دكتور ياسر أبّشر يكتب : استهداف الأكارم العلماء الفرسان “نافع” نموذجاً
السودان
الخرطوم : الراية نيوز
دكتور ياسر أبّشر يكتب :
استهداف الأكارم العلماء الفرسان : نافع نموذجاً
ابحثوا معي عن حكيم عاقل راشد يدعم قحت – المجلس المركزي .
وابحثوا معي عن عالم مفكر يقف مع قحت – المجلس المركزي .
ودلوني على سياسي ضليع ووطني يناصرها .
لقد ناصرها من رأينا حقده ، وهو نائب عام كتاج السر الحبر حين قال إن من اعتقلته لجنة التمكين لن يخرجوا من محابسهم إلّا بالموت أو الخرف . تلك كراهية تثير التقزز والإشمئزاز والاحتقار . وهكذا جعلت قحت من مريض نفسي – سايكوباثي مسؤولاً عن واحد من أجهزة العدالة ، وليس هذا بعجيب فشبيه الشيئ منجذبٌ إليه . وللأسف لازال النائب العام الحالي ألعوبة في يد من تستحي منه الجهالة كحميدتي .
ومادام الحال كهذا ، فلن نعجب أن يظل عالم نحرير كدكتور نافع على نافع في ظلام الزنازين. هؤلاء لا يعلمون أن دكتور نافع كان مفخرة استاذه المشرف في جامعة كليفورنيا في علم هندسة الوراثة Genetic Engineering . ترى أين كان قوم قحت من هذه المعرفة وقتها واليوم ؟؟؟ هل سمع حميدتي بهندسة الوراثة ؟؟!!
ومما أذكره أن دعوة غداء ضمتني مع عدد من أساتذة كلية الزراعة بجامعة الخرطوم ، وكان هذا بعد بضعة شهور من قيام الإنقاذ . وتحدثوا عن زميل لهم إسمه دكتور نافع علي نافع ، الذي عينته الإنقاذ مسؤولاً عن جهاز الأمن. تحدثوا عن خلقه الرفيع وشهامته الجمة وعلمه الغزير ، وقال بعضهم إن من كان خُلقه مثل نافع سيخلق صورة جميلة لجهاز الامن . وكانت تلك شهادة زملائه الذين يعرفونه. لكنني فوجئت بعد مدة بشرازم لا يعرفونه وما رأوه يوماً يفترون عليه وعلى جهازه ويختلقون أكاذيب يشيب لهولها الولدان .
وما دعاني لأن استيقن حقيقة ما قاله زملاء نافع عن نافع ، أن شقيقي الذي كان معارضاً للإنقاذ أعتقل عدة مرات وشهد بأنه لم يتعرض لإهانة أو تعذيب أو إذلال حتى لمرة واحدة ، بل أفادني أن جهاز الأمن كان يعالج المرضي على حسابه . بالطبع فهذا لا يعني أن تجاوزات وأخطاء وقعت هنا أو هناك ، لكنها ليست كمثل ما فعل هؤلاء الذين سجنوا الناس حتى ماتوا في السجون . وعجبت من ثم من خيال المعارضين المريض الذين سودوا الصحائف بالأكاذيب. و لأنني أعرف خطورة الإعلام وما يبثه من دعاية ، أعلم أن حديثي هذا سيتلقاه البعض بالرّيَبِ والتشكيك ، لكثرة ما خضعوا للبروبوغاندا المضللة . لذا سأذكرهم بالمليارات التي زعم القحاتة أن نافع كنزها ، والمليارات التي هُرّبت لماليزيا وما شاكل ذلك من أكاذيب . كم مرة زعموا أن زيداً أو عبيداً قتل في مظاهراتهم ، ليتحدث الشهيد المزعوم ويقول أن إدعاؤهم محض كذب وتدليس. كم مرة زعموا أن الدول الغربية ستُمطر علينا المليارات لتزدهر أرض السودان قمحاً ووعداً وتمني ؟؟!! كم مرة زعموا بهتاناً أن شيخ عبدالحي أفتى البشير بقتل ثلث الشعب السوداني ؟؟ وكل ما قالوه عن نافع رفيع الأخلاق لا يخرج عن مثل هذا التدليس .
كانت أكبر كارثة مُني بها السودان بعد ( الثورة ) هي: ( إشاعة ثقافة الكذب ) يتولى كِبرها كُبراءهم . هؤلاء قوم لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه أو قالوه .
في مواقع خارجيات الدول الغربية صفحة تتعلق بنصيحة السفر Travel Advice . هل تصدقوا أن ما يتعلق بالسودان خلال عهد الإنقاذ كان يحرره المعارضون وتنشرها الخارجيات كما كتبوها !!! وبالطبع كانت تصور السودان كواحد من أخطر بلاد الدنيا أمناً ، ليصدوا الزوار والمستثمرين عن القدوم إليه . واعترف وزير خارجيتهم عمر قمرالدين أنهم من كتبوا العقوبات . لا يفرقون بين الوطن/ الدولة والحكومة . هذا مبلغهم من الوطنية .
وما كان استهداف الفارس دكتور نافع إلّا إحدى صفحات تشويه الإسلاميين بعامة. وهذه في أصلها أجندة غربية ، والغرب مريض بالإسلاموفوبيا . وخُدامه عندنا يجدون في هذا ضالتهم .
لا تكاد تجد بيتاً في السودان يخلو من الإسلاميين أو متعاطف معهم ، فهل يريد منا هؤلاء المعادين لدينهم ولوطنهم أن نقطع أرحامنا ، وأن نفتق نسيج مجتمعنا لترتاح منهم نفوس مريضة ؟؟؟
لقد نفذت أحزاب قحت العلمانية الكارهة للدين ، عمداً ومع سبق الإصرار ، خطة تفريغ السودان من العلماء والمؤثرين من الشيوخ ، وخطة إضعاف قادة المجتمع ، وإخافة البعض بتشويه صورة المستهدفين ، ليخلو لقحت الجو فتبيض وتُصفر ، ليتسنى لها تطبيق برامجها بلا معارضة ، وهذا هو معنى الحرية لديها .
في زمن الإنقاذ برز دكتور نافع ، وبروفسر إبراهيم أحمد عمر ، ودكتور غازي ، وبروفسر غندور ، ودكتور عبدالحي يوسف ، وبرز دكتور أمين حسن عمر ، وسيد الخطيب ، ودكتور مصطفى عثمان ،وبروفسور عصام البشير والموهوب بروفسر عوض حاج علي ، والإستاذ علي كرتي وغيرهم كثير . رجال ” يملوا العين ” ويجعلونك تُحس بالفخار . وعشنا فترة حكمهم مثلما عشنا الإنهيار واللا دولة في عهد قحت وأحزابها .
حُقّ للإسلاميين – ونافع من قادتهم – أن يفخروا أنه ليس بينهم عميل خائن باع وطنه. بل لقد قاتلوا في الجنوب وارتقى منهم الألوف شهداء ، وكان منهم أبناء قادتهم ، وتلك هي الوطنية . إن أخطاء الوطنيين لا تقارن بعمالة الخونة الفاشلين في كل شيئ . وهذه ليست شتيمة فارغة للقحاتة ، فآخر ما شهد به الأستاذ المحامي يحيى محمد الحسين حول عمالتهم بالمال وخيانتهم في موضوع الدستور كان آخر البراهين .
أرجوا أن لا نتذكر من برز بعد ( الثورة ) حتى لا نصاب بالغثيان . لذا ليس عجباً أن ينفض من حولهم العقلاء والمحترمون والمفكرون والعلماء وكبار الشيوخ وزعماء القبايل والناجحون في كل مشرب .
لا يساورني شك حول براءة نافع وإخوانه. وأعداؤهم من قحت وشيعتها يعلمون هذا . ” جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظُلماً وعُلوّا ” . لذا فمن هو مثلي لن تصده عن قول الحق إفتراءات السوقة والدهماء ومرضى النفوس الذين يستهدفون كل كريم .
دكتور ياسر أبّشر
———————————
22 سبتمبر 2022
احسنت وكفيت ووفيت
رجال الانقاذ كلهم تنجازات وقحت عمالة وارتزاق