هشام الشواني يكتب : شارعان ضد التسوية الثنائية

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

هشام الشواني يكتب :

شارعان ضد التسوية الثنائية
__________________________

مهم أن ننتبه لحقيقة أن الشارع الذي خرج بالأمس هو شارع يحكي عن السياسة الصلبة، السياسة التي تقوم على قضية واضحة وطنية، فينتظم حولها جمع وحشد بقيادة محددة. هذا الشارع في موقفه السياسي هو ضد موقف (قحت) السياسي، وضد الدستور الأجنبي، وضد التسوية الثنائية، بمعنى لو أردتم مقارنته بشارع معين فلا تقارنوه إلا بذلك اليوم الذي دعت فيه قوى الحرية والتغيير وحدها لمظاهرة، وتذكرون جيدا ما تعرضت له، كان حادثا مؤسفا خرجت فيه مجموعات بسيطة جدا واجهها بعض الشباب بالعنف رافضين تجمعهم في تقاطع (باشدار)

شارع ٢٩ أكتوبر شارع يقف على النقيض من شارع قحت الرسمية، وضد موقفها الرسمي، أما شارع حراك ديسمبر وحراك مابعد ٢٥ أكتوبر فهو ظاهرة مختلفة تماما، ظاهرة ضد قحت وضد شارعنا في وقت واحد، هي ظاهرة ضد السياسة الصلبة القديمة، وهي طريقة جديدة وشكل معولم جديد في السياسة، وبعيدا عن كيف نفهم هذه الظاهرة؟ وكيف نحللها وكيف نتفق أو نختلف حول إيجابياتها أو سلبياتها؟ دعونا ننتبه لحقيقة أم هذا الشارع هو ضد التسوية الثنائية وضد التسوية بكل معانيها، فهو شارع يراها مساومة ويرفع لاءات ثلاث في هذه القضية.

قحت تتسلل لهذا الشارع خفية، تدخله ككائن متطفل بوسائل محددة وطرق تأثير محددة، لكنها لا تستطيع كشف نفسها مثلما يفعل شارع ٢٩ أكتوبر في يوم الكرامة، نحن هنا أمام مأزق تحولت فيه الوسيلة لغاية، وبات النفاق والتخفي هو السمة الأبرز.

التسوية الثنائية إذا قامت لأول مرة سيتوحد ضدها شارعان، الشارع الصلب لليمين الوطني المحافظ والشارع الليبرالي الثوري لحراك ديسمبر، لذا فإن تكتيكات قحت كونها الأداة المحلية لجهات خارجية ستفكر مرتين وعشر مرات حتى تتخذ خطوة قد تفقدها التدخل الطفيلي في شارع ديسمبر، وتمنح الحزب الشيوعي ومجموعات أخرى قدرة على التأثير فيه، وذلك ضيق نظر عن رؤية الشروط الكلية التي تصنع هذا الشكل الجديد للسياسة.

اترك رد