إبراهيم عثمان يكتب : لا للاستثمار السياسي .. نعم للتحري والعقاب

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

إبراهيم عثمان يكتب :

لا للاستثمار السياسي .. نعم للتحري والعقاب

▪️ إذا صح ما راج في الإعلام من اعتداء على منزل الأستاذ وجدي صالح فإن هذا الفعل يجب أن يُدان بأقوى العبارات، ويجب على السلطات أن تتحرى في الأمر وتقبض على الفاعل وتعاقبه بالقانون ..
▪️استباق التحري والوصول إلى الحقائق بتوجيه الاتهام إلى طرف بعينه، هو الإسلاميين تحديداً، وقفل الباب أمام أي رواية أخرى ( كما هو حادث الآن على مواقع التواصل وغيرها) سيفتح أبواب الشك بخصوص الاستثمار السياسي، أو افتعال الحادث والتمثيل، سواء من جانب جماعة “الضحية” أو من طرف آخر له مصلحة في أن يأخذ الاتهام منحى معين .
▪️ وسيذكر الناس بالاعتداءات المتبادلة بين فرقاء قحت، وفض الندوات بالبمبان والحجارة، والاعتداءات أثناء التظاهرات …
▪️ وسيذكرهم بالقصة الساذجة التي روجها البعثيون قبل أكثر من عام عن سيارة بها ملثمين كانت ترصد منزل الأستاذ وجدي صالح .
▪️ وسيذكرهم بالرواية الفطيرة التي لقنوها للمدعو عماد الحواتي ونشروها بتسجيل بصوته يقول فيه إنه شاهد على أن الأستاذ معمر موسى عندما ذهب إلى مقر لجنة التمكين لم يكن ذهابه لغرض ضمانة للمهندس الطيب مصطفى ( له الرحمة والمغفرة )، وإنما كان لغرض وضع جهاز تتبع على سيارة وجدي صالح تمهيداً لاغتياله، وهي الرواية التي اضطروا للاعتراف بزيفها عندما أطلقوا سراح الأستاذ معمر موسى بلا محاكمة بعد حبس طويل.
▪️ وسيذكرهم بالبهتان بخصوص “التفجيرات الإرهابية” في ٣٠ يونيو، والذي قام على تلقين المدعو عماد الحواتي شهادة كاذبة، اعترف بكذبها وبأنهم لقنوه إياها أمام المحكمة في أكبر فضيحة سياسية شهدتها المحاكم ! وقد دفع عدد كبير من الأبرياء ثمن هذا البهتان سجناً استمر لسنوات .
▪️ وسيفتح الباب أمام مناقشة السؤال : ما هو الطرف الأكثر ممارسة للعنف منذ انقلاب اللجنة الأمنية حتى الآن : القحاتة أم الإسلاميين ؟ ومن منهم كانوا ضحية العنف ومن منهم كانوا الجلادين ؟ وهل سُجِّلت حالات مقاومة عنيفة من جانب الضحايا ؟ دعك من الانتقام
▪️ وسيذكر الناس بحرق منزل والي سنار السابق الأستاذ أحمد عباس وعشرات الحوادث من الاعتداءات على المنازل والأفراد ..
▪️ وسيذكرهم بأن العمل على تسييس الحوادث الجنائية العادية ليس غريباً عند القحاتة، فالكل يذكرون المؤتمرات الصحفية وأحاديث الإرهاب والقبض على متفجرات ( كانت تكفي لتفجير العاصمة بكاملها) ، ومحاولة ربطها بخصومهم السياسيين، ثم اضطرار النائب العام وقتها إلى الاعتراف بأنها متفجرات تستعمل في التعدين كان يتاجر بها أفراد لا صلة لهم بالسياسة .
▪️وسيذكرهم بأن افتعال الحوادث والتمثيل والبهتان ليست تصرفات غريبة على حزب البعث وأحزاب قحت عامةً، فالكل يذكرون مسرحية اغتيال حمدوك، والحملة التي صاحبتها .
▪️ وسيذكرهم بأن استباق التحريات والبهتان والمطالبة بالمعاقبة بلا دليل هي نهجهم الثابت، ومن ذلك ما قاله الأستاذ ساطع الحاج في اللحظات الأولى لمسرحية اغتيال حمدوك ( يجب اتخاذ قرار بسرعة شديدة هل نبقي رؤوس الإسلاميين على أعناقهم أم لا ) !
وما قاله الناشط القحاتي هشام ود قلبا : ( عشان ما تقول لي استباق تحريات .. وتسرع في إدانة الكيزان .. واقصاء .. ووو إلخ نفرض إنه محاولة الاغتيال نفذتها كائنات فضائية .. برضو الكيزان يتبلوا ..) .. وما قاله القيادي محمد ضياء الدين في غير هذه المناسبة ( سنعلقهم على المشانق في “أبو جنزير ) ..
▪️ والقائمة طويييلة لا يسهل جمعها في مقال واحد .

إذا كان حزب البعث والأستاذ وجدي صالح يبحثون عن الحقيقة ومعاقبة القاعلين فإن الواجب عليهم التركيز على المسار القانوني، فإن ثبت أن الفاعل هو خصمهم السياسي الأول فالعائد السياسي سيكون مجزياً، أما إن كان يكفيهم العائد السياسي الفالصو، فليعلموا بأنه قليل جداً، ربما بأقل من أن يكون مجزياً حتى لحزب صغير جداً .

إبراهيم عثمان

اترك رد