محجوب فضل بدری يكتب : التاسع عشر من ديسمبر،،يوم الإستقلال

السودان

الخرطوم : الراية نيوز

محجوب فضل بدری يكتب :

التاسع عشر من ديسمبر،،يوم الإستقلال

-الآن والآن فقط عرفنا نحن السودانيين،الجزاء المستحق جرَّاء تجاهلنا للإنجاز التاريخی العظيم،الذی سطَّره الآباءُ الأُوَل لإستقلال بلادنا من داخل البرلمان فی جلسته (رقم ٤٣) التی عُقِدت فی العاشرة من صباح يوم التاسع عشر من ديسمبر عام ١٩٥٥م،،تقدَّم النائب/عبدالرحمن محمد ابراهيم دًبًكَة عن الدائرة ١٩ غرب نيالا (دارفور)بإقتراح إعلان الإستقلال،من داخل البرلمان ومطالبة دولتی الحكم الثناٸی بالإعتراف بذلك،وثَنًّی الإقتراح الناٸب مشاور جمعة سهل جابر،من المزروب/حاضرة قبيلة المجانين (كردفان) وفاز الإقتراح بموافقة أعضاء البرلمان من الحزبين الكبيرين حزب الأمة والحزب الوطنی الإتحادی،وترددت فی التصويت لصالح الإستقلال (الجبهة المعادية للاستعمار) الواجهة التی يتخفَّی وراءها (الحزب الشيوعی)،ويرأسها عبدالرحمن الوسيلة وممثلها الوحيد فی البرلمان حسن الطاهر زروق،وخلط قرار البرلمان الأوراق،فالجبهة المعادية للإستعمار،ترفض معاداته من داخل البرلمان!!والحزب الوطنی الاتحادی ،والذی كان يُنادی بالملك فاروق ملكاً علی مصر والسودان،تأكيداً علی رغبته فی الإتحاد مع مصر،يُعلن من داخل البرلمان عن دعمه لقرار الاستقلال عنها!! وحزب الأمة الذی كان ينادی بوضع السودان تحت التاج البريطانی!! غير موقفه ليقف إلی جانب الإستقلال التام،وشعاره السودان للسودانيين،فأُسقط فی يد دولتی الحكم الثناٸی،وبادرت بالإعتراف بإستقلال السودان،، كل هذه اللوحة الوطنية الزاهية،لم تجد نصيبها،فقد طغی ذِكر يوم إنزال علمی دولتی الحكم الثناٸی،بريطانيا ومصر، ورفع العلم السودانی،فی الأول من يناير ١٩٥٦م،الذی أصبح العيد الوطنی لإستقلال السودان،مثله فی ذلك مثل تواريخ شهادات التسنين عند معظم السودانيين!! وأغفلنا تاريخ الإستقلال الحقيقی وهو التاسع عشر من ديسمبر عام ١٩٥٥م!! وبالمحصلة ،تجاهلنا ابطاله،فلا تعرف الأجيال الحديثة شيٸاً عن ذلك التاريخ المجيد،ولم يٌطلق إسم (دبكة) أو (مشاور) علی أی شارع، أو مدرسة فی أی مدينة سودانية، أو علی قاعة فی أی وزارة أو جامعة !! ولم تبقی فی الذاكرة الا صورة الزعيمين إسماعيل الأزهری ومحمد أحمد المحجوب،وهما يرفعان علم الإستقلال بألوانه الثلاثة،ذلك العلم الذی لم يألوا الشيوعيون جهداً فی طمس اْلوانه،بالعلم الحالی الذی يصعُب تمييزه من بين الأعلام العربية المتشابهة !! للدرجة التی يُحار معها حتی ضباط المراسم المختصون،ولكن ليست المشكلة فی، هل اللون الذی يكون فی الأعلی هو اللون الأسود أم الإبيض!!،وهل المثلث الأخضر يكون الی يمين الناظر أم إلی يساره!!وليست المشكلة فی ان العلم القديم قد حازته دولة أخری فلن نستطيع إستعادته،المشكلة هی ان تاريخ التاسع عشر من ديسمبر قد سُرق منا علی يد لصوص (الثورة الماجيدة) فی زمن القحط والوقاحة والقباحة،وهذا هو جزاء العقوق!! لكم الله بنی وطنی۔

اترك رد