محمد طلب يكتب : لم تقرأ امل ولن يكتب بدر

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

محمد طلب يكتب :

لم تقرأ امل ولن يكتب بدر

بدر وامل اسماء رمزية لها دلالاتها استخدمتها (بخت الرضا) في ايصال رسائل تربوية راقية المستوي لتلاميذ المدارس في ذلك الزمان …

اتت ثورة التعليم فقضت علي الاخضر واليابس ولم يعد (بدر) قادراً علي الكتابة في هذا (الظلام الدامس)
ولم تعد (امل) قادرة علي القراءة في (المستقبل المجهول)

عندما كنا تلاميذ في المرحلة الابتدائية كان (بدر) قادراً علي اصدار جريدة حائطية وهو في الصف الرابع الابتدائي ويمارس نشاطات التربية البدنية و الريفية

وكانت امل تجيد مع القراءة فنون المطبخ والخياطة والتطريز والتدبير المنزلي…
وكانت مسارح المدارس كل يوم اثنين تعج بنشاطات الحمعية الادبية…

علي تلك الايام كان (سعد في الحقل) و (البيض فوق العش) و كان (الاسد فوق الجبل) و كل شئ في مكانه الصحيح قبل ان يصبح (الطير) في كل مكان وتركت (الغنم) المرعي و(الراعي) واعتلت (الجبل) وخربت ما تريد (وشبعت وشبعت) و اختلط الحابل بالنابل و(الحكاية جاطت)

الان وفي ظل هذا (اللت و العجن) السياسي والمبادرات (اللا بتجيب ولا بتودي) ما هو موقفنا تجاه اهم قضية علي الاطلاق وهي قضية التربية و التعليم في (الرمق الاخير) بين الموت والحياة….وما هو مصير الاجيال القادمة…
يبدو ان الحكومات السابقة والحالية او الانتقالية لا ولن تعر هذا الامر اهمية كبري.. و طالما ان ابناء السادة السياسيون تزدحم بهم المدارس الاجنبية فلا نتوقع منهم اي تحرك تجاه هذه القضية المهمة ولا شك ان ابناء الكادحين من الفقراء وهم غالبية الشعب السوداني لن يحظوا بما ناله ( بدر و امل) من التعليم عالي المستوي الذي كانت تصب عصارته في (جامعة الخرطوم) التي اصبحت بلا وجيع الان واضحت (بخت الرضا) نفسها جامعة مع اخواتها لمن لا يجيدون القراءة والكتابة..

اظن انه قد آن الاوان ان ينهض هذا الشعب للقيام بواجبه لرعاية التعليم…

من الملاحظات الغريبة ان مجالس الاباء يقف علي رأسها من يُدرسون اولادهم في المدارس الخاصة والعالمية و لايوجد بينهم والد اي تلميذ بالمدرسة الحكومية فما هو المرجو من وجودهم وكما يقول اهلنا الطيبون (الجمرة بتحرق الواطيها)

اعتقد ان الامر اضحي لا يُحتمل فقد اصبحت المدارس الحكومية خراب كبير في كل النواحي… مناهجها… ومعلميها…. وتدريبهم… والبيئة المدرسية عموماً وبلا شك كل كل ذلك ينعكس علي المخرجات…وهي طلاب لا يجيدون القراءة والكتابة

لقد ولي زمان كان في بلادي عندما( يخرج مالك للعمل) (يترك البنت والولد) وهو في غاية الاطمئنان ويعلم علم اليقين لو اخطأ احدهما سوف يعالج الاخر هذا الاخفاق وهكذا تعلمنا من مناهج( بخت الرضا) مبدأ العقاب والثواب في نهاية الدرس والرسالة (فشكر البنت وزجر الولد).. لن يفهم ما بين الاقواس الا من درس (كتابي الاول) و (كتابي الثاني) وما تحمل( الياء) من معانٍ سامية تربطنا بالكتاب وتنقلنا الي كتب (المطالعة)

الان في السودان المكتظ بالدرجات العلمية الرفيعة الخريج الجامعي لا يجيد القراءة والكتابة وهذه مصيبة كبري لابد من تداركها فهل من مجيب؟؟؟

اترك رد