د.محمد علي الجزولي يكتب : تأملات من خارج حلبة المصارعة
السودان
الخرطوم : الراية نيوز
د.محمد علي الجزولي يكتب :
تأملات من خارج حلبة المصارعة
يحتاج الإنسان أحيانا إلى إجراء عملية تقييم لمجل محصلة التدافع السياسي أطرافه نقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر لكل طرف ، وقد يضطرك المرض للخروج من حلبة المصارعة لتجري هذه العملية بعيدا عن ( الدواس السياسي اليومي ) وملاحقة كل جديد على رأس كل ثانية لتكون فاعلا في اتخاذ موقف منه يعزز موقعك ويفكك جبهة خصمك .
لدي قناعة قديمة متجددة تأملتها اليوم _وأنا طريح فراش المرض_ فازددت يقينا بصوابيتها ، نحن في التيار الوطني العريض نتخذ مواقف لا تعبر عن 10% من قوتنا الحقيقية !! ، إن العمل الجبهوي التحالفي يضطرك لاتخاذ مواقف تحتل درجة منخفضة في الرجحان لا تعبر عن موقفك السياسي ولا تصدر عن تحليلك لواقع الصراع لكنك مضطر لاتخاذها نزولا عند رغبة الحلفاء ، ومحصلة التدافع بهذه المنهجية للعمل طيلة ثلاث سنوات التي تجعل الجميع اليوم رغم ما فعله نداء اهل السودانمن حراك يضع يده على قلبه لا يدري ما تخفيه الأيام عن كيفية تشكيل حكومة ما تبقى من الفترة الإنتقالية وهل ثمة ردة عنيفة ستحدث في المشهد ؟!، هذا القلق في حد ذاته دليل على الافتقار إلى وضع في ميزان القوى مريح ومطمئن .
إن موقفي القديم المتجدد أن مواقف التيار الوطني العريض يمكن أن تكون أكثر صلابة ويضع لها الخارج والداخل ألف حساب إذا تحررت من طريقة التفكير والشواغل التي تخص فصيلا منه لظروف موضوعية تتعلق به لكنها لا تتعلق بمكونات هذا التيار لا سيما المكونات التي شاركت في التغيير . يجب تغيير طريقة التفكير ومنهجية العمل فهذا في صالح جميع اطراف التيار الوطني العريض .
الجزولي