محجوب فضل بدرى يكتب : الماعندو محبة، ماعندو الحبة !!

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

محجوب فضل بدرى يكتب :

الماعندو محبة، ماعندو الحبة !!

-العنوان عبارة عن جملة أثيرة لدى مشائخ المتصوفة، الذين يربون أتباعهم على بذل المحبة فى ما بينهم، إذ انهم بدون الحب سيفقدون كل شئ، فلا يكون معهم من مكارم الأخلاق (الحبة)!!

-وعلى هذه القاعدة دعى الشيخ الخليفة الطيب الجد جميع السودانيين، الى نبذ ثقافة الكراهية، بأن تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم، أن (لا نعبد الا الله)، وان لا نقدم المصالح الشخصية، والحزبية الضيقة، على مصلحة الوطن، اذ لا عاصم من طوفان الخراب، غير اعلاء قيمة الوطن، وتجنب كل ما يؤدى الى الفرقة والشتات، والتشردم، وذهاب الريح. هذا هو مجمل روح مبادرة نداء اهل السودان، أو مبادرة الشيخ الخليفة الطيب الجد، والتى التأم شملها اليوم فى قاعة الصداقة، فى حضور مهيب يسر الصديق ويغيظ العدو، مما نحتاج معه الى بث رسائل تطمينات،ونصيحة مخلصة الى كل الذين يظنون ان الجبل سيعصمهم من الماء، ولا عاصم من أمر الله، الا من رحم.

-وقد أحسن كل المتحدثين صنعا، ولم يشذ عن القاعدة(قاعدة المحبة) منهم احد، وخاطب السيد مبارك الفاضل المهدى الحضور قائلا (هذه هى القوى المنتجة، لا وقت لديهم بالتظاهر، وعندما دخل الشر كل بيت سودانى، أتوا للمائدة المستديرة)

-حيا الله اهل السودان، مشائخهم وحيرانهم، محسنهم ومسيئهم، كبيرهم وصغيرهم، وهم يستعلون على الجراحات والمرارات، وعلى الاحن والضغائن والثارات، ويلتقون بالمحبة وبالمحبة، فالشيخ الطيب الجد لا يقود فصيلا مسلحا، ولا يستقوى بقوى اجنبية، ولا يستعصم بالقداسة، فلا ( قداسة مع السياسة، ولا نجاسة)

-وحيا الله الحسيب النسيب السيد محمد عثمان الميرغنى، وهو يدعم مبادرة اهل السودان بكل ما اوتى من ثقل سياسى ودينى واجتماعى، ولعل فى وجود كل الفئات التى تمثل القوى الحية فى المجتمع، من مراة وشباب وطلاب وعمال ومزارعبن، يشى بنجاح المبادرة التى نتتظر منها توصيات قوية متماسكة وقابلة للتنفيذ، يرتكز عليها رئيس مجلس السيادة لوضعها موضع التنفيذ الفورى لنتجاز الفترة الانتقالية المفضية الى انتخابات عامة.

-يحكى ان الشيخ احمد الجعلى (راجل كدباس)قد فقد (ساعة منبه) عقب خروج الزوار، وسألوا الجميع عن من راى المنبه، فانكروا جميعا، وبينما كان الزوار عند معدية ابوحراز ينتظرون المركب لنقلهم للضفة الأخرى، رن المنبه فى مخلاية احدهم، فهجموا عليه واشبعوه ضربا، وقيدوه وعادوا به للشيخ الجعلى، الذى امر بفك وثاقه، وقال له(مالك علينا ياولدى، المنبه نافعنا فى تحديد مواقيت الصلاة فقال الرجل بانكسار،( محتاج يا ابونا الشيخ) فقال الشيخ (لو بعت المنبه بيجيب لك كم؟) فقال الرجل (كان جنيه كان جنيهين!!) فقال له الشيخ (اشترينا منك منبهنا بخمسة جنيه)!! وهنا سقط الرجل أرضا وهو يبكى ويطلب من الشيخ ان يسمح له بالبقاء الى جانبه يخدمه ويرتشف من محبته.، وهكذا ظل الرجل فى خدمة الشيخ الجعلى حتى انتقاله الى الرفيق الاعلى، لم يبارح كدباس التى قيدته فيها المحبة، وليست الأغلال، وانتفع بالتربية الرفيعة والتسامح والكرم، لا القهر والعقاب، وتقوى الله فى السر والعلن،لا النفاق والمداهنة، هى ذات الروافد التى تغذى مبادرة الشيخ الخليفة، وتميزها على ما سواها،
والماعندو محبة ماعندو الحبة

اترك رد