محمد عثمان ابراهيم يكتب : خاطرة إبراهيم الشيخ

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

محمد عثمان ابراهيم يكتب :

خاطرة إبراهيم الشيخ

كتب الرجل خاطرته فتلقفها بعض الطيبين بحسن النية المعتاد فينا -كشعب طيب- وصاروا يروجون لها مخترعين تأويلات شتى بحثاً عما يؤهلها للنشر في ملف المواقف السياسية المفرحة، إن كان ثمة شئ مفرح في سياستنا.

الحقيقة هي ليست خاطرة أدبية صالحة للنشر، وبالنسبة لي، كشخص قرأ خواطر يارا ورسائله المفعمة بالمشاعر وهو في المرحلة المتوسطة، فإن أقصى ما يمكنني دفعه لشراء خاطرة إبراهيم الشيخ هذه هي مبلغ واحد جنيه سوداني لا غير حتى لا أبخس الرجل جهده وأقول لا تسوى الحبر الذي كتب بها.
لماذا؟

تجربة إبراهيم الشيخ السياسية هي تجربة التطرف في المواقف السياسية حين يكون الجو صحواً والظروف مواتية، وتجربة التراجع والانسحاب من الساحة حين تكون السماء ملبدة واحتمالات الخسارة أكبر.

هو دائماً منقسم على ذاته ما بين السياسي الطامح لتقوية نفوذه المالي، وما بين التاجر الحذر المشغول بحماية رأس المال وزيادة الأرباح.

أيام تظاهرات القيادة استشعر القوة فلوح بأصابعه للفريق #البرهان ، وحين استقوى عليه رفاقه في الحزب أعلن اعتزاله العمل السياسي، ثم عاد بعد أن صفا الجو معلناً أنه تراجع عن اعتزاله بناء على رجاء البرهان نفسه.

حين يعتقل يطالب بالحقوق المدنية والرأفة وهو يهتف مع المتظاهرين وإن لم يعد الكثير منهم يصدقونه، وحين يتولى الوزارة على قصر مقامه فيها دعا إلى استخدام القوة لفض تظاهرات شرق السودان.

المطلوب من ابراهيم الشيخ إن كانت لديه مواقف جديدة أن يعلنها بوضوح ودون مواربة عاطفية إذ لا شئ في السياسة اسمه ” أتحرر من قيودي وأسري ولا أريد أن أهزم أحداً”.

في السياسة هناك استقالة من الحزب، واستقالة من الحرية والتغيير، أو انضمام لتيار سياسي جديد، أو اعتزال للنشاط السياسي بكامله أما غير ذلك فهو مجرد خواطر عاطفية على الفيسبوك يمكن التفاعل معها بالقلوب الحمراء وعلامات الاعجاب الزرقاء.. فقط لا غير.

إبراهيم الشيخ : أعود بعد تأمل عميق للحال والمآل. اليوم أنا أدرك جيداً أن لا مناص لنا كسودانيين من قبول بعضنا البعض، وفتح أفق جديد

اترك رد