إبراهيم عثمان يكتب : نصائح إلى الشيخ كمال عمر ( ٢ – ٣ )

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

نصائح إلى الشيخ كمال عمر ( ٢ – ٣ )

طوَّر الأستاذ كمال عمر مؤخراً سلاحاً يظن أنه شديد الفتك يطلقه على أي عمل جماعي لا يرضى عنه تجمع الأحزاب اليسارية، ولا يرضى عنه حلفاء قحت الغربيين، وهو أن هذا العمل الجماعي يمثِّل “اصطفافاً أيديولوجياً” إسلامياً مرفوضاً !! وربما لولا أن الجرعة ستكون كبيرة لوصفها بـ ( الإسلاموية ) تلك الكلمة التي تطرب أصدقاءه.. فعل ذلك تجاه التيار الإسلامي العريض، وتجاه مبادرة نداء السودان ..

هذه قائمة من الحقائق والبديهيات التي يُفترَض أنها معلومة للجميع، والنصيحة له أن يتذكر أن الشعب واعٍ بها ولا يسهل خداعه، خاصةً بألأساليب الساذجة :

▪️ يبرر الأستاذ كمال عمر رفضه لوحدة تيارات الحركة الإسلامية بسعيه للتوافق العام بين أبناء السودان قاطبةً، وكلمة قاطبةً هذه دائماً يشدد عليها، بينما الحقيقة أن الفيتو المرفوع الآن ضد التوافق بين أهل السودان يرفعه أصدقاؤه في قحت والحزب الشيوعي وواجهاته، ولا ترفعه الأطراف الأخرى، والأدلة مبذولة و من بينها حجم ما أنفقه كمال عمر من كرامته ومصداقيته ومن خدمات تبرع بها، حتى بالكاد قُبِل به في قحت المركزي تابعاً مطيعاً يفرح بصورة له مع جعفر حسن، مع بقاء الفيتو مرفوعاً في وجهه من قبل الشيوعي وواجهاته رغم التملق الكثير !!

▪️ الأصل والطبيعي أن تسعى الأحزاب والتيارات المنقسمة إلى التوحد، وكمال عمر يعلم هذا، ولهذا لا يلوم تيارات حزب الأمة، والحزب الاتحادي إذا سعت للوحدة، ولا يلوم أحزاب اليسار إذا تحالفت، ولا يصف وحدتها وتحالفاتها بالاصطفاف الأيديولوجي المرفوض .. والفيتو الوحيد الذي يرفعه بالمخالفة لهذا الأصل هو ذلك الذي يرفعه في وجه تيارات الحركة الإسلامية الساعية إلى التحالف والتنسيق، وهذه مخالفة للفطرة وللسلوك السياسي الطبيعي !!

▪️ يبدو الأستاذ كمال ملكياً أكثر من الملك، فأصدقاؤه في اليسار تبدو مواقفهم أكثر اتساقاً، لأنهم يؤسسون رفضهم لتيارات الحركة الإسلامية على رفضهم للمشروع الإسلامي، لا على رفضهم لفكرة الاصطفافات الأيديولوجية من حيث المبدأ .. ولهذا لم يُسجَّل لحزب يساري واحد موقف ضد الاصطفاف الأيديولوجي اليساري، وحتى من يخرجون على التحالفات اليسارية، كالحزب الشيوعي مثلاً، لا يذمون التحالفات اليسارية لأنها اصطفاف أيديولوجي مرفوض ، وإنما لأنهم يسعون لإقامة اصطفافهم الأيديولوجي الذي يرون أنه أصدق تعبيراً عن مشروعهم اليساري ..

▪️ كان بإمكان قيادة الشعبي أن تقتدي بهم في هذا، وتسعى لإقامة تحالفها الإسلامي الخاص الذي يبعد من لا تريدهم من الإسلاميين، والذي ترى أنه أكثر مبدئيةً ووفاءً للمشروع الإسلامي ، وسوف تكون قدوة حسنة وأفضل من الاقتداء باليساريين في دمغ كل التيارات الإسلامية والوطنية التي تشكو من إقصاء قحت وتجريم تحالفاتها وتشويه صورتها وتحريض الداخل والخارج عليها ..

▪️محاولة إيجاد تفسير من نوع أن هذا الموقف من قيادة الشعبي ضد تحالف التيارات الإسلامية والوطنية غير المعادية للإسلاميين يعبر عن مستوى رفيع من القبول بالآخر والتلاقي مع “أهل السودان قاطبة”، هذه المحاولة ساذجة، ولا تثبت شيئاً سوى التهافت والانبطاح للآخر .

▪️ أكبر إثبات لذلك أن اليساريين لم يحتاجوا إلى تصرف مشابه ليلتقوا مع الشعبي، أي لم يرفعوا الفيتوهات في وجه الاصطفافات اليسارية كما أسلفنا، ولم يشترطوا على الشعبي عدم السعي لتشكيل تحالفه الإسلامي الخاص اللهم إلا إن كان ذلك قد حدث سراً، أو إن كان شرطاً قد ألزمت قيادة الشعبي نفسها به طوعاً من أجل إثبات “حسن النية” لليساريين .

▪️ والتفسير الذي يقول إن رفض التحالفات الإسلامية والدخول في تحالفات اليسار إنما يتأسس على المبادئ والثوابت الدينية والوطنية ويمثل انحيازاً لمعسكر الحريات، والديمقراطية، واحترام إرادة الشعب ، والانتخابات، وحقوق الإنسان، واستقلال القضاء، ومحاربة الإقصاء، والحفاظ على السيادة، وحفظ الدين والوطن، وعدم دوس الشعب اقتصادياً .. إلخ هذا التفسير سيقف في وجه ألف اعتراض من تجربة حكم اليسار ومن سلوكه الحالي يعلمها الأستاذ كمال عمر جيداً ..

يا شيخ كمال صدقني مواقفك وطريقتك في الدفاع عنها مسيئة في حد ذاتها لصورتك وصورة تيارك داخل الشعبي، وربما لهذا لا يرد عليك قادة عشرات الأحزاب الذين تبادرهم بالعداء لمصلحة قحت ولمصلحة تمتين علاقتك معها ..

إبراهيم عثمان

إبراهيم عثمان يكتب : نصائح إلى الشيخ كمال عمر ( ١ – ٣ )

تعليق 1
  1. […] إبراهيم عثمان يكتب : نصائح إلى الشيخ كمال عمر ( ٢ – ٣ ) […]

اترك رد