سناء حمد تكتب : عودة الروح

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

سناء حمد تكتب :

عودة الروح ….

اقتبست هذا العنوان من أحد كتابيّ المفضلين ..توفيق الحكيم …رحمه الله…كانت «عودة الروح» نتاج عدة عوامل أدبية وسياسية واجتماعية في مصر في فترة ما بين الحربين وخاصة ثورة 1919 ، كانت روح الثورة والرغبة في التغيير عارمة ، مثلت تلك اللحظة انتصارا للفكرة القومية في المجال السياسي وبعثت في نفوس المفكرين شعوراً بانها الفرصة المواتية لتحقيق الشخصية المصرية ، أثرت تلك الفترة بعنفوانها وخيباتها في ذلك الجيل ومنهم توفيق الحكيم ..وكانت عودة الروح من تحت الركام ….

فقد كان خلاصة فكرته ان الوحدة والتجمع حول الكلمة الواحدة سبب في الشعور بالعز والفخر. وان التحديات تصنع العزيمة وتعلم الصبر، ولولا الشعور بصعوبة العيش لما رأت الشعوب النور. وان الاعتزاز بالتاريخ وبالذات يعطيان معنى للوجود الوجود الإنساني،

لقد اطلعت على تعليقٍ منسوبٍ للسيد الراهيم الشيخ ، القيادي بالمؤتمر السوداني…قال فيه ..(أعود بعد تأمل عميق للحال والمآل ، اليوم انا ادرك جيدا ان لا مناص لنا كسودانيين من قبول بعضنا البعض وفتح أفق جديد)… ومضى بجملٍ سريعة وواضحة يشرِّح الازمة اصولها ومظاهرها وعلاجها ..قال.

( كل المطلوب تنازلات من هنا وهناك ترأب الصدع وتبرئ الجراحات وتقيم عدالة انتقاليه تفتح الطريق للحرية والسلام والعدالة والانتخابات وممارسة الديمقراطيه )،
السيد ابراهيم الشيخ ، اظننا لم نلتقِ من قبل ..وبلا شك نشاطك العام عرّف الكثيرين بك وانا بينهم….
..” شوف” ، اجدني ابصم بالعشرة على ما كتبت …

يا أخي …
نحن نطمع في .. بلدٍ مستقرٍ وآمن- الهمّ بمعاش المواطن وتيسير حياته ” وقفة الملاح اولوية الان ومستقبلاً لكل حكومة وينبغي ان يكون معياراً مقدماً لنجاحها او فشلها – وطن العدالة فيه عمياء لا ترى حزباً ولا جهة ولا مال ولا ملامح ولا صلات ، ترى فقط ميزان العدل- بلد يحكم عبر نظام ديمقراطي الانتخابات هي وسيلته ..ليختار الشعب بحرية من يريد ، واسمح لي هنا بتفصيل .. بلادنا بعد نهاية هذه الفترة الانتقالية بعد عام ونصف أو عامين تحتاج انتخابات توافقية تمنح الجميع بلا استثناء فرصةً للمشاركة في برلمان تأسيسي ،
ثم اقرار نظام التمثيل النسبي كي يضمن للأحزاب الصغيرة المشاركة في البرلمان وفي التحالفات والائتلافات –
ما انتشر في الاسافير ..”ان صح” هو شجاعة من كاتبه في زمان سكن فيه الخوف صدور الرجال والنساء..وفي زمان اختلطت فيه المعايير وغاب العقلاء …

وكما قلت انت ” صحيح ان الاقصاء المتبادل ترك الكثير في النفوس من احقاد وغبائن ” اتفق معك أن الاوآن للتسامي فوق هذه الجراح والمرارات ، وان يتوقف الجميع وان ينظروا لهذا الركام الذي خلفته سياسة الاقصاء والاقصاء المتبادل ..
أنت تمتلك شجاعة جديرة بالتقدير …

إذ تحررت من قيودك كما قلت … ..فجميعنا بحاجة للتحرر من القيود والمخاوف و تقديم التنازلات ..لتعود لهذا الوطن الروح ..فهو يكاد يلفظ انفاسه..

اترك رد