محجوب فضل بدرى يكتب : أحكموا علينا بأعمالنا !!

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

محجوب فضل بدرى يكتب :

أحكموا علينا بأعمالنا !!

-هذا العنوان هو العبارة التى أشتهرت فى عهد المغفور له باذن الله الفريق ابراهيم باشا عبود، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم منذ تسلم الجيش للسلطة فى ١٧ نوفمبر عام ١٩٥٨م ( احكموا علينا باعمالنا ) فلما أطاحت ثورة ٢١اكتوبر ١٩٦٤م تبددت آمال المواطنين، فى الانتقال الى وضع أفضل، طفقوا يرددون بين يدى الفريق عبود فى الأسواق والطرقات (ضيعناك، وضعنا وراك!! ) ولعل السيد الامام الراحل الصادق المهدى قد استعار عبارة عبود (احكموا علينا باعمالنا) عندما قال امام العقيد الركن عبدالعال محمود ابراهيم الأمين العام لمجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطنى، بعد ما اعتقلته السلطات الامنية فى الاول من شهر يوليو٨٩م، وطمأنه الامين العام على نفسه وأسرته قال السيد الصادق، ما نصه فى حديث موثق بالصوت والصورة:- (انا مطمئن على السودان فى يد القوات المسلحة، لأنها كيان قومى،وانا عملت للسودان عمل يكاد يكون فدائى، وارجو من رجال الثورة ان يحاكمونى باعمالى، وما يحاكمونى بالعواطف)-يشير الامام هنا الى موقفه من مذكرة الجيش فى فبراير ١٩٨٩م، والتى اعتبرها رئيس الوزراء مجافية للضبط والربط، فأغضب ذلك الجيش-ولما شاهد (الفريق) البشير مقطع الفيديو الذى يظهر فيه الامام (حليقا، وملثما،وهو يفرك يديه اثناء الحديث)رحمه الله رحمة واسعة.

قال رئيس مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطنى (اكرموا عزيز قوم ذل) واحتفظ بشريط الفيديو VHS فى درج مكتبه، ووجه ببث خبر اعتقال السيد الصادق المهدى بدون صورة، وهكذا سجل التاريخ السودانى موقفا نبيلا، للبشير ولم يزد عمره فى السلطة على يوم واحد، لكنها الاخلاق المركوزة فى وجدانه والتى نشأ عليها وسط اسرته،ودرسها فى مصنع الرجال،وعرين الابطال وصقلها فى حياته العسكرية الحافلة، فى الجيش السودانى الباسل البطل، ولما دار الزمان دورته، وقضت سنة الله فى كونه، ان يأتى التغيير على يد القوات المسلحة فى ابريل ٢٠١٩م كان البشير عند وعده، اذ قال (لو المزيكة دقت وجاء واحد من الجيش عاوز يستلم نسلمه طوالى ونحييه) وقد اتبع قوله بالفعل، لما جاء اليه البرهان، وابلغه بان اللجنة الأمنية قررت استلام السلطة، لم يزد البشير ان قال للبرهان،(خير، بس أبقوا عشرة على الشريعة، وأبقوا عشرة على البلد)، بل زاد على ذلك بانه ابلغ كل من اتصل به، بأن الناس الاستلموا السلطة ديل اولادنا، من فرط ثقته فى رجال الجيش، وقد قال ابن عوف فى بيانه الاول (اقتلاع النظام، والتحفظ على رئيسه فى مكان آمن)، ليتضح بعد ايام قلائل ان المكان المقصود هو السجن!!!

– انطلقت فى الاسافير دعوة باسم( نصرة المشير البشير) وان جاءت بعد أن قضى البشير زهاء اربع سنوات فى السجن، ولكن ان تاتى متاخرا خير من ان لا تاتى،

-خلى بالك هناك، برهان خلى بالك، ده قائدك وقائد الجيش، تلاتين سنة واكتر زول لبس كاكى فى السودان ده، يابرهان البتسوى فيهو ده مابيشبه الجياشة. احكموا على البشير واخوانه باعمالهم، ولا تَتَّبِعُوۤا۟ أَهۡوَاۤءَ قَوۡمࣲ قَدۡ ضَلُّوا۟ مِن قَبۡلُ وَأَضَلُّوا۟ كَثِیرࣰا وَضَلُّوا۟ عَن سَوَاۤءِ ٱلسَّبِیلِ

اترك رد