إبراهيم عثمان يكتب : لا استعدوا للانتخاب ولا أجادوا السلبطة !

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

لا استعدوا للانتخاب ولا أجادوا السلبطة !

الأصل في الفترات الانتقالية أنها قصيرة، وأقصى ما يتوقعه الناس من حكومة انتقالية، فيما يلي الاقتصاد، هو التسيير الجيد، مع تحسن نسبي في الأداء، وقليل من تخفيف المعاناة إن أمكن، ولن يلوم الناس الحكومة التي لا تتعدى هذا السقف، ولهذا لم تُطالَب حكومة الجزولي دفع الله بإنجازات اقتصادية كبرى، ولم تعِد بها أصلاً، ولم تُلام لأنها لم تحققها .

لكن إذا كانت هناك أحزاب صغيرة، ترغب في فترة انتقالية طويلة، تبعد بعبع الانتخابات، وتمارس أثناءها صلاحيات أكبر من المخولة لحكومة انتقال ، فمن الطبيعي أن تعِد الناس بإنجازات كبرى ، ذلك لأنها تريد لنفسها ما توقن بأنه فوق ما تستحقه، ولذلك تعد فوق ما هو مطلوب منها، فهذه بتلك، أي شرعية الإنجاز مقابل التمكين وتأجيل شرعية الانتخاب .

قحت، التي أسرفت في الوعود وبدت واعية بهذه البديهية في البداية، ذهلت عنها فور توليها السلطة، وعملت بعكس مقتضاها .. وهنا يأتي السؤالان : كيف جاز لهاربين من جحيم الانتخابات، إلى جنة الانتقال، أن يحوِّلوا مهربهم إلى زنزانة لهم وللشعب باعتماد نسخة شديدة القسوة من روشتة البنك الدولي ؟!! لماذا خربوا خيارهم المفضَّل، أي السلبطة الانتقالية، وأضافوا لمسببات رعبهم من الانتخابات سبباً جديداً حاسماً وقوي التأثير ؟!

الإجابة في تقديري تتمثل في زهو الانتصار، وتوهُّم العملقة، وعدم وجود خطة، وعدم الكفاءة، وما بدا من حالة قطيعية بالغوا في تقدير حجمها،، كل هذا جعلهم يتجاهلون أن هناك دين إنجاز ، معيشي بالأساس، يجب دفعه لاكتساب بعض الشرعية، وأن هذا الدين يتناسب طردياً مع حجم الوعود، ومع حجم الفاولات التي تقتضيها خطتهم التمكينية، ومع طول المدة، ومع حجم دعوى التمثيل والتفويض ، وعكسياً مع حجم هذه الأحزاب..

الآن تخطط قحت للعودة لكن دون وعود كبرى هذه المرة، إذ لم يتبقَّ من وعودها سوى سراب الدعم الدولي ، وحلم مصادرة شركات الأجهزة النظامية، وفي هذا ذهول مضاعف عن البديهية مدار حديثنا، ولم يتبق لها من روافع تعتمد عليها للعودة سوى تعميق الكراهية، وصناعة أعداء للشعب هم القوى النظامية، وكل الأحزاب والقوى المجتمعية خارج قحت، وضغوط بعض الدول الغربية ، والخواجة فولكر، وقلة من الراستات ينازعها الحزب الشيوعي عليهم، ويستقبلون قياداتها بالشتائم وبالعصي والسواطير والبمبان والمسدسات كلما شاركوا في تظاهرة !

إبراهيم عثمان

اترك رد