محمد طلب يكتب : امريكا الاسلامية
السودان
الخرطوم : الراية نيوز
محمد طلب يكتب :
امريكا الاسلامية
ربما يبدو العنوان غريباً وربما مرفوضاً لكنها اي امريكا تظل من ضمن (ارض الله الواسعة) وهذا الكون الفسيح الذي تعمل امريكا علي اتساعه نحو فضاءات اخري
راسلني مواطن( امريكي) من اصدقاء الفيسبوك يعبر عن اعجابه ب (تيشة) وبنتها الهوساوية في مقالي الاخير بعنوان (تيشة اشيل كم طرقة؟؟؟)
فلم اجد رداً يناسب (القيمة الامريكية) اكثر من الآتي *(انتم الامريكان رعاة التنوع واهله ومن تعرفون جني ثمار هذا التنوع)*
و ربما لم يجد صديقي المواطن الامريكي رداً يناسب (القيمة السودانيه) اكثر من وجه مبتسم تم اختياره بسرعة فائقة من ال (Emotions) الموجودة علي تطبيقات التواصل لاختصار الوقت أو ربما للتعبير عن مشاعر يصعب إخراجها في كلمات وجمل قد تكون طويلة ويسمونها (الايموشنات) لانها تعبر عن (المشاعر) الا انني عرفت مؤخرا ان اصل الكلمة ماخوذة من تعبير ياباني Emoji وهي تعني (صورة تعبر عن شخصية) مع الاشارة الي اني غير متاكد من ذلك لكنه يخدم غرض مقالي عن (التنوع)… اواهميته واصالته في البشرية جمعاء كما لم يفتني ان الدولار الواحد يساوي ما يقارب الستمئة جنيهاً سودانياً
عموماً المرجع لكل ما ورد اعلاه هو القران الكريم المُنزل والمخُاطِب للبشرية كلها كما يجب ان اشير هنا الي اهمية استخدامنا للجمل والعبارات بدقة فائقة والمثال علي ذلك ان مفردة (اسلامي) اضحت مصطلحاً لها معانٍ غير التي تعنيها اذا اردت ان تنسب شئياً للاسلام…
و بشكل عام الاصل في هذا الكون والحقيقة القاطعة ان (الوحدانية ) المطلقة للمولي عز وجل و التعددية الانسانية والاختلاف في الجنس (ذكر وانثي) والتنوع العرقي (شعوب وقبائل) والتنوع اللغوي والاثني (اختلاف السنتكم والوانكم) والتنوع الديني و كل هذا مذكور تفصيلا في القران الكريم و الدلالات القاطعة بان (الاسلام) دين البشرية جمعاء حتي قبل الرسالة المحمدية وسيدنا ابراهيم ابو الانبياء عليه السلام قال (و انا اول المسلمين)
دعوني اعود الي صديقي الامريكي وحكاية التنوع فهو لم يصبح امريكياً الا نتيجة احترام (الكفرة) لهذا التنوع ووضع اهل امريكا و اوربا القوانين التي تنظم هذا الفعل الانساني واحترام الشعوب للقوانين… وهذا وحده ربما يجعل امريكا وقوانينها اسلامية
ملايين العرب والمسلمين وغيرهم من المضطهدين والبؤساء يحملون جنسيات هذه الدول بينما لو ولدت و عشت طول عمرك في دولنا العربية والاسلامية لن تنال جنسياتها وحسبكم (البدون)
اما ما يحدث الان في السودان فهو امر غريب حقاً فابناء دارفور والشايقية والزغاوة والحلاويين والمحس والهوسا والفلاتة وغيرهم من كل قبائل السودان الذين نالوا الجنسيات الاجنبية خصوصاً من نالوها ( باللجوء السياسي) ما زالوا يتعاملون مع قضايا السودان بذات العقلية المتخلفة… الا من رحم ربي
والتناحر واشعال نيران الفتنة الدائر الان هو الابعد عن الاسلام ولا علاقة له بالانسانية ومعظم الذين نالوا جنسيات (الكفرة) كما يقولون لنا هم قادة التيارات الاسلامية العنصرية المتخلفة… ما هذا التناقض!!!!؟؟؟
نسأل الله ان تستقر الاحوال السياسية في السودان الحبيب ويتم وضع دستور وقوانين تخفظ حقوق الجميع وليت اصحاب الجنسيات يتعاملون مع قضاياهم بذات المفاهيم التي منحتهم تلك الجنسيات…. وان هم فعلوا ذلك يكون قد طبقوا الاسلام والسلام واقعاً بعيداً عن الشعارات الكذوبة
وختاماً التحية لصديقي الامريكي (الطيبوني) الذي تربينا وتعلمنا سوياً و فرقنا (السعي) و (التدافع) و(التعارف) فاصبح مواطناً امريكياً وعشت انا نصف عمري الي الان خارج السودان في ارض مسلمة وعدت كما انا ربما يرفض اهل (ام قحف) ان اكون بينهم ويغتاظ بعض اهل فريق( بتري) نتيجة رأي لا يخصني لاني من (فريق قدام) وهذه احياء صغيرة في العيلفون الصغيرة فما بالكم بالسودان الشاسع الواسع المتنوع بطبيعته… ولا ادري الي متي هذا النزيف وتحضرني هنا مقولة الشيخ الامام محمد عبده عندما زار امريكا في اوائل القرن الماضي (رأيت إسلاماً ولم أرى مسلمين)….
اما نحن فحركاتنا اسلامية (حركات ساااي) ولا يوجد بيننا الاسلام
سلام
محمد طلب