الشعراني الكباشي المحامى يكتب : نقابة المحامين… بين الإختطاف والعمالة

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

(الجراب)

نقابة المحامين السودانيين ذلك الطود الشامخ والتأريخ الباذخ بين طارف وتليد كانت بحكم قانونها الخاص وبحكم المكانة العالية والدرجة الرفيعة التى يوليها أهل السودان للمحامين والمهنة المحاماة فهى وهم كانوا حائط الصد وخط الدفاع الأول عن الوطن وأهله وحقهم فى العيش الكريم وفى وجودهم واسهامهم فى الحضارة البشرية وأهل السودان أهل حضارة ضاربة في أعماق التأريخ وبقى المحامون يقومون بذلك الدور وفى الحفاظ على وحدة نسيج المجتمع السودانى وتماسكه وكانت نقابة المحامين قبل أن يطل هذا الزمان الاغبر وقبل أن يطل فى فجر هذه الأرض الطيبة شرذمة وجدانهم لا يشبه وجدان اهل السودان كانت النقابة تمثل درعاً يحمى هذا الشعب العظيم وينافح عنه ويكافح فى وجه عالم يمور بالظلم ويموج بالمظالم والظلمات كان هذا هو الدور العظيم للمحامين ونقابتهم فى الداخل والخارج وكان ذلك هو الهم فى الحل والترحال حتى إذا ما حدث التغيير فى العام ٢٠١٩ وفي لحظة توقف فيها الزمان وغفل الناس وعم الظلام الحالك اختطف شرذمة قليلون من العملاء والعاطلين عن المواهب والأخلاق هذا الوطن الجميل بأسره فعاثوا فيه فسادا وافسادا وبدأوا إعمال معاول الهدم والخراب والدمار الشامل لقيم المجتمع ومعتقداته وثوابته قبل أن يقصم الله ظهرهم ويردهم على ادبارهم خاسرين….
لم يكن المحامون ونقابتهم استثناءا مما حاق بالوطن وأهله وكان ما عرفت بلجنة التسيير التى تشكلت بحكم قانون (قراقرش) والذى حدد مهمتها زمانا بثلاثة اشهر وعملاً بتنقيح سجل المحامين وإجراء انتخابات لنقابة جديدة وتوالت الأيام والسنوات ولم تفعل اللجنة المذكورة شيئاً لا للمهنة ولا للمحامين ولا حتى للدار الفخيمة التي ما نالت منهم إلا الخراب والدمار والتشويه وكآبة المنظر وسوء المنقلب…. حتى إذا ما جاءت قرارات التصحيح والتي قضت بحل كافة لجان تسيير النقابات لم تستجب لجنة تسيير المحامين للقرار بحجة غريبة لا تصدر ممن له أدنى صلة بالقانون وكانت تلك حجة داحضة عليهم…. ما كان يدورفى خلد المحامين ابدا ان يكون زملائهم فى لجنة التسيير من الوالغين فى بركة العمالة الآسنة حتى اتخذت اللجنة المذكورة من دار المحامين مكاناً لممارسة العمالة الرخيصة والعمل السياسى القذر وسمحت بدخول المستعمر القمئ فولكر ابو ضهير ومن لف لفه وتدنيس تلك البقعة الطاهرة التى لم تمارس فيها سياسة ولم يطؤها خنزير ولا عميل لكن الدار الطاهرة تنفث الخبث والخبائث فسرعان ما فر الجمع وولي الدبر يتقدمهم خنزيرهم و(رجالهم) قبل النساء والتقيل فات المهر العنيد….
المحامون الشرفاء أقاموا وقفة احتجاجية ضخمة أمام القصر الجمهوري وقدموا مذكرة للسلطات يطالبون فيها بضرورة إنفاذ القرار ٢٠٢١/٢٤٦ والذى قضى بحل كافة لجان التسيير ولم تخالفه أو تطغى عليه إلا لجنة المحامين بيد أن السلطات وضعت فى إحدى اذنيها عجينة وفى الآخرة طينة ولاذت بالصمت وهو صمت لا يليق بها ولا بمن قدم المذكرة نرجو أن تخرج السلطات من صمتها وتنفذ قرارها حتى لا نشهد سيناريو آخر يعيد تصحيح الوضع المقلوب وربما كانت الوسائل مما يزيد المشهد ارباكا وتعقيدا… الا هل بلغت اللهم فاشهد والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.

اترك رد