتراح بدائل، والممانعة الخجولة التي لا تغير شيئاً ..
▪️ أن تكون أكثر كلمة ترددت على لسان أعضائه بخصوص رئيس وزراء حكومة الفشل والدوس الاقتصادي الشديد هي “شكراً” .
▪️ أن يكون حامل هذا الوعي أكثر تطرفاً من قحت،في كل ما يعد من عيوبها ، وأن يكون تطرفه في إتجاه مواقف الحزب الشيوعي، بمن حيث التوجه العام، والتطرف ( واسم دلعه الجذرية )، والإقصاء، والتحايل لتأجيل الديمقراطية، واختراع بديل لها لا يحمل منها إلا اسمها.
▪️ أن يذهب في إدعاءات تمثيل الشعب والنطق باسمه إلى أكثر مما تفعل الأحزاب ..
▪️ أن تتجلى خلاصة وعيه في ميثاق باسم سلطة الشعب لا يحظى بقبول كل الكيانات عدا الشيوعي وواجهاته ..
▪️أن يدخل التتريس وتعطيل مصالح الناس وتخريب الشوارع واللوحات وأعمدة الإنارة … إلخ
▪️ أن تشهد تجمعاته واعتصاماته من مظاهر الانحلال الأخلاقي ما يحرج شخصاً مثل الرفيق جعفر سفارات رغم معاييره المرنة، ويجعله يحتاج إلى “شماعة مسبقة”، وليس ثمة ما هو أكثر توريطاً وفضحاً لمتحايل من الشماعات المسبقة ..
▪️ أو أن تتوفر في تجمعاته القابلية للتعايش مع الإنحرافات بما يزيد بكثير عن قابلية المجتمع المحيط، وإلا فكيف أمكن للأستاذ جعفر أن يفترض أن ظواهر شديدة القبح ستحدث بفعل فاعل، وتكبر إلى أن تطبع التجمع بطابعها وتثير حفيظة المجتمع المحيط دون أن تثير حفيظة المتجمعين قبله فيقضون عليها في مهدها ..
تباً للزيف ..
تباً للعالف والمعلوف
إبراهيم عثمان