حسين خوجلي يكتب : أفكار لها سيقان
السودان
الخرطوم : الراية نيوز
حسين خوجلي يكتب :
أفكار لها سيقان
أكدت أغلب أجهزة المخابرات العالمية بأن اغتيال أوباما لأسامة بن لادن واغتيال ترامب للبغدادي واغتيال بايدن للدكتور الظواهري كانت حزمة من الجرائم الجبانة الصريحة فجميعهم كان من الممكن اعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة، لكن الادارات الأمريكية المتصهينة، كانت دائماً تبحث عن الصدمة. وكانت السي اي ايه، تبحث دائما عن الصمت وتغييب الحقيقة العارية.
لو استيقنت أن ثمن قطعة الخبز ستصبح بعشرة جنيهات بدلاً عن جنيه الإنقاذ، وبأن جالون البزنين سيصبح ب١٠٠ بدلا ل٢٧ ج لجالون الانقاذ وأن تصبح المواصلات ميسورةً كالكتاحة والهواء، ولو استيقنت أن الجامعات والمدارس ستعاود القراءة، ولو أن أقسام الحوادث والمستشفيات سوف توقف النزيف وتضمد الجراح، ولو أن الحوامل سيجدن قابلة مدربة ورعاية كاملة للطفل السوداني القادم، ولو أن الحدود أوقفت نزيف الهجرة، ولو عادت للأنفس نصف السكينة المغادرة والأمان؛ لحرضت تحالف قوى الشعب العاملة بلا أجر لاقتحام الباستيل السوداني واعلان يوم العودة العظيم.
كانت للفرد السوداني مشكلة فصارت معضلة، وكانت للاسرة السودانية ضائقة فأصبحت فاجعة، وكانت للمجتمع السوداني أزمة فصارت كارثة.
واتتنا الفرصة لنتفوق على العالم بالحب فأضعنا الفرصة بخلق مجتمع الكراهية، وها هي الفرصة تقترب لكي نتفوق على العالم بالحبوب، ولكننا سنضيعها بالبطالة وباخفاقات البنك الزراعي التاريخية. ومانفيستو اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل، فرع الحزب الشيوعي في الأربعينات.
الشباب لا يتزوجون، والاباء يطلقون، والأمهات يرعون أطفال الهروب الكبير، ما رأيكم في إقامة محكمة شرعية في كل محلية لتقصير الظل الإداري وتوفير خدمات الشتات الأسرى.
العسكريون والمدنيون، يرفعون البطاقة الحمراء، بإعلان حكومة تكنقراط بعد اسبوعين واعلان انتخابات بعد 365 يوماً امسكوا الخشب ( الكترابة ال).
في إحدى الليالي الشعرية، قرأ باحث شعبي مجموعة من القصائد أمام مجموعة من الشباب ابتدرها بالمربع التالي:
مالكن شيبنا بدّورَن تخربن كُبرو..
ومالو قلبنا عودتنو لي قل صبرو
نسيتننا الموت والشبر في قبرو
وخليتننا الكعب النَسيّ ما نخبرو
أهدا له بعد نهاية الليلة شابة هيفاء هدية مغلفة بورق زاهي. كان يتعجل الوصول إلى داره لكشف محتوى الهدية، كانت حيرته بالغة عند ما وجد دستة علب من الصبغة لمحاربة الشيب بالشعر الأبيض. وقال هامساً في حزن بالغ، لكنهم تناسوا مداواة الجرح الأبيض.
ما زلت أتذكر مسابقة القصة القصيرة جدا، والنص الذي تأمروا ضده ( كان يحبها، وكانت تحب غيره، وكان الله يحب المحسنين.)
تراجع صديقنا المتحمس عن اعلان حزبه لسبب وجيه، صرح به لعضوية حزبه الجديد المتنامي، قائلاً في خطبة بليغة ومختصرة لقد قررت الانسحاب من المعترك السياسي لأنني أخشى من اكتساح الانتخابات ونيل الأغلبية لشعب يملك أكبر بطن خاوية وخزينة فارغة في التاريخ.
علمت مصادرنا أن المحاولات جارية لابقاء رئيسنا المجهول في حزبه المجهول في فترته المجهولة.
كلما أعددت قهوتي، وجلست في استرخاء للاستمتاع بالمباراة القلمية للصحفي الألمعي حسين ملاسي يخذلني الرجل بفوزه على خصمه بالضربة الفنية القاضية.
الحل الوحيد في العواصم العربية، أن تُعلن الوحدة الاقتصادية والاجتماعية، والبرنامج الفكري، بحده الأدنى فورا، لكن حكامنا الأبرار الأشرار لا يفعلون، لأنهم يعتقدون بأن مهمتهم الوحيدة في هذه الفانية، هي تأجيل مسيرة التاريخ صوب الأفضل.
أمريكا وروسيا يتحاربان في اوكرانيا، بمعايير وأسلحة، واعلام وتخابر ومكائد، قبل اعلان الحرب النووية العالمية الثالثة ببوصة واحدة.
سألني أحد الصحفيين عن أصغر مقال لاذع قرأته في حياتي، قلت له قال الشاهد، إن الخليفة أرسل بعض الصدقات للقاضي الشعبي ليوزعها على أصحاب الحاجات فاجتمع عليه خلق كثير، وكان في الرجل فقه وعدل ودعابة. جاءه أحدهم متلهفا للصدقة قال: يا قاضي الاسلام اكتبني مع القواعد فقال له الشعبي: ثكلتك أمك، إنما القواعد هن النساء الطاعنات في السن بلا أزواج، قال اذاً اكتبني مع العميان، قال الشعبي اكتبوه فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، ثم صاح بعدها واكتب ابني مع اليتامى، فقال الشعبي ضاحكا: والله إن ابناً أنت أبوه ، ليتيم. هذه الحكاية ليست لها أي علاقة بساسة يسوس إلا من كان في قلبه مرضٌ وقحطٌ وعمالة.